TOP

جريدة المدى > محليات > الإهمال وسوء الإدارة يخنقان الأنبار بالتلوث

الإهمال وسوء الإدارة يخنقان الأنبار بالتلوث

نشر في: 22 أغسطس, 2024: 12:05 ص

 الانبار/ محمد علي

تواجه محافظة الأنبار تحدياً بيئياً خطيراً يهدد صحة السكان والبيئة المحلية نتيجة سوء إدارة الموارد الطبيعية والتلوث البيئي المتزايد. وفقاً لتقارير بيئية حديثة، تصدرت الأنبار قائمة المحافظات العراقية من حيث تلوث الهواء، مما يهدد الصحة العامة ويشكل خطراً على البيئة في المنطقة.

يقول المختص في المجال البيئي، جمال حمادي، في حديثه لـ(المدى): “محافظة الأنبار تُصنف كواحدة من المحافظات الأكثر تلوثاً للهواء في العراق، وذلك بسبب مجموعة من العوامل، أبرزها الحروب التي شهدتها المحافظة، والتي خلفت آثاراً بيئية سلبية، بالإضافة إلى الأنشطة الصناعية غير المنظمة والانبعاثات الناتجة عن حرق الوقود.”
ويضيف حمادي: “تتفاقم المشكلة بسبب غياب السياسات البيئية الفعالة وضعف الرقابة على المنشآت الصناعية. تلوث الهواء في الأنبار له تأثيرات مباشرة على الصحة العامة، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الأمراض التنفسية وأمراض القلب بين السكان”.
ويؤكد حمادي على ضرورة اتخاذ الحكومة العراقية والجهات المعنية إجراءات عاجلة للحد من التلوث. ويشمل ذلك تشديد الرقابة على المصانع والمشاريع الكبرى، وتطبيق المعايير البيئية الدولية، وزيادة الوعي بين السكان حول أخطار تلوث الهواء وطرق تقليل تأثيراته. ويشدد على أن معالجة هذه المشكلة تتطلب تعاوناً مشتركاً بين الحكومة والمجتمع المدني لتحقيق بيئة صحية ومستدامة للأجيال القادمة.
من جهته، يبين الناشط المدني زيد المعيوف التحديات التي تواجهها محافظة الأنبار، وخاصة مدينة الرمادي، حيث يقول: “تعد محافظة الأنبار، وخصوصاً الرمادي، الأكثر تلوثاً في العراق، بسبب الحروب المتعاقبة منذ عام 2003 والحرب ضد داعش، التي دمرت 80% من مدينة الرمادي. ما نتج عن هذه الحروب من استخدام أسلحة ومخلفات حربية ومواد كيميائية وفسفورية زاد في تفاقم التلوث”.
ويضيف المعيوف: “المنظمات والفرق التطوعية تواجه تحديات كبيرة بسبب التغيرات المناخية وسوء إدارة الموارد المائية. بالرغم من أن بعض المنظمات الدولية مثل USAID وIOM بدأت بالتعاون وتنفيذ مشاريع على أرض الواقع، إلا أن حجم المشكلات يتطلب المزيد من الجهود”.
وتابع المعيوف: “في الأنبار، تعاني منطقة العنكور من نقص حاد في مياه الشرب بسبب جفاف بحيرة الحبانية. المشكلات كبيرة، وهناك جهود مستمرة لإيجاد حلول لتجنب الكوارث المستقبلية”.
من جانبه، يقول الناشط البيئي حسنين علاء: “محافظة الأنبار تواجه تحديات بيئية خطيرة تجعلها الأعلى تلوثاً للهواء في العراق. يعود هذا الوضع إلى تأثيرات متراكمة للحروب التي مرت بها المنطقة، والتي خلفت كميات هائلة من الأنقاض والمخلفات الحربية، فضلاً عن الاستخدام غير المستدام للموارد الطبيعية”.
ويضيف علاء: “تلوث الهواء في الأنبار يشكل خطراً كبيراً، ويجب اتخاذ إجراءات فورية وشاملة للحد من هذا التلوث، بدءاً من تعزيز الرقابة البيئية، وحتى تنفيذ مشاريع لإعادة تأهيل المناطق المتضررة. على الحكومة والجهات المعنية تقديم الدعم اللازم لمواجهة هذه الأزمة، وندعو المجتمع المدني لمواصلة جهوده في التوعية والعمل على إيجاد حلول مستدامة”.
تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 37% من حالات الوفاة المبكرة الناتجة عن تلوث الهواء الخارجي في عام 2019، كانت بسبب مرض القلب الإقفاري والسكتة الدماغية، في حين نُسبت 18% و23% من هذه الوفيات إلى مرض الرئة الانسدادي المزمن وعدوى الجهاز التنفسي السفلي الحادة على التوالي. كما تسبب سرطان الجهاز التنفسي في 11% من الحالات.
وكانت وزارة البيئة العراقية قد حذرت في وقت سابق من خطورة ارتفاع نسب التلوث البيئي، لكنها لم تضع حلولاً جذرية للملف. وأكدت الوزارة أن التلوث يشمل الهواء والمياه والتربة، مشيرة إلى أن تلوث الهواء ينتج عن عمليات استخراج النفط في محافظات عدة، والأعداد الكبيرة للسيارات، وعدم التزام معامل ومصانع قريبة من المدن بإجراءات الحفاظ على البيئة.
في سبتمبر/ أيلول الماضي، أطلق العراق المبادرة الوطنية لدعم الطاقة وتقليل الانبعاثات، وتم تشكيل فريق “أيزو” للطاقة الذي يضم أقسام الجودة في كل المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني المعنية، والعشائر التي تدير برامج الطاقة والمساحات الخضراء وبرامج مواجهة التغيرات المناخية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

خلافات حول تغيير رئاسة مجلس ذي قار: تحسين الأداءأم تعزيز مكاسب السلطة؟

"المالية" تؤشر تأخيراً بتمويل رواتب الموظفين بسبب قلة السيولة

"لا علاج مباشر له".. الصحة توجه رسالة للعراقيين بشأن جدري القردة

هل تقبل أمانة بغداد بهذا التخريب المتعمد؟

الإهمال وسوء الإدارة يخنقان الأنبار بالتلوث

مقالات ذات صلة

هل تقبل أمانة بغداد بهذا التخريب المتعمد؟
محليات

هل تقبل أمانة بغداد بهذا التخريب المتعمد؟

بغداد / المدىتسببت اعمال شركة بغداد للمقاولات التي تقوم بترميم مبنى لصالح مصرف الرافدين بمنطقة السعدون وسط بغداد، بتخريب شارع يضم مؤسسات ودوائر حكومية، من دون أن يلاقي هذا الفعل أي إجراء من قبل...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram