TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هل يراهن بوتين على هاريس في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

هل يراهن بوتين على هاريس في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

نشر في: 17 سبتمبر, 2024: 12:14 ص

د. فالح الحمـراني

تقف روسيا على قناعة بان نتائج الانتخابات الأمريكية في تشرين الثاني القادم وبغض النظر عن مَن سيفوز فيها، لن تؤثر على أفاق العلاقات الأمريكية / الروسية التي تفاقمت الى حد غير مسبوق، ووقفت على شفا تخطي الحدود الحمراء التي يضعها الجانبان للآخر، والتي تهدد بخطر صدام مباشر، لا يستبعد اللجوء خلاله الى الخيار النووي.
ويرى المراقبون الروس أن الرئيس الأمريكي القادم، ومَن سيكون، سيقع من دون شك تحت نفوذ ما يُسمى ب “الدولة العميقة” التي ترسم السياسات الداخلية والخارجية والتحرك إزاء الدول والتحالفات. “الدولة العميقة” في رؤية المراقبين الروس هي المخابرات بمختلف مراتبها والمجمع الصناعي العسكري ووزارات القوة…الخ. وينظرون الى كلا المرشحين كامالا هاريس ودونالد ترامب بعدم ثقة ومن غير تفاؤل من زاوية تحسين العلاقات الثنائية، فهاريس بتقديرهم تعوزها الخبرة السياسية وخاصة في الشئون الخارجية، وترامب رجل أعمال حتى في الشأن السياسي، ومتقلب في قراراته ومواقفه الغامضة، وقراراته التي تكون أحيانا عشوائية ومثيرة للتوتر وغير عادلة، وثمة شكوك في موسكو من أن بمقدوره، كما يردد من دون كلل، بانه سيقوم في يوم واحد! بتسوية النزاع الروسي ـ الأوكراني ويضع حدا للحرب الدائرة. علاوة على ذلك انه لم يكشف عن جوان الخطة “ السحرية” التي يتشدق بها.
لقد كان الاتحاد السوفياتي عادة ما يضع الرهانات في الانتخابات الرئاسية الأمريكية على الجمهوريين، فقد كان من السهل عليه العثور معهم على حلول وسط بشأن القضايا الخلافية، ولأنهم لا يبالون بقضايا، كانت حساسة بالنسبة لموسكو، مثل قضية حقوق الأنسان، وهجرة اليهود وما يشبه، فيما كان الديمقراطيون يتعاملون مع موسكو من هذه الزوايا والتي عادة من كانت عاملا في إثارة الأزمات الحادة بين البلدين، وما تجره على الساحة الدولية برمتها.
لم تعد موسكو الإن تفرق بين الحزبين، فثمة إدراك أن الاستراتيجية الأمريكية لن تتغير، وثمة بعض الاختلافات في أسلوب تجسيدها على ارض الواقع، الاستراتيجية الرامية الى الهيمنة الأمريكية / الغربية في الشئون الدولية ورسم الخارطة السياسية العالمية وفق رؤيتها ومصالحها. ووضعَ البلدان أحدهما الآخر في خانة الخصم.
وتعتبر الولايات روسيا خصما دائما أو حتى عدوا وترسخ ذلك في ميول المواطن الأمريكي العادي. ويرى المراقبون في موسكو لقد أنشأت السلطات الحالية المجتمع الأمريكي بروح وروح مناهضة لروسيا - وهذا هو كل ما فعلته، والآن سيكون من الصعب للغاية تحويل هذه السفينة في الاتجاه الآخر.
وفي رده على تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بانه يتمنى فوز كامالا هاريس، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن البيت الأبيض سيكون ممتنا للغاية إذا توقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الحديث عن الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة وأيضا “توقف عن التدخل فيها».
وكان بوتين قد قال في 5 أيلول في الجلسة العامة في المنتدى الاقتصادي الشرقي: أن الكرملين يعتبر كامالا هاريس هي المرشحة الأوفر حظا في الانتخابات بعد انسحاب الرئيس الحالي جوزيف بايدن من السباق. “ لقد تمت تنحيته عن السباق، لكنه أوصى بأن يدعم جميع أنصاره السيدة هاريس. سنفعل الشيء نفسه – سندعمها. هذا أول شيء. وثانيا، إنها تضحك بشكل صريح ومعدٍ. وقال بوتين” إن هذا يشير إلى أنها في حالة جيدة”. وأشار إلى أن الرئيس الخامس والأربعين دونالد ترامب، الذي يتولى منصب رئيس الولايات المتحدة مرة أخرى، فرض عددا من العقوبات ضد روسيا لم يفرضها أي رئيس أمريكي من قبله. “وإذا كانت السيدة هاريس في حالة جيدة، فربما تمتنع عن أفعال من هذا النوع. وأضاف بوتين: “في نهاية المطاف، الخيار متروك للشعب الأمريكي، وسنحترم هذا الخيار».
وشدد في الوقت نفسه على أن موسكو ليس لها الحق في تحديد المرشحين لمنصب رئيس الولايات المتحدة، “في نهاية المطاف، الخيار متروك للشعب الأمريكي”. وأضاف بوتين أن روسيا ستحترم إرادة المواطنين الأمريكيين.
وأثار تصريح الرئيس الروسي رد فعل عاصف في الولايات المتحدة. وتعليقا على غضب المسؤولين الأميركيين، قال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف ، إن الكرملين لا ينوي مساعدة السياسيين الأجانب في فك لهجة تصريحات فلاديمير بوتين.
وفي معرض إشارته إلى أن ترامب فرض عددا من القيود والعقوبات ضد روسيا لم يفرضها أي رئيس من قبل بصفته رئيسا للولايات المتحدة من عام 2017 إلى عام 2021، اعرب بوتين عن أمله في ألا تفعل نائبة الرئيس كامالا هاريس التي تترشح للرئاسة الشيء نفسه. ، وفي الوقت نفسه، أكد ترامب نفسه مرارا وتكرارا أنه فرض عقوبات على خط أنابيب نورد ستريم 2 الروسي “من الأعلى إلى الأسفل “.ويشير الخبراء الروس إلى أنه إذا فاز ترامب، فلا ينبغي للمرء أن يتوقع تخفيفا للعقوبات ضد روسيا ، لأن هذا مستحيل دون حل الصراع الروسي الأوكراني.
وكانت هاريس في فبراير 2022، وقبل أيام قليلة من بدء الصراع العسكري بين روسيا وأوكرانيا، قد رفضت فرض عقوبات وقائية على موسكو، حسبما كتبت صحيفة تايم. وتدين روسيا العقوبات المفروضة عليها وتعارض إمدادات الأسلحة إلى كييف.
وبعد يوم واحد، وفي تجمع حاشد في ولاية ويسكونسن، قال ترامب إنه يشعر بالإهانة لأن بوتين خرج لدعم منافسه في الانتخابات. وأشار إلى أن الرئيس الروسي «يلعب لعبة الشطرنج» وتحدث ترامب نفسه بسخرية عن ضحكة منافسته، واصفا إياها بـ” الضاحكة كامالا” وأيضا بـ”الماركسية والمجنونة. ووفقا له، فإن الأشخاص الوحيدين الذين يجب أن يحددوا الزعيم المستقبلي لأمريكا هم مواطنو البلاد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: أحلام المشهداني

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

قناديل: بغدادُنا في القلب

عنوانان للدولة العميقة: "الإيجابية.. و"السلبية"

العمودالثامن: برلمان كولومبيا يسخر منا

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

 علي حسين ما معنى أن تتفرغ وزارة الداخلية لملاحقة النوادي الاجتماعية بقرارات " قرقوشية " ، وترسل قواتها المدججة لمطاردة من تسول له نفسه الاقتراب من محلات بيع الخمور، في الوقت نفسه لا...
علي حسين

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...
د. فالح الحمراني

السرد وأفق الإدراك التاريخي

إسماعيل نوري الربيعي جاك لوغوف في كتابه "التاريخ والذاكرة" يكرس الكثير من الجهد سعيا نحول تفحص العلاقة المعقدة، القائمة بين الوعي التاريخي والذاكرة الجماعية. وقد مثل هذا المنجز الفكري، مساهمة مهمة في الكتابة التاريخية،...
إسماعيل نوري الربيعي

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

توماس ليبلتييه ترجمة: عدوية الهلالي بالنسبة للبعض، تعتبر الرغبة في استعمار الفضاء مشروعًا مجنونًا ويجب أن يكون مجرد خيال علمي. وبالنسبة للآخرين، فإنه على العكس من ذلك التزام أخلاقي بإنقاذ البشرية من نهاية لا...
توماس ليبلتييه
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram