TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > جامع النبي يونس: إعادة الإعمار مستمرة بتمويل المتبرعينوافتتاحه المتوقع بعد عام ونصف

جامع النبي يونس: إعادة الإعمار مستمرة بتمويل المتبرعينوافتتاحه المتوقع بعد عام ونصف

نشر في: 2 سبتمبر, 2024: 12:31 ص

 الموصل / سيف الدين العبيدي

تستمر أعمال إعادة إعمار جامع النبي يونس في الموصل، بتمويل من المتبرعين، حيث تشرف على المشروع جمعية “فعل الخيرات” التي سبق لها أن أعادت بناء العديد من الجوامع التراثية على مر السنوات الماضية. يقع الجامع في وسط الجانب الأيسر من الموصل على تل أثري يُعرف بـ “تل التوبة”، ويبلغ ارتفاعه 30 مترًا عن سطح الأرض. يحمل الجامع اسم النبي يونس عليه السلام، وهو مكان ذو رمزية كبيرة لأهالي نينوى، حيث يُروى أن أهالي المدينة تجمعوا فيه للتوبة بعد دعوة النبي يونس.
في حديثه لـ(المدى)، أوضح الدكتور أحمد العمري، مدير مشروع إعادة إعمار جامع النبي يونس، أن العمل يشهد تقدمًا كبيرًا، حيث وصلت نسبة الإنجاز إلى 70%. أُكمل البناء الهيكلي لكافة مباني الجامع، بما في ذلك السقف العلوي للمنارة وسقف مرقد النبي يونس. المرحلة الحالية تركز على وضع الحلان والمرمر الموصلي، بالإضافة إلى النقوش والآيات القرآنية، وتأسيس الكهرباء والمجاري والكاميرات. بدأ الإعمار في يناير 2023، ومن المتوقع أن يكتمل بعد عام ونصف.

تحديات وصعوبات
أشار العمري إلى أن المرحلة الأصعب في المشروع كانت إزالة الأنقاض، حيث استغرقت أربعة أشهر بمشاركة مفتشية آثار نينوى وفريق إزالة الألغام. ظهرت خلال هذه المرحلة مخلفات حربية وآثار التفجير الذي نفذه تنظيم داعش في 24 تموز/يوليو 2014، مما أدى إلى تدمير الجامع، وهو حدث ألقى بظلال من الحزن العميق على مدينة الموصل.

تغييرات في التصميم
تم إدخال تغييرات على تصميم الجامع الجديد لتجاوز عيوب التصميم السابق، الذي كان يعتمد على البناء التراكمي والعشوائي على مر الزمن، مما أدى إلى وجود مساحات ضائعة واتجاه غير صحيح للقبلة. تم مراعاة العمارة الموصلية التراثية في التصميم الجديد من خلال استخدام النقوش والزخارف والأقواس التقليدية. كما تمت إعادة بناء دار علوم القرآن التي كانت موجودة سابقًا.

التنقيب عن الآثار
إلى جانب إعادة الإعمار، تستمر أعمال التنقيب عن الآثار التي تقوم بها البعثة الألمانية في المناطق المحيطة بالجامع وفي عمق التل. كشف البروفسور شتيفان ماول، رئيس البعثة الألمانية، لـ(المدى) أن قصرًا عسكريًا آشوريًا يقع تحت الجامع، وقد حُفر فيه أنفاق من قبل داعش، بهدف الوصول إلى مخطط هذا القصر الذي لم يكن معروفًا من قبل. يحتوي القصر على ثيران مجنحة وممرات مزينة بألواح حجرية وقطع أثرية تحمل كتابات مسمارية تعود إلى فترة الملك سنحاريب، الذي كان أحد مجددي مدينة نينوى واتخذها عاصمة للإمبراطورية الآشورية.

رمزية الجامع
يعتبر جامع النبي يونس رمزًا دينيًا واجتماعيًا كبيرًا في الموصل، ويحمل مكانة خاصة في قلوب أهالي المدينة. أحمد حازم، أحد سكان الموصل، عبر عن أهمية الجامع بقوله: “الجامع جزء من هوية ومعالم أم الربيعين، وعودته هي رسالة بأن المدينة تعيد بناء ما دمره الإرهاب”. وتذكر حازم يوم تفجير الجامع في 24 تموز/يوليو 2014، قائلًا: “كان ذلك واحدًا من أسوأ أيام الموصل، حيث شعرنا بحزن كبير ونحن نشهد تدمير أحد أغلى الجوامع على قلوبنا”.
أضاف حازم أن الجامع كان محطة لعديد من الزوار خارج المدينة، وكان جزءًا من مسار قوافل الحجيج من تركيا، الذين كانوا يتوقفون للصلاة فيه واستخدامه كمحطة استراحة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

بيت المدى يحتفي بمسيرة الفنان الراحل حمودي الحارثي

جامع النبي يونس: إعادة الإعمار مستمرة بتمويل المتبرعينوافتتاحه المتوقع بعد عام ونصف

ما علاقة انتفاخ البطن بالتوتر؟

هل زراعة الأشجار لها ارتباط بانخفاض التهابات الجسم؟

دراسة: الضوضاء قد تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية

مقالات ذات صلة

إصدارات (المدى) تزين رفوف المكتبتين العامة والجامعية في الموصل

إصدارات (المدى) تزين رفوف المكتبتين العامة والجامعية في الموصل

الموصل / سيف الدين العبيدي بعد النكبة التي عاشتها مدينة الموصل في عام 2014، تعرضت المؤسسات الثقافية والتعليمية فيها للدمار والتخريب. كانت المكتبة المركزية بجامعة الموصل واحدة من أبرز المؤسسات التي تعرضت للحرق، مما...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram