TOP

جريدة المدى > سياسية > موقع بريطاني: العراق يضيق الخناق على جماعة القربان المتطرفة

موقع بريطاني: العراق يضيق الخناق على جماعة القربان المتطرفة

خبراء ذكروا أن البطالة بين الشباب وراء ظهورها

نشر في: 2 سبتمبر, 2024: 12:51 ص

 ترجمة / حامد أحمد

تناول تقرير لموقع، ميدل ايست آي، البريطاني الحملة التي شنتها الأجهزة الأمنية العراقية لملاحقة وقمع حركة دينية منحرفة ظهرت مؤخرا تطلق على نفسها "جماعة القربان" تتلخص بان يقوم من تقع عليه القرعة من افرادها بشنق نفسه كفداء للرمز الديني، بينما يشير محللون الى ان حالة اليأس والبطالة اتي يعيشها شباب يشكلون نسبة 60% من تعداد سكان العراق هي احدى الأسباب وراء نشوء مثل هكذا ظواهر.
ويشير التقرير الى انه منذ سقوط النظام السابق بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 والبلد يشكو من حالة عدم استقرار وحروب وفساد مستشر مما ترك ذلك شريحة واسعة من الشباب، يشكلون نسبة 60% من تعداد البلد دون سن 25 سنة، في حالة يأس من مستقبل مشرق او أي هدف منشود من حياتهم.
وكانت احدى النتائج السلبية الأخيرة لهذا الوضع من اليأس، التي تطلبت تحركا أمنيا مكثفا لأجهزة البلد الأمنية لملاحقتها وقمعها، هو بروز حركة دينية منحرفة تدعو الى الانتحار عبر نظام القرعة.
حركة، علي اللهية، او ما تعرف أيضا بجماعة القربان، هي حركة يعتقد بانها تشكلت في البصرة وذي قار في أوائل عام 2020 ولها اتباع يقدر عددهم بـ 2,500 شخص، واستنادا لمصادر إعلامية محلية فان رئيس هذه الحركة هو رجل دين يدعى، عبد علي منعم الحسني، يقيم حاليا في مدينة مشهد في ايران.
بدايات أنشطة الحركة لم تلق اهتماما كافيا في حينها وتضمنت على ما يبدو طقوسا وممارسات دينية مألوفة، واظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تجمعات ضخمة لشباب وهم يرقصون على أصوات موسيقى صاخبة ويرددون شعارات دينية. ولكن تغيرا بدأ يطرأ على الحركة في عام 2021 عندما ظهرت أول تقارير عن شباب أعضاء في هذه المجموعة يقدمون على شنق أنفسهم داخل حسينيات.
رجل الدين مقتدى الصدر استهجن فعل هذه الحركة واصفا اتباعها بالمتطرفين وحذر الشباب من الانتماء اليها.
وكان أحد افراد مجموعة القربان قد ذكر لموقع، هفبوست HuffPost، الاخباري الأميركي في حزيران "نحن نؤمن بألوهية الامام علي في الأرض ولهذا يجب تقديم القرابين له للحصول على رضاه وعفوه. ونحن نقوم بإجراء قرعة بين أعضاء المجموعة ومن يظهر اسمه فسيكون له الفخر بالتضحية بنفسه للإمام وهذا أسمى هدف الوجود". مشيرا الى انه لدى المجموعة خطط لنشر رسالتهم الى الشباب في المدارس والجامعات وحتى خارج البلد. وانهم نفوا أيضا شائعات بأنهم ينفذون اعمال قتل.
مع ذلك القت القوات الأمنية في 16 حزيران القبض على مسؤول بالحركة في محافظة ذي قار بينما كان في منطقة الحمزة شرقي المحافظة وهو في طريقه الى مدينة كربلاء. وبعد اخضاعه لإجراءات التحقيق اعترف بانه قتل فردين من عائلة على انهم " قرابين".
نشطاء حذروا من ان مثل هكذا مجموعة قد تؤثر على شريحة واسعة من شباب ساخطين ويائسين بالانضمام اليها وانه من الاجدر على الحكومة ان تتحرك لتغير واقع الظروف التي سمحت بنشوئها.
فاطمة البهادلي، رئيسة جمعية الفردوس غير الحكومية لحقوق الانسان التي تتابع مشاكل الشباب مثل التطرف والادمان، قالت لموقع ميدل ايست آي "قسم من الشباب، عندما يشعرون باليأس وليس لهم عمل ينشغلون به وليس هناك من يرعاهم ، فانهم قد ينتمون لمثل هكذا مجاميع مثل جماعة القربان".
وقارنت البهادلي افراد هذه المجموعة بافراد تنظيم داعش الإرهابي الذين يغرون اتباعهم بالحصول على الثواب السريع الموعود من خلال الانتحار.
وشكل بروز هذه الظاهرة كجرس انذار للسلطات والمجتمع العراقي على حد سواء. ففي شهر أيار أقدم أربعة افراد من حركة القربان على ارتكاب حالة انتحار في مناطق مختلفة من محافظة ذي قار بينهم طفل عمره 15 عاما يذكر بانه شنق نفسه بسلك كهرباء. وتم إطلاق عملية ملاحقة امنية لقمع أنشطة هذه الجماعة اسفرت عن اعتقال العديد من افرادها.
اللواء تحسين الخفاجي، رئيس خلية الاعلام الأمني، قال لميدل ايست آي إن جميع اللذين تم القاء القبض عليهم قد احيلوا للسلطات القضائية. وقال ان عددا من افراد المجموعة قد تم القاء القبض عليهم لمحاولتهم مؤخرا ارباك مراسيم زيارة الأربعين، مشيرا الى عدم توفر معلومات دقيقة لحد الان عن عدد افراد هذه المجموعة.
وكان سياسيون ورجال دين حريصون في تأكيدهم على ان جماعة القربان هي مجموعة منحرفة مؤكدين بان فكرها يشكل انتهاكا للدستور العراقي.
ويشير التقرير الى ان أنشطة هذه المجموعة انما تعكس جانبا من صورة أوسع لمجتمع غير قادر على توفير مستقبل يطمح له كثير من أبنائه الشباب. ووقفت معدلات البطالة في العراق عام 2023 عند نسبة 32.23%، في حين ان نظام المحاصصة والمحسوبية الذي ساد البلد منذ عام 2003 يستثني من فرص التعيين والتوظيف من ليس له علاقات وارتباطات بجهات حكومية وأحزاب سياسية أو مؤسسات دينية.
مهدي التميمي، مدير مفوضية حقوق الانسان في البصرة، قال لميدل ايست آي "هناك عوامل مختلفة تقف وراء نشوء مثل هكذا حركات منبوذة تدعو للانتحار من بينها الفقر والتحديات الاجتماعية الكثيرة التي يواجهها كثير من الشباب مثل البطالة والإهمال الحكومي لاحتياجاتهم وغياب خطة ستراتيجية واضحة لحكومات متعاقبة لاحتواء الشباب وإعادة تأهيلهم ومعالجة مشاكلهم".
وقال التميمي إن المسألة تتطلب تدخلا حكوميا حازما، مشيرا الى انه سيعمل مع بقية زملائه من مجلس محافظة البصرة على وضع خطة لمكافحة هذه القضية والتحقيق فيها.

  • عن ميدل ايست آي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

حشود العشائر بالأنبار أبعدوا عن تعقب
سياسية

حشود العشائر بالأنبار أبعدوا عن تعقب "داعش": ليس لدينا وقود أو عجلات

بغداد/ تميم الحسن تقول تحليلات غربية واراء لزعامات محلية، غربي الانبار، إن الجماعات المسلحة المتناثرة بالصحراء، يمكن ان تنفذ هجمات باستخدام "الاحزمة الناسفة"، تعليقا على الغارة الاخيرة التي قتلت عددا من قيادات "داعش" في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram