TOP

جريدة المدى > محليات > "أم الربيعين" تستعيد أجواء الفرح والحفلات بعد سنوات من الحرب والإرهاب

"أم الربيعين" تستعيد أجواء الفرح والحفلات بعد سنوات من الحرب والإرهاب

نشر في: 17 سبتمبر, 2024: 12:32 ص

متابعة/ المدى
على أنغام أغاني عراقية وعربية في مطعم افتُتح مؤخراً في الموصل، تتناول أميرة طه مع صديقاتها وبناتهنّ العشاء، ويستمتعن بواحدة من سهرات باتت تطبع الحياة الليلية في منطقة عانت طويلاً من سيطرة الجهاديين وتداعياتها.
بعد سبع سنوات على إعلان السلطات العراقية "النصر" على "داعش" الذي سيطر بين 2014 و2017 على أجزاء واسعة من شمالي العراق وغربيه، تكتظّ ليلاً شوارع الموصل الواقعة على الضفة الشرقية لنهر دجلة والمتنزّهات والمطاعم ومدينة ألعاب بالعائلات التي تذوق للمرة الأولى منذ سنوات طعم الاستقرار الأمني والحرية.
وتقول طه ذات الـ(35 عاماً): "تغيّر كل شيء في الموصل. أصبحت هناك حرية وأمان واستقلالية، وباتت السهرات شائعة".
وتشير إلى أن "الاستقرار الأمني" اليوم هو الذي ساهم في "انفتاح الناس وشعورهم بأنهم يريدون العيش في أجواء حلوة".
في العاشر من حزيران 2014، سيطر تنظيم داعش على الموصل في محافظة نينوى شمالي العراق. وأعلن منها بعد 19 يوماً "الخلافة الإسلامية".
وعلى مدى سنوات، بثّت عناصره الرعب في المنطقة، فنفّذوا إعدامات بقطع الرأس وفرضوا عقوبات بمنع التدخين وقطعوا أيدي أشخاص اتهموهم بالسرقة ودمّروا كنائس ومساجد ومتاحف وأحرقوا كتباً ومخطوطات وحرّموا الموسيقى.
وبعد معارك عنيفة، استعاد الجيش العراقي، الموصل في 2017، وأعلن في نهاية العام نفسه هزيمة التنظيم في العراق.
وتؤكّد طه التي تقول إنها تخرج يومياً للسهر، إنها لم تعد "تشعر بالخوف أبداً"، وإن السكان المحليين "أصبحوا الآن ينعمون بحرّية دون قيود"، بينما كانوا خلال سيطرة الجهاديين، يلازمون "منازلهم ويقفلون الأبواب".
"من دمار إلى إعمار"
واستغرق تعافي المدينة سنوات. فبعدما تحولت أحياء كثيرة إلى أنقاض، توجّبت إزالة الألغام قبل إعادة بناء ما دُمّر من منازل وطرق وبنى تحتية لتمهيد طريق عودة النازحين الذين فرّوا من المدينة التي يقيم فيها اليوم 1,5 مليون شخص.
وعلى غرار الموصل، تشهد مدن عراقية عدة استقراراً نسبياً بعد عقود من حروب وصراعات سياسية وعنف طائفي وعمليات خطف وهجمات إرهابية أثقلت كاهل العراقيين في حياتهم اليومية.
قبالة قصر "قره سراي" التاريخي وقلعة باشطابيا، يعجّ مطعم "الشيف أحمد السويدي" الذي افتُتح في حزيران، بما يتراوح بين 300 و400 شخص يومياً، وفق مؤسسه.
في سهرة في الهواء الطلق يحييها مطربون محليون مع فرقة موسيقية، يصفّق أطفال ويرقصون فيما يدخّن بعض البالغين النرجيلة ويتناول آخرون مأكولات غربية بعضها اسكندنافية وأوروبية طعمّها الطاهي بنكهات عراقية موصلية.
ويقول صاحب المطعم البالغ 40 عاماً، الذي ارتدى بزّة الطاهي البيضاء: "قبل الأحداث، غادرتُ المدينة وعشت أكثر من نصف عمري في السويد، لكنني كنت دائماً أحلم بالعودة لأفتتح مشروعي الخاص في العراق".
ويضيف الطاهي الذي أطلق على نفسه لقب "السويدي" نسبة لإقامته سابقاً في ستوكهولم "أردتُ جلب فكرة جديدة إلى محافظة نينوى، لذلك عدت".
ويتابع: "يستحيل أن أعود إلى الغربة بعدما عدت مع ابنتَيّ وزوجتي لنكمل حياتنا هنا"، معبراً عن ارتياحه لأن "الناس بدأوا يريدون الخروج لرؤية أشياء جديدة ومختلفة".
على بعد بضعة أمتار في منطقة الغابات التي لطالما شكّلت متنفساً يقصده عراقيون من محافظة نينوى ومحافظات أخرى قبل النزاع، ترتاد عائلات مجمعاً سياحياً يضم مدينة ألعاب ومطاعم وأكشاكاً وحدائق.
بعد استعادة القوات العراقية السيطرة على ثاني أكبر مدن العراق، عاد المتعهدون والمستثمرون إلى الشطر الشرقي أولاً من المنطقة التي كانت يوماً مركزاً تجارياً إقليمياً.
أمّا الشطر الغربي، فأطلق فيه محافظ نينوى عبد القادر الدخيل مطلع العام الجاري مشروع "الواجهة النهرية" لإعادة إعمار المدينة القديمة بمنازلها ومتاجرها.
وافتتحت في هذه الضفة متنزّهات وحدائق جديدة فيما أُعيد إعمار حدائق مهملة أو متضررة.
وتشهد الموصل كذلك نشاطاً سياحياً ليلياً نهرياً بعد سنوات صدمة عاشها السكان حين قضى في آذار 2019 مئة شخص غالبيتهم نساء وأطفال في غرق عبّارة سياحية كانت تقلّهم إلى منطقة الغابات.
وتنساب القوارب السياحية على المسطّح المائي وعلى متنها نحو 30 متفرجاً وتنعكس أضواؤها الحمراء والخضراء والزرقاء على صفحة النهر.
واشتهرت الموصل بلقب "أمّ الربيعين" لاعتدال مناخها في فصلَي الربيع والخريف.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

معسل التمر أو الدبس مع الراشي.. فاكهة الشتاء عند العراقيين
محليات

معسل التمر أو الدبس مع الراشي.. فاكهة الشتاء عند العراقيين

 واسط / جبار بچاي لا تخلو غالبية بيوت العراقيين في فصل الشتاء من معسل التمر أو الدبس والراشي الذي يطلق البعض فاكهة الشتاء، وغالباً تقدم هذه الأكلات بالغة الطعم الى الضيوف في ليالي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram