السليمانية / المدى
حذرت د.شلير فائق، مديرة مستشفى الولادة في السليمانية، من التداعيات الخطيرة للزواج المبكر على صحة الفتيات، مشيرة إلى أن الفتاة في سن التاسعة قد تكون قادرة على الزواج من الناحية الجسدية، لكنها غير مهيأة للإنجاب.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي أكدت فيه فائق أن عدم نضج البويضات في هذا العمر قد يؤدي إلى مضاعفات صحية جسيمة، سواء للأم أو الجنين.
وأوضحت أن الفتيات اللواتي يحملن في أعمار صغيرة، خاصة تحت سن الثامنة عشر يواجهن مخاطر كبيرة أثناء الحمل والولادة، تتضمن النزيف، الإغماء، والغثيان، بالإضافة إلى تعرضهن لأمراض أخرى قد تشكل تهديدًا على حياتهن.
وأشارت إلى أن العمر المثالي للحمل والإنجاب يتراوح بين 20 و30 عامًا، لافتة إلى أن حتى في سن الـ18، قد لا تكون الفتاة مهيأة بشكل كافٍ لتحمل مسؤولية الحمل والولادة بأمان.
كما أبدت د. فائق قلقها إزاء تزايد حالات الزواج المبكر في كوردستان، موضحة أن هذه الظاهرة بدأت بالانتشار بشكل ملحوظ بعد فترة الحرب على تنظيم داعش، حيث ازدادت معدلات الزواج المبكر في المجتمعات العربية والمناطق الكوردية على حد سواء.
وأشارت إلى أن نحو 50% من عمليات الولادة القيصرية التي تُجرى في المستشفى تتعلق بفتيات لم يتجاوزن الـ18 عامًا.
وأضافت أن المستشفى شهدت حالات لفتيات تزوجن في أعمار مبكرة وتعرضن لمضاعفات صحية خطيرة أثناء الولادة، مثل النزيف الحاد والإغماء، ما دفع الفريق الطبي إلى التدخل الفوري لإنقاذ حياته.
ودعت د. شلير إلى ضرورة توعية المجتمع بمخاطر الزواج المبكر وأثره السلبي على الصحة الإنجابية للفتيات، مؤكدة أن الاستمرار في هذا النمط سيزيد من التحديات التي يواجهها الأطباء والمتخصصون في مجال التوليد والإنجاب.
ويعد الزواج المبكر من أبرز الظواهر الاجتماعية التي تتفاقم في المجتمعات التي تشهد نزاعات أو ظروف اقتصادية صعبة، وفي كردستان، بدأت هذه الظاهرة في النمو نتيجة التأثيرات الاجتماعية القادمة من المناطق المجاورة المتضررة من الحرب، ما أثار قلقًا كبيرًا لدى الأوساط الصحية.
والزواج المبكر يرتبط بمخاطر صحية جسيمة على الفتيات، حيث يعرضهن لمضاعفات خطيرة أثناء الحمل والولادة، مما يستدعي تدخلات طبية معقدة ويزيد من عبء القطاع الصحي.