بغداد/ حسين حاتم
اثارت الاعتداءات على خريجي ذوي المهن الصحية والطبية، يوم أمس الثلاثاء، موجة سخط في الشارع العراقي، دفعت إلى ردود فعل متضاربة.
التظاهرة التي شهدتها حديقة الشواف في قلب بغداد، لخريجي المهن الطبية والصحية في العراق، أسفرت عن مواجهات دامية بين الأمن والمتظاهرين.
وسُجل أكثر من 25 حالة إصابة، في محاولة للقوات الأمنية لفض تظاهرات ذوي المهن الطبية والصحية وسط العاصمة بغداد، وفق مصدر طبي تحدث لـ(المدى).
وتنوعت الإصابات نتيجة الضرب ورش الماء لتفريق المتظاهرين، من قبل قوات مكافحة الشغب بمحيط حديقة "الشوّاف" وسط بغداد.
وكانت نقابة ذوي المهن الصحية، قد أعلنت الإثنين، موافقة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني على تعيين جميع خريجي ذوي المهن الطبية والصحية لعام 2023.
وذكرت النقابة في بيان إنه "بعد أن صدحت حناجر المظلومين، وسالت دمائهم الزكية من أجل المطالبة بحقوقهم التي كفلها القانون، جاء الإنصاف من رئيس مجلس الوزراء بالموافقة على تعيين جميع خريجي ذوي المهن الطبية والصحية لعام 2023 موجها وزارة المالية لمفاتحة مجلس الوزراء بالموافقة على إضافة التخصيصات المالية اللازمة لسد النقص في الدرجات الوظيفية".
إلى ذلك، تصدر وسم #مجزرة-الشواف في العراق، حيث تناقل ناشطون على مواقع الاجتماعي قمع القوات الأمنية للمتظاهرين، فيما طالبوا رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بالتدخل.
يالمقابل، أعلنت وزارة الداخلية، اليوم الأربعاء، جرح اكثر من 15 منتسبا بصدامات تظاهرات ذوي المهن الصحية التي وقعت أمس في العاصمة بغداد.
وقال الناطق الرسمي لوزارة الداخلية العميد مقداد ميري في مقطع فيديو، إن "اكثر من 15 منتسبا أصيبوا بجروح بعضها بليغة نتيجة اعتداءات البعض من المتظاهرين على أفراد وحدة حفظ القانون المكلفة بحماية التظاهرة مما تسببت هذه الاعتداءات بالاحتكاك مابين المتظاهرين وأفراد وحدة حفظ القانون".
دعاوى قضائية بحق المعتدين
نقيب اطباء الاسنان، ابو بكر الراوي يقول في حديث لـ(المدى): "يوم أمس كان لنا موقف طالبنا به، تعيين جميع خريجي ذوي المهن الطبية والصحية لسنة 2023، وفق قانون التدرج الطبي".
وأضاف، أننا "طالبنا بتنفيذ توجيه وإعمام رئيس مجلس الوزراء، في كتابه الأخير الى وزارة المالية والذي تضمن تعيين 57664 خريج من ذوي المهن الطبية والصحية".
وشدد الراوي، على "ضرورة محاسبة المعتدين على متظاهري المهن الطبية والصحية"، مطالباً بـ"تنفيذ قرارات الامر الديواني رقم 92".
وأشار نقيب اطباء الاسنان الى، أن "الكثير من الذي تظاهروا يوم غد وتعرضوا للاعتداء، تقدموا بدعاوى قضائية ضد قوات حفظ النظام".
وختم الراوي بالقول، "ليس للمتظاهرين مطالب، الجميع يريد حقوقه فقط"، مشيرا الى أن "كل ما مسموح به ضمن القانون سيقوم به خريجي المهن الصحية والطبية".
ولاحقاً، وجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بالتحقيق في اشتباكات تظاهرات خريجي المهن الصحية والطبية، كما وجه قائد عمليات بغداد بالتواجد الميداني في كل تظاهرة مستقبلية؛ من أجل منع تكرار ما حصل من احتكاك بين القوات الأمنية والمتظاهرين.
وقال باسم العوادي الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية في بيان تلقته (المدى)، إن السوداني وجه ايضا اللجنة التي شُكلت الأسبوع الماضي، برئاسة وزير الصحة، بتقديم تقريرها الخاص بحسم موضوع خريجي ذوي المهن الطبية والصحية وبيان تكييف ذلك قانونياً، وذلك خلال أسبوع واحد".
مندسون داخل التظاهرات!
بدوره، يقول عضو تنسيقية تظاهرات ذوي المهن الطبية والصحية والتمريضية، مسلم كاظم في حديث لـ(المدى)، إن "مندسين دخلوا يوم امس ضمن تظاهراتنا مما دفع الى خروج الوضع عن السيطرة".
وأضاف كاظم، اننا "لا نريد خلق أزمة مع الحكومة، وكل ما طالبنا به هو حقنا في التعيين".
وأشار عضو تنسيقية تظاهرات ذوي المهن الطبية والصحية والتمريضية، الى، أن "هناك خطوة مقبلة ستكون بالاشتراك مع جميع ممثلي المحافظات، وقد نخرج بتظاهرات جديدة".
من جهتها، طالبت لجنة الصحة والبيئة النيابية، بمحاسبة العناصر الأمنيين الذين قاموا بالاعتداء على المتظاهرين من خريجي الكليات والمعاهد الطبية والصحية في بغداد.
وتأسفت بشدة لـ "تعرض المتظاهرين من خريجي الكليات الطبية والمعاهد الصحية المطالبين بالتعيين استناداً لقانون التدرج الطبي رقم 6 وتعديلاته لسنة 2000 الذي يلزم الحكومة تعيينهم على ملاك مؤسسات وزارة الصحة، من قبل القوات الأمنية اليوم في بغداد، وسقوط جرحى واعتقال عدد منهم".
وطالبت "بعض الجهات التي تحرض الخريجين على التظاهر بشكل مستمر دون انتظار الجهات المعنية اتخاذ الاجراءات المناسبة لتوفير الدرجات الوظيفية لهم بالتوقف عن هذه الأعمال"، لافتة إلى أنها "ليست من صالح الخريجين بل ستزيد الأمور تعقيداً".
ووفقاً للقانون رقم 6 لسنة 2000، يجب تعيين جميع خريجي الأقسام الطبية والصحية مركزياً.
وسبق أن قدمت لجنة الصحة والبيئة النيابية مقترح التعديل الرابع لقانون التدرج الطبي رقم 6 لسنة 2000.
من أهم بنود هذا المقترح أن يكون التعيين حسب الحاجة في المؤسسات الصحية التابعة لوزارة الصحة للطلاب الذين سيلتحقون بالدراسة في العام الدراسي 2024-2025، بينما يتم تعيين خريجي السنوات السابقة وفقاً للقانون الحالي الذي يلزم الحكومة بتعيين جميع خريجي الكليات الطبية والمعاهد الصحية.
لكن مجلس الوزراء خصص 29 ألف درجة وظيفية فقط هذا العام لوزارة الصحة، في حين أن عدد المتقدمين من خريجي الكليات الطبية والمعاهد يبلغ حوالي 61 ألفاً، باستثناء خريجي العلوم.
جماعات "متنفذة" ضربت المحتجين
من جانبه، انتقد مشرق الفريجي الامين العام لحركة نازل اخذ حقي، استخدام العنف ضد المتظاهرين من خريجي المهن الطبية، فيما كشف عن وجود "جماعات متنفذة بالدولة تتبنى هذا السلوك بخلاف رغبات الحكومة".
وقال الفريجي في برنامج تلفزيوني، إن "المتظاهرين اليوم وهم من الأطباء والصيادلة كانوا مسالمين، لكن جاءت نداءات إلى قوات مكافحة الشغب بضربهم بسبب ادعاءات تخريب لسياج حديقة الشواف"، وهي الحديقة المقابلة للمنطقة الخضراء وسط بغداد، والتي تجمع فيها المحتجون.
وأضاف الفريجي: "انهالت قوات الشغب بالضرب بقوة على المتظاهرين، وتم الاعتداء على المتظاهرات بشكل قاس"، مبيناً أنه "لا يبدو هناك إرادة لدى كل الحكومات في وقف العنف ضد المتظاهرين".
وبيّن الفريجي أن "رئاسة الوزراء ربما لم تكن تعرف فيما جرى بسبب وجود منظومة بالدولة خارج الحكومة تتبنى هذا المنهج، وهي المنظومة المسؤولة عن المحاصصة وسلاح المليشيات".
وقال إن هذه المنظومة هي نفسها التي كانت تتحكم بأعمال القتل في تظاهرات تشرين في 2019، وكان عادل عبد المهدي "أضعف حلقة في تلك المنظومة".
بالمقابل ثمن الفريجي موقف القضاء ووصفه بأنه "صمام الأمان" للعراقيين بعد أن "أفرج دون تحقيق مع كل المتظاهرين الذين تم اعتقالهم على خلفية التظاهرات".
دعاوى تلاحق "الشغب" بعد "مجزرة الشواف".. هل دخل مندسون تظاهرات المجموعة الطبية؟
نشر في: 4 سبتمبر, 2024: 05:50 م