متابعة المدى
كشف مصدر في اتحاد الادباء، عن أن مؤتمر السرد الذي سيقام في الفترة من 26-28 أيلول الجاري، والتي حملت أسم الباحث والناقد الراحل باسم عبد الحميد حمودي. سيشهد وجود طاولتين نقاشيّتين هما: (الرسائل بوصفها سرداً)، و(النتاج السردي وآليات التسويق)، وستحقق الطاولتان مجالاً واسعاً لمناقشة المحورين بوجود متخصصين، مع مدعوّي المؤتمر والحاضرين، وعن الطاولتين،
وقال القاص والروائي خضير فليح الزيدي رئيس نادي السرد عن الطاولة الأولى: (المُرسِل والمرسَل إليه في سردية الرسائل) فمنذُ أن سطّر جندي الحروب كلماته المنقوصة الحروف على سطور دفتر الرسائل بخط ركيك وبقلب راجف ينقش آهاته في ليالي الحرب وعلى ضوء فانوس خافت الضوء. كانت تتراءى له صور بالأسود والأبيض واحدة إلى الأب وأخرى إلى الأم الحنون وواحدة في ذيل الرسالة إلى الزوجة. تنساب مشاعره المرتبكة لكنّ الصدق بائن في التفاصيل. نحو: "إلى والدي الحنون إن كنت تسأل عنّا، فنحن بخير وصحّة" وغالبا ثمة ملحوظة في طرفها وآثار عقب سيجارة مستعرة. عند ذاك تربّعت سردية الرسائل الأولى مترعة عن أخبار الغائبين ولهفة البعد في رسائل من ورق ملوّن مرسلة إلى الآخر البعيد. ستنتقل تلك السردية المختزلة عبر صناديق الرسائل ثم دائرة بريد المرسل إليه وساعي البريد يقطع شوارع المدينة والأزقة على دراجة في نهارات موحشة. ثمة سرديات بكلائش مستعارة أو متداولة ارتسمت بذلك ملامحُ سردٍ بائنٍ في سطورها المائلة.
والأسئلة: هل هناك صيغ مشتركة في مدونات الرسائل الورقية؟، هل كانت رسائل العشاق المعطّرة بوصفها سردية العشق الأول تمتلك مقومات أدبية؟ كيف تقرأ خطاب الرسائل الورقية بين عاشقين؟ هل بوصفها تراث سردي أم ثيمة سردية مكتملة بذاتها؟، هل الرسائل الورقية وثيقة عصر مضى أم هي مشاعر شخصية مدوّنة على الورق؟ والرسائل بوصفها بوابة سرد وعتبة أولى لمتبنيات سردياتنا المعاصرة.
فيما ستشهد الطاولة الثانية النتاجُ السرديُ وآليات التسويق. فكم من كاتب سردي مبدع لم يُكتَشفْ بعد؟ وكم من رواية بارعة البناء لا يعرفُ بها سوى بضعة أشخاص فقط؟ وكم من مجموعة قصصيّة رفضها الناشر لا لضعف في قصصها بل في جهل الناشر لشخصية القاص؟ وكم من مؤلف روائي أو قاص تشنّجت علاقته مع الناشر بعد النشر؟ إنَّ النتاج السردي متواصل باضطراد، فهو يضخ المزيد من المؤلفات السردية كل يوم تقريبا، لكنّه من دون خطة نشرٍ محكمةٍ وعلميةٍ وبترويج مدروس يليق بالنتاج السردي.