TOP

جريدة المدى > سياسية > تضاربات حول الانسحاب الأمريكي من العراق..

تضاربات حول الانسحاب الأمريكي من العراق..

نشر في: 17 سبتمبر, 2024: 12:39 ص

 متابعة/ المدى

يتزايد الجدل بشأن انسحاب القوات الأمريكية من العراق، مع الإبقاء على قوة مصغرة في إقليم كردستان، ففي الوقت الذي رفض فيه الحزب الديمقراطي الكردستاني لانسحابها، معلنا عن رغبته ببقائها في عموم البلاد، رأى الإطار التنسيقي الشيعي ضرورة التخلص من التواجد الأمريكي بأي شكل من الأشكال في المرحلة المقبلة، مقرا بمخالفة ذلك لرغبة السياسيين الكرد والسنة، فيما شكك مراقبون في حقيقة الانسحاب، كونه مقدمة لانهيار النظام المالي والسياسي في البلاد.
ويقول القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني وفاء محمد كريم، إن "موقف إقليم كردستان واضح برفض إخراج القوات الأمريكية من العراق، فالعراق ما زال بحاجة الى هذه القوات خاصة وأن تنظيم داعش الإرهابي ما زال يشكل خطرا وتهديدا لغاية هذه اللحظة".
وكانت صحيفة "واشنطن بوست"، قد نقلت عن مسؤول عسكري عراقي، قوله إن الاتفاق المبدئي بين بغداد وواشنطن، بشأن تواجد القوات الأمريكية سوف ينص على ترك قوة صغيرة في إقليم كردستان مهمتها توفير ضمان أمني للأكراد ضد الفصائل المسلحة.

