متابعة / المدى
تشهد العاصمة العراقية بغداد تحولاً في أساليب لعب القمار، حيث انتقل المقامرون من الرهان التقليدي إلى استخدام وسائل الدفع الإلكتروني.
وفي الوقت الذي تكثف فيه القوات الأمنية حملاتها لمكافحة صالات القمار غير الرسمية، تعرب عن قلقها من الآثار السلبية لهذا التحول الرقمي على المجتمع والاستقرار العائلي.
وكشفت قيادة شرطة بغداد الرصافة، أمس الاثنين، عن ممارسات جديدة ترافق عمليات لعب القمار في صالات القمار والروليت المنتشرة في العاصمة. وأوضح مدير قسم العلاقات والإعلام في قيادة شرطة بغداد الرصافة، العميد حسين علي مزهر، أن “القوات الأمنية، بالتنسيق مع جهاز الأمن الوطني وبتوجيه من وزارة الداخلية، أطلقت عمليات واسعة النطاق للقضاء على ظاهرة ألعاب القمار وانتشار البارات والملاهي غير الرسمية”.
وأشار مزهر إلى أن صالات القمار المتخفية داخل المنازل والكازينوهات، وخصوصاً في منطقة الكرادة، تحولت إلى استخدام ماكينات إلكترونية للرهان، بدلاً من الأساليب التقليدية. وأوضح أن الأموال يتم تحويلها إلكترونياً، مما يتيح للاعبين الرئيسيين إمكانية الاندماج لزيادة حصصهم في سوق غسيل الأموال وتجارة المخدرات.
وأكد مزهر أن هذه العمليات الأمنية تأتي في إطار جهود لإنقاذ المجتمع من مخاطر ألعاب القمار، التي تؤثر بشكل كبير على الاستقرار العائلي وقد تؤدي إلى جرائم خطيرة، بما في ذلك القتل.
وتشهد العاصمة بغداد حالياً حملات مكثفة لمداهمة وإغلاق صالات القمار والنوادي الليلية، سواء في جانب الكرخ أو الرصافة. وفي جانب الكرخ، قادت حملة خلال يومين إلى اعتقال 160 شخصاً، بينهم نساء وأجانب، وفقاً لتصريحات رسمية. فيما تسعى الحكومة العراقية لتشجيع التحول الرقمي في البلاد، يبدو أن صالات القمار قد استفادت من هذه التقنية، حيث لم تعد تستخدم النقد، بل تعتمد على الدفع الإلكتروني. ويعتبر هذا التطور جزءاً من تحول أوسع يشهده المجتمع العراقي، لكنه يزيد من تحديات مكافحة الظاهرة، حيث تصبح المراقبة والسيطرة على هذه النشاطات أكثر تعقيداً.
وأوضح العميد حسين علي مزهر أن هذا التحول الرقمي يُعزز من الإيرادات غير المشروعة ويُعقد من جهود مكافحة غسيل الأموال وتجارة المخدرات، مما يضع على عاتق القوات الأمنية تحديات جديدة في مكافحة هذه الظواهر المدمرة للمجتمع.