TOP

جريدة المدى > سياسية > الأمن «والزحف الناعم» يقلصان السكان الكرد في ديالى

الأمن «والزحف الناعم» يقلصان السكان الكرد في ديالى

نشر في: 23 سبتمبر, 2024: 12:13 ص

 ديالى / محمود الجبوري

بعدما تنفس الكرد في ديالى الصعداء عقب سقوط النظام السابق عام 2003 وسط آمال باستعادة نفوذهم وأحقيتهم السكانية والاجتماعية في المحافظة، اصطدمت تلك الآمال بأحداث وممارسات غير متوقعة زادت من معاناتهم بشكل يفوق ما تعرضوا له من تعسف وتهجير وتعريب على يد النظام السابق.
تقلص عدد سكان خانقين وتوابعها الإدارية (السعدية، جلولاء، جبارة، وقره تبه) إضافة إلى مندلي التابعة لقضاء بلدروز بمعدلات مخيفة تراوحت بين 30% و90%.
تهديدات القاعدة وداعش والجماعات المرتبطة بـ «البعث الشوفيني» جعلت الكرد غرباء في أوطانهم بين مخاوف التصفية والاستهداف وبين التهميش وسلب الحقوق القومية.

الزحف الناعم والتردي الأمني
الإعلامي زركار محمود علي، وهو من سكان خانقين، يحصي نسب التناقص السكاني للكرد في المناطق المتنازع عليها بنسبة 25% في قضاء خانقين، ذي الأغلبية الكردية، وأكثر من 90% في نواحي السعدية، جلولاء، قره تبه، وجبارة التابعة لخانقين. كما يشير إلى تناقص مشابه في قضاء مندلي.
ويعزو علي أسباب التناقص السكاني إلى تردي الأمن في المناطق المتنازع عليها وانعدام المقومات المعيشية الاقتصادية، مما يدفع السكان للبحث عن استقرار معيشي أفضل خارج مناطقهم. ويشير إلى هجرة غالبية قرى خانقين من أبناء المكون الكردي وكذلك سكان المناطق التابعة إدارياً للقضاء.
ويضيف علي في حديثه لـ (المدى) أن من بين أسباب النزوح أو الهروب الكردي من المناطق المتنازع عليها الصراعات على الأراضي بين العرب والكرد، والموقف السلبي للحكومة العراقية تجاه الكرد، والتهاون القانوني في دعم الوافدين من خارج المناطق الكردية. كما أشار إلى نزوح عناصر الأحزاب الكردية من ديالى إلى مناطق إقليم كردستان بحثاً عن استقرار معيشي وحياة أفضل. كما ينبه علي إلى تناقص عدد المدارس الكردية في خانقين جراء الانخفاض السكاني المتزايد للكرد، وتحول المدارس من كردية إلى عربية.

الكرد تحولوا إلى “أقوام الجن”
مسؤول فرع تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في جلولاء، خليل خوداداد، يستعرض قصص وحوادث تهجير الكرد من ديالى منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث تم ترحيلهم إلى المناطق الغربية والجنوبية من العراق، وجلب آلاف العوائل العربية مكانهم.
وأشار خوداداد في حديثه لـ (المدى) إلى نقل الآلاف من الموظفين الكرد والعمال إلى المناطق الغربية والجنوبية، بالإضافة إلى ترحيل المئات من أهالي جلولاء وخانقين إلى إيران بحجة التبعية الإيرانية قبل الهجوم العراقي على إيران بداية الثمانينيات. ويكشف خوداداد عن حالات مصاهرة للعرب مع النساء الكرديات بهدف حمايتهن من الترحيل وتعريبهن ثقافياً وقومياً، كما أشار إلى مطاردة الشباب الكردي بحجج سياسية لتفريغ المنطقة منهم أو اعتقالهم.
ويواصل خوداداد حديثه موضحاً أن النظام السابق كان يتبع سياسة قاسية ضد الشباب الكرد، حيث منعهم من القبول في الكليات والجامعات الراقية، ولا سيما كلية الشرطة والكلية العسكرية والقوة الجوية، بحجة عدم الولاء والتشكيك بهم.
وبعد أحداث 2003 وعودة اللاجئين الكرد من مناطق الترحيل، ظهرت الفصائل المسلحة التي استهدفت الكرد بحجج واهية، مثل سلب الأراضي والدور التي استولت عليها السلطة البعثية وتسجيلها باسم العرب. وقد تعرض الكرد للاغتيالات والترهيب، ما دفعهم للنزوح إلى مناطق أكثر أماناً، وخاصة إقليم كردستان.
نائب محافظ ديالى السابق، كريم علي آغا، يعزو تناقص السكان الكرد في ديالى إلى تردي الأمن وانهيار القطاع الزراعي وسطوة الجماعات الإرهابية بدءاً من القاعدة وصولاً إلى داعش، بالإضافة إلى الخلافات السياسية بين حكومتي المركز والإقليم التي انعكست سلباً على سكان المناطق المتنازع عليها.
وأشار آغا في حديثه لـ (المدى) إلى الاستهداف المتواصل للعناصر المنتمية للأحزاب الكردية والبيشمركة والآسايش، وكذلك الهجمات والتصفية المستمرة لمختاري المناطق الكردية.

أحداث أكتوبر 2017
حيدر أكبر خان، مسؤول المركز (15) للحزب الديمقراطي الكردستاني في خانقين، يجمع على أن نسبة السكان الكرد في ديالى تناقصت بشكل كبير، حيث تراوحت النسب بين 30% في خانقين و70-80% في جلولاء، وأكثر من 90% في السعدية، و50-60% في قره تبه، وأكثر من 90% في مندلي، وذلك بسبب التهديدات الأمنية والتنظيمات الإرهابية.
وأكد خان في حديثه لـ (المدى) أن الكرد تعرضوا لإبادة مباشرة وغير مباشرة في المناطق الكردستانية خارج إقليم كردستان، وتحديداً في ديالى، ما دفعهم للهروب منها لحماية أرواحهم وعوائلهم. وأشار إلى أن الكرد تعرضوا لهجمات واغتيالات منظمة وسط غياب الحماية من الجهات الحكومية المعنية في ديالى.
ويعد خان أحداث أكتوبر 2017، التي تلت استفتاء استقلال كردستان وانسحاب القوات الكردية من المناطق المتنازع عليها، سبباً مهماً في تناقص أعداد الكرد في تلك المناطق.
وأكد مسؤولون كرد نزوح 36 قرية كردية في خانقين و13 قرية أخرى في جلولاء، بسبب الإرهاب والتدهور الأمني وسطوة قوات من مكون واحد بعد أحداث أكتوبر 2017.
ويشكو الكرد في ديالى من حملات تعريب ديموغرافية وتهميش أمني وإداري، اشتدت وتوسعت بعد أحداث 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2017 إبان إجراء استفتاء استقلال كردستان، ما دفع الأحزاب والقوى السياسية الكردية إلى ترك مقارها خوفاً من الاستهداف والتصفية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

التعداد: تغيير متوقع بتمