متابعة/ المدى

 ربطت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى العراق - وهي الزيارة الخارجية الأولى له منذ تسلمه منصبه - بالاهمية التي يوليها لهذا البلد في سياسته الخارجية والدعم الإيراني لعدد من الفصائل المسلحة العراقية. 

وأشار تقرير للصحيفة الإسرائيلية، إلى أن الزيارة تهدف التوقيع على الاتفاقيات المعلقة وتعزيز العلاقات بين طهران وبغداد، معتبراً أن الزيارة تعكس مسار سياسة بزشكيان والاهمية التي يوليها لعلاقات إيران الخارجية.

ولفت التقرير، إلى أن "إيران ترتبط بعلاقات وثيقة مع العراق، بالإضافة إلى أنها تدعم عدداً من الفصائل في العراق التي نفذت هجمات على إسرائيل خلال الأشهر العشرة الماضية، وهاجمت أيضا القوات الأمريكية في العراق وسوريا". 

ونقل التقرير، تصريحات للسفير الايراني لدى بغداد، محمد كاظم آل صادق، قوله إن "بعض مذكرات التفاهم بين البلدين تحتاج الى إحالتها الى وزراء الادارة الايرانية الجديدة، والتي سيوقعها وزراء البلدين لاحقا في الوقت المناسب".

وبحسب التقرير العبري، للعراق وايران علاقات وثيقة منذ الغزو الاميركي في العام 2003، حيث دعمت ايران الهجمات على القوات الاميركية ، وعندما انسحبت الولايات المتحدة في العام 2011، استفاد الايرانييون بشكل كبير من نشوء العراق الجديد. 

وبين عامي 2011 و2014، وبعدما بدأ تنظيم داعش يسيطر على اجزاء من العراق، اصبح البلد فوضويا، بينما استغلت ايران غزو داعش لتعزيز دورها في العراق، ودعمت حكومته في الحرب على داعش، ثم بعد انتهاء الحرب، عملت ايران بشكل قوي مع بغداد من اجل تقويض مكاسب حكومة اقليم كوردستان حيث عارضت استفتاء استقلال الاقليم ودبرت غزو القوات الاتحادية لكركوك في العام 2017، بحسب التقرير.

ونبه التقرير الإسرائيلي، إلى أن "إيران عملت منذ ذلك الوقت على تقسيم إقليم كوردستان واستمرت في التسلل الى العراق من خلال الفصائل المسلحة"، لافتاً إلى أن "إيران جعلت العراق يعتمد على مواردها من الطاقة، وذلك برغم ان العراق يقع على محيط من النفط ويمتلك احتياطيات نفطية ضخمة".

إيران وروسيا

ونوه التقرير الإسرائيلي، إلى أن بزشكيان وفي الوقت الذي يعمل فيه على زيارته للعراق، فإن إيران تركز ايضا شمالا نحو روسيا واذربيجان، حيث أن طهران مهتمة بممر السكك الحديدية (رشت-استارا) الذي سيصبح جزءاً من ممر النقل بين الشمال والجنوب (INSTC) وهو مشروع بحثه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا، والهادف الى نقل 15 مليون طن متري من البضائع، بحسب ما قاله المساعد الخاص للرئيس الروسي خلال اجتماع عقد في موسكو يوم الاثنين الماضي، مع سفير إيران لدى روسيا كاظم جلالي.

وذكر التقرير، أن "روسيا سترسل مبعوثا الى ايران لمواصلة مناقشة المشروع. ولفت التقرير الى ان يمكن للممر الغربي من طريق النقل الجديد هذا الذي يمر عبر روسيا واذربيجان وايران، نقل اكثر من ثلاثة ملايين طن متري من البضائع في عام 2023، في حين ان الحد الاقصى لمبلغ التبادل يتراوح بين 1.5 إلى مليوني طن متري". 

وخلص التقرير العبري، بالإشارة إلى وسائل الإعلام الإيرانية، التي تحدثت عن أن "ممر النقل بين الشمال والجنوب يمكن ان يضم ايران والهند وروسيا واذربيجان وكازاخستان وارمينيا وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركيا، ويمكن أن يمتد إلى أبعد من ذلك نحو سوريا، كما انه من الممكن يرتبط الممر ببلغاريا واوكرانيا، مضيفا ان دول المنطقة مهتمة بشدة بهذه المبادرة الاقتصادية".