المدى/ متابعة
اكدت قيادة شرطة كركوك، اليوم الخميس، إسقاط الدفاع الجوي طائرة مسيّرة "عملاقة" دخلت أجواء المحافظة.
وقال قائد شرطة المحافظة فتاح الخفاجي، إن "طائرة مسيرة عملاقة مجهولة الهوية دخلت أجواء كركوك من جهة سيطرة جيمن"، مؤكداً "إسقاطها من قبل الدفاع الجوي في المحافظة".
وأضاف الخفاجي في حديث صحفي تابعته (المدى)، أن "الحادث لم يتسبب بأي خسائر بشرية أو مادية".
وفي تفاصيل اكثر عن الحادثة، قال مصدر أمني في كركوك في حديث تابعته (المدى)، إن "الطائرة المسيرة تم تأشير دخولها بالساعة العاشرة من صباح اليوم من قبل طرية الدفاع الجوي العراقي في قاطع معسكر كيوان شمال غربي مدينة كركوك، وعند دخولها إلى الاجواء الشمالية والشرقية لمدينة كركوك تم توجيه تحذير لها".
أهداف حيوية
المصدر الأمني أوضح أنه "بموجب بروتوكول الدفاع الجوي تم استهدافها للتحذير، وبعدها عند الساعة 1025 تم اسقاطها بواسطة منظومة (بانستير) الفرنسية للدفاع الجوي، وسقطت فوق أحد المنازل السكنية داخل مدينة كركوك - حي تسعين - حيث أدت إلى وقوع خسائر مادية فقط في المنزل الذي سقطت عليه.
كما أشار المصدر إلى أنه "بموجب المعاينة لأجزاء حطام الطائرة المسيرة تبين أنها نوع (انكا) التركية"، مردفا بالقول إنه "تم نقل الاجزاء الى موقع عسكري ضمن إجراءات التحقيق".
ونوه المصدر، إلى أنه "سبق وحقق الطيران المسير التركي عدة حالات تماس خلال الفترة السابقة مع الدفاع الجوي العراقي في محيط مدينة كركوك وكان ينسحب بموجب بروتوكول التحذير".
فيما أعلنت قيادة العمليات المشتركة، اليوم الخميس، تشكيل فريق عمل فني للتحقيق بسقوط طائرة تركية مسيرة في محافظة كركوك.
وفق بيان صادر عن القيادة تلقته (المدى)، أنه "في الساعة 9:30 صباحاً من اليوم رصد الدفاع الجوي العراقي طائرة مسيرة ضمن قاطع قيادة عمليات كركوك، وبعد متابعتها ومعرفة خط سيرها ووصولها إلى مركز مدينة كركوك الذي يحتوي مقرات حكومية ومراكز اقتصادية مهمة وأهدافا حيوية، تم الاستعلام من قبل جميع الأجهزة الأمنية وكذلك قوات التحالف الدولي عن عائدية هذه الطائرة، وتبين أنها طائرة مجهولة".
وأضاف البيان، أنه "في الساعة 10:30 تم ملاحظة سقوط الطائرة داخل المدينة، وتبين أنها طائرة تركية، وتم تشكيل فريق عمل فني من الأدلة الجنائية والدفاع الجوي وملاكات الطائرات المسيرة لغرض معرفة أسباب سقوطها وملابسات الحادث".
تاريخ من الانتهاكات
وعلى الرغم من الاستنكار العراقي المتكرر تواصل تركيا قصف مناطق حدودية بين البلدين، وتوالى التقارير عن الانتهاكات التركية لشمال العراق فبشكل شبه يومي يقوم الجيش التركي بشن هجمات جوية وبرية مستخدماً أسلحة متنوّعة.
حيث تتواصل الانتهاكات التركية لشمال العراق منذ نحو عشرين عاماً وسط صمت من قبل حكومتي بغداد وأربيل نتيجة عدم اتخاذهما إجراءات رادعة لإيقاف تلك العمليات التي ألقت بظلالها على حياة المدنيين وأدت لسقوط مئات الضحايا، فضلاً عن الخسائر المادية.
عضو لجنة الامن والدفاع النيابية علي نعمة، بين في حديث تابعته (المدى)، إن "الاعتداءات التركية والتوغل في عمق الاراضي العراقية من جهة اقليم كردستان بدء منذ 1987 وتم توثيق اكثر من 25 الف اعتداء مع 16 الف مذكرة احتجاج لكنها لا تجدي نفعا في ايقاف التمدد العسكري والتوغل الذي اخذ ابعاد خطيرة من خلال نشر مرابطات وسيطرات وهناك 5 قواعد كبيرة في شمال البلاد".
واضاف أن "العراق يجب ان يكون له موقف من خلال الامم المتحدة والسعي الى اصدار قرار ملزم لأنقرة بعدم الاعتداء والتدخل السافر في المناطق الحدودية"، مبيناً أن "ما نراه الان هو عدم وجود اي رد وهذا امر مؤسف للغاية سيجعل تركيا تتوسع وتتوغل في المزيد من الاراضي والقصبات مع استمرار القصف الجوي والمدفعي".
وأوضح نعمة أن "تركيا تستفيد من العراق بتجارة احادية تصل الى 20 مليار دولار ورغم ذلك لا تتوقف على الانتهاكات التي بلغت مستويات عالية في الآونة الأخيرة"، منتقدا "طبيعة تعامل المجتمع الدولي مع الملف وصمته ازاء ما يحدث رغم خطورته".
وعود مؤجلة وذرائع مشبوهة
وبالرغم من زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى بغداد اواخر شهر نيسان الماضي والتي وصفها البعض بـ "التاريخية" الا ان النتائج لم تظهر على ارض الواقع، سيما وان انقرة لم تسحب قواتها القتالية وقواعدها العسكرية التي تجاوز عددها الـ 40 قاعدة عسكرية رئيسية وثانوية، فضلا عن القصف المستمر على الاراضي الشمالية لغاية الان بذرائع واهية.
وعلى مايبدو فأن القوات التركية لاتتواجد في الأراضي العراقية من اجل القضاء على عناصر حزب العمال بقدر ماتسعى انقرة لاعادة احياء الحلم العثماني والسيطرة على أجزاء من أراضي العراق والتوسع في سوريا، خصوصا ان الحلول السياسية كفيلة بانهاء الخلافات مع ذلك الحزب، الا ان اردوغان يروم بزج العراق في ملف حربه مع حزب العمال بذريعة تواجد عناصره داخل الأراضي العراقية.
ومنتصف اب الجاري، وقعت تركيا والعراق مذكرة تفاهم للتعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب، بعد يومين من محادثات أمنية رفيعة المستوى في أنقرة، وفق ما أعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان.
فيما قال جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق إن ضربة بطائرات مسيرة شنتها تركيا يوم الجمعة الماضي، أسفرت عن مقتل ثلاثة من أعضاء حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
وذكر الجهاز في بيان تلقته (المدى)، أن سيارة تابعة لحزب العمال الكردستاني تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة قرب مدينة السليمانية في شمال العراق.
وأضاف أن عضواً بارزاً في الحزب وسائقه وحارسا قتلوا في الهجوم.
وتواصل تركيا توغلها في الداخل العراقي وتنفيذ هجماتها العسكرية بذريعة ملاحقة حزب العمال الكردستاني، ما أسفر عن مقتل عشرات الضحايا وتهجير العديد من القرى الحدودية بمحافظات إقليم كردستان.