د. حيدر الجوراني
يا أيها القضاء أفتنا في " صفقة القرن ".
و يا أيها الراسخون في متابعة المشهد السياسي "هل أُحرِجَ القضاء مرة أخرى؟".
بعد سؤالي إلى الراسخين في متابعة المشهد السياسي العراقي و إلى كل من ألقى السمع في صفقة القرن و هو شهيد؛ (ما هي الحتمية الضرورية خلف خروج نور زهير في هذا التوقيت بعد مضي أكثر من سنتين أو ثلاث على بزوغ إسمه كحالة من الإيهام الإعلامي المؤطر بمفهوم " صفقة القرن")؟
إذن كاتب السيناريو أعرف!!
و علينا أن ننتبه إلى ما وراء المشهد الدرامي القادم بيد أن الكواليس قد تصلح أن تكون برومو للعرض لكسر الرتابة عند المشاهدين.
و بالفعل نحن الآن بصدد دراما مفتوحة النهايات وسط حرب إعلامية متعددة الجهات و السيناريوهات.
في محاضرة لفرانسيس فوكوياما بجامعة هارفارد، توقفت عند مفهوم طرحه آنذاك بعنوان الإنحطاط السياسي وعَرفهُ: بإنه يحدث عندما تُهيمن النخب السياسية على مؤسسات الدولة الحديثة.
حينها سألت نفسي، ماذا لو وَصف أحدهم سلوك أي سياسي اليوم بإنه (مُنحط سياسياً) هل سيواجه عقوبة التشهير أو تقام عليه دعاوى النشر؟
منذ زمن بعيد نسمع من جهابذة السياسة في القنوات الفضائية بإن الفساد في العراق هو منظومة و ليس مجموعة أفراد.
بينما يطرح فوكوياما محاضرته بعنوان نهاية الفساد المؤسساتي، يُشير إلى دانيس ثومبسون الذي ميزَ بين مفهومين، الفساد الفردي و هو حالة أي موظف قد يتعامل بالرشوة بينما الفساد المؤسساتي هو الكسب أو المنفعة السياسية من خلال موظف خدمة عامة تحت ظروف من شأنها أن تؤدي إلى منافع شخصية.
الفساد في العراق مُركباً، أي أنه فردي – مؤسساتي يفرز نوعان من العلاقات الأولى على مستوى الطبقة السياسية و الثانية هي الزبائنية وهو الأمر الذي يجعل توصيف الدولة من وصفها دولة حديثة ذات نظام ديموقراطي إلى الدولة الميراثية.
و بحسب وجهة نظر فوكوياما فإن الإنتقال من الدولة الميراثية إلى الدولة الحديثة هو أصعب بكثير من من الإنتقال من الإستبداد إلى الديمقراطية.
ما يزيد الأمر تعقيداً هو دخول الإعلام كوسيلة حرب يمتلكها الجميع وهو ما يُنبيء بدخول إصلاح النظام السياسي الحالي في غيبوبة بحاجة إلى صعقة قضائية.