وكشفت وكالة رويترز الأسبوع الماضي، أن واشنطن وبغداد توصلتا إلى تفاهم حول خطة لانسحاب قوات التحالف من العراق، غير أن البنتاغون نفى تلك الأنباء.
وتنشر الولايات المتحدة نحو 2500 جندي في عموم العراق، ونحو 900 في سوريا، في إطار التحالف الذي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش، ويضم فرنسا وبريطانيا ودولا أخرى.
ويبين كريم، "حتى الآن لا توجد أية نية للانسحاب الأمريكي من العراق، ولا يوجد أي جدول زمني متفق عليه ما بين بغداد وواشنطن لهذا الانسحاب، لكن في حال كان هناك انسحاب حقيقي وهذا أمر مستبعد، فهذا لن يشمل إقليم كردستان، وستبقى هناك قوة أمريكية في قاعدة حرير، بعلم الحكومة الاتحادية".
ويلفت إلى أن "بقاء القوات الأمريكية في قاعدة حرير فقط، ربما يكون حجة ومبررا لاستهداف إقليم كردستان من قبل الفصائل المسلحة في العراق، ولذا فنحن مع بقاء القوات الأمريكية في عموم مناطق العراق، لأن هناك حاجة لهذه القوات، وهذا الرأي مدعوم من قبل كافة الأطراف السياسية السنية، كونها مع بقاء الأمريكان في عموم العراق".
وبدأ وفد عراقي رفيع المستوى، مع مسؤولين أمريكيين، في 22 تموز/ يوليو الماضي، جولة جديدة من الحوار الأمني المشترك بين البلدين، بما في ذلك مستقبل التحالف الدولي، ونقلت وسائل إعلام الوفد العراقي برئاسة وزير الدفاع ثابت العباسي وقادة عسكريين عراقيين وصل إلى واشنطن من أجل التباحث حول ملف إنهاء وجود التحالف الدولي.
وكانت السفيرة الأمريكية في بغداد، ألينا رومانوسكي، أكدت في تغريدة على منصة إكس، إن "المسؤولين الأمنيين من الولايات المتحدة والعراق سيناقشون مستقبل مهمة التحالف الدولي وتعزيز التعاون الأمني بين بلدينا".
من جهته، يقول النائب عن الإطار التنسيقي مختار الموسوي، إنه "لا يمكن القبول ببقاء أي قوة أجنبية داخل الأراضي العراقية، بما في ذلك إقليم كردستان، وقرار إخراج القوات الأمريكية يشمل كل الأراضي، وهو قرار اتحادي، ملزم التطبيق للإقليم".
ويقر الموسوي، بأن ".إقليم كردستان وبعض الأطراف السياسية السنية، مؤيدون لبقاء القوات الأمريكية"، لكنه يؤكد "لا يمكن السماح بهذا الأمر، وعلى الجميع الالتزام بما تتفق عليه الحكومة ومجلس النواب، اللذان يمثلان كل العراقيين من الشمال إلى الجنوب، وأي قرار ببقاء القوات الأمريكية في الإقليم سيعارض بشدة سياسيا وشعبيا".
ويضيف أن "بقاء الأمريكان في إقليم كردستان، يعني استمرار عدم الاستقرار الأمني في العراق، فهذه القوات لا تريد الاستقرار وتعمل على زعزعته، وعلى الإقليم الالتزام بما تتفق عليه بغداد مع واشنطن، وعدم خلق أي مشاكل سياسية وأمنية جديدة ما بينها وبين حكومة المركز، فهذا القرار سيكون له تداعيات سياسية وأمنية كبيرة على الإقليم نفسه".
وكانت المفاوضات بين الجانبين استؤنفت خلال شهر شباط الماضي على أثر طلب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إنهاء مهمة التحالف الدولي الذي تم إنشاؤه لمحاربة تنظيم داعش 2014، ودعا السوداني إلى التحول في العلاقات بين العراق ودول التحالف الدولي وفي مقدمتها الولايات المتحدة إلى علاقات ثنائية.
وبدأ الحوار في شهر شباط الماضي، وعُقدت جولتان في شهري آذار مارس ونيسان أبريل أثناء زيارة السوداني إلى واشنطن حيث أعلن عن العودة إلى اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين البلدين الموقعة عام 2008.
ويقول المحلل السياسي أحمد الشريفي، إن “الكل يعلم بأنه لا يوجد أي انسحاب أمريكي حقيقي من العراق، والتصريحات والمواقف الأمريكية واضحة ومعلنة، وحتى الأطراف العراقية الشيعية والحكومية، هي مع البقاء الأمريكي من أجل حماية النظام في العراق سياسيا واقتصاديا".
ويبين الشريفي، أنه “في حال حصل انسحاب أمريكي بالاتفاق ما بين بغداد وواشنطن، فهذا الانسحاب بكل تأكيد لن يشمل إقليم كردستان، خاصة وأن العلاقة السياسية والأمنية بين الإقليم والولايات المتحدة، منعزلة تماما عن بغداد، وأن الإقليم يرغب بهذا الوجود لحماية مصالحه ونفوذه وقوته السياسية، ومنع أي تهديد له من قبل إيران أو حلفائها في بغداد”.
ويردف أن “هناك صعوبة سياسية وأمنية أمام بغداد حتى تجبر الإقليم بأن يلتزم بقرار إخراج الأمريكان من العراق، بالرغم من أن الإقليم لم يعط أي موقف له بهذا الخصوص، غير دعمه خطوات الحكومة، في هذا المجال، كونه يدرك جيدا، بأنه لا انسحاب أمريكي من العراق، لا حاليا ولا على المدى البعيد”.
واستهدفت طائرتان مسيرتان أواسط تموز الماضي، قاعدة عين الأسد الجوية في العراق، والتي تستضيف قوات أمريكية، في هجوم هو الأول على القوات الأمريكية في العراق منذ أوائل شباط فبراير، عندما أوقفت الفصائل العراقية هجماتها.
يشار إلى أن الفصائل المسلحة ومنذ منتصف تشرين الأول أكتوبر 2023، بدأت باستهداف القواعد الأمريكية في العراق، وذلك بالتزامن مع حرب غزة، حيث أعلنت الفصائل أن استهدافها للقوات الأمريكية، ردا على الدعم الأمريكي لإسرائيل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

هل فجرت مقاعد السوداني المتوقعة بالانتخابات المقبلة و
سياسية

هل فجرت مقاعد السوداني المتوقعة بالانتخابات المقبلة و"معامل الإسفلت الوهمية" الأزمة داخل الإطار؟!

بغداد/ تميم الحسنعلى غير العادة في العامين الأخيرين، لم يكن خبر قرب "تصفية الخلافات" بين بغداد وإقلم كردستان مريحا لـ"الإطار التنسيقي" الذي يهاجم الحكومة منذ شهر على الأقل لأسباب غير معلنة.وكان "الإطار" قد تبنى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram