TOP

جريدة المدى > محليات > أزمة مياه خانقة في أربيل: الحكومة تتخذ إجراءات وتطلق تحذيرات من خطر داهم

أزمة مياه خانقة في أربيل: الحكومة تتخذ إجراءات وتطلق تحذيرات من خطر داهم

نشر في: 26 أغسطس, 2024: 12:57 ص

 أربيل / سوزان طاهر

تتجدد أزمة المياه سنويًا في أربيل، وخاصة في فصل الصيف، لكنها تفاقمت بشكل ملحوظ خلال الموسم الحالي، حيث تعاني العشرات من الأحياء من انقطاع مياه الإسالة ولا تصلها إلا مرة واحدة كل أسبوعين.
هذا الوضع تسبب في أزمة كبيرة بين الأهالي، خاصة في ظل الحاجة المتزايدة للمياه خلال فصل الصيف نتيجة الاستخدامات المتعددة، مما اضطرهم لشراء المياه من “التناكر”، التي شهدت أسعارها ارتفاعًا كبيرًا وصل إلى 30 ألف دينار.
في العديد من المناطق المكتظة في أربيل وضواحيها، يعتمد السكان على المياه الجوفية لتأمين احتياجاتهم من الماء. لكنهم منذ سنوات، يعيشون في قلق من أيام الصيف التي تأتي بمزيد من الجفاف الذي يضرب العراق منذ سنوات، مع قلة الآبار والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي الضروري لضخ المياه.
ويعاني العراق من جفاف مستمر منذ أكثر من أربع سنوات، مما أدى إلى القضاء على جزء كبير من الأراضي والمزروعات. ويُعد العراق، وفق الأمم المتحدة، من بين الدول الخمس الأكثر تأثرًا بالتغير المناخي.

زيادة سكانية وأزمة مائية
يقول الخبير في الشأن المائي، ريبين محمد، إن أزمة المياه في أربيل ليست جديدة، بل هي جزء من مشكلة أكبر يعاني منها العراق مع الجفاف وتقليص العائدات المائية من دول المنبع، مثل تركيا وإيران. ويضيف محمد في حديثه لـ(المدى) أن “أربيل تشهد زيادة كبيرة في عدد السكان، كما يزورها صيفًا أكثر من مليون سائح، بالإضافة إلى وجود مئات المعامل والمصانع والمشاريع التجارية، مما يزيد من الحاجة إلى توفير المياه على مدار الساعة”.
وأوضح أن هناك تجاوزات على المياه من قبل المجمعات السكنية الحديثة في أربيل، حيث تحصل هذه المجمعات على المياه لمدة 24 ساعة بهدف جذب المواطنين لشراء الشقق. وأشار إلى أن الشركات والمعامل والقرى الزراعية أيضاً تتجاوز على المياه، مع غياب ترشيد الاستهلاك، مما يؤدي إلى نقص حاد في كميات المياه خلال فصل الصيف. ويؤكد محمد أن الحل يكمن في توزيع الحصص المائية بعدالة، ومنع حفر الآبار إلا بقانون خاص وتنظيم عملية حفرها وتوزيعها على المناطق بشكل رسمي، مع ضرورة تنظيف المياه لضمان عدم انتقال الأمراض.

تحذير من أزمة كبيرة
قائممقام مركز مدينة أربيل، نبز عبدالحميد، حذر من خطر الجفاف قائلاً إن عمق آبار المياه وصل إلى 700 متر في بعض المناطق، بعد أن كان حوالي 200 متر فقط. وأوضح عبدالحميد في تصريحات صحفية أن “نسبة استهلاك المياه تزداد في فصل الصيف، مما يؤدي إلى شح المياه في بعض مناطق أربيل”.

إجراءات حكومية
من جانبه، أكد عضو مجلس محافظة أربيل، طاهر عبد الله، أنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة أزمة المياه بشكل سريع وإنهاء معاناة المواطنين، عبر حفر عدد من الآبار في المناطق التي تشهد انقطاعًا في المياه. وأضاف في حديثه لـ(المدى) أنه “تم التغلب على جميع المشاكل في مدينة أربيل، حيث تم توفير التيار الكهربائي المستمر للآبار الموجودة، وحفر العديد من الآبار الجديدة وصيانة المشاريع التي توفر المياه من نهر الزاب الكبير”.
وأشار عبد الله إلى أنه تم تخصيص مليار و500 مليون دينار لحل مشكلة نقص المياه في المدينة وضواحيها خلال الصيف الحالي، لكن الأزمة كبيرة جداً وتحتاج لمبالغ أكبر، بالإضافة إلى ضرورة حفر عدد أكبر من الآبار، وهو ما يتطلب جهدًا حكوميًا كبيرًا، نظرًا لأن عمليات الحفر باتت تصل إلى عمق 700 متر.

الاعتماد على المياه الجوفية
تعتزم محافظة أربيل الاعتماد على المياه السطحية لتوفير مياه الإسالة للأحياء التي تعاني من شح المياه خلال فصل الصيف، وذلك من خلال إنشاء عدد من السدود. وأكدت إدارة المحافظة في بيان سابق أن جميع الجهات ذات العلاقة تعمل على تنفيذ خطة لحل أزمة المياه، مشيرة إلى أن تأمين مياه الشرب للمنازل يعد مشكلة سنوية تظهر بشكل حاد خلال فصل الصيف.
وأضافت أن هناك بعض المشاريع التي تم الانتهاء منها، وأخرى قيد الإنشاء، وتشمل إنشاء سدود جديدة ومشروع مياه الإفراز الرابع.

غضب الأهالي من تكرار الأزمة
أبدى عدد من المواطنين غضبهم الشديد إزاء تكرار أزمة المياه كل صيف في أربيل دون إيجاد حلول جذرية. نوجين، أحد سكان حي العدالة في أربيل، أشار في حديثه لـ “المدى” إلى أنه لم يصلهم ماء الإسالة منذ 15 يومًا، مما اضطره لشراء الماء عبر “التناكر” ثلاث مرات بسعر 30 ألف دينار في كل مرة. أما ريبر، من سكان حي دارتو، فقد أكد أن أزمة المياه تتكرر كل سنة ومع كل صيف يعرفون أن منطقتهم ستعاني. وأضاف أنه حتى عندما يحاولون حفر آبار لتأمين الماء، يتم منعهم من قبل الأجهزة الأمنية بحجة التجاوز على المياه الجوفية.
وأضاف ريبر “نطلب من الحكومة تخصيص موازنة مالية لمعالجة أزمة المياه، عبر بناء مشاريع وسدود جديدة، فالمواطن لا يمكنه تحمل هذه الأزمة سنويًا”.

تحذيرات من جفاف قاتل
وحذر خبراء مختصون في شؤون المياه من أزمة جفاف قاتلة قد تواجهها أربيل خلال السنوات المقبلة، إذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة لتدارك الوضع وتحسين إدارة الموارد المائية في المنطقة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أكاديميو ميسان في مرمى النيران العشائرية: الحلقة الأضعف في النزاعات الدموية
محليات

أكاديميو ميسان في مرمى النيران العشائرية: الحلقة الأضعف في النزاعات الدموية

 ميسان / مهدي الساعدي شهدت محافظة ميسان في الأيام القليلة الماضية جريمتين مروعتين راح ضحيتهما شابان أكاديميان، في سلسلة جديدة من الجرائم التي تستهدف الأكاديميين بسبب النزاعات العشائرية. الشاب الأول، علي جبار، الحائز...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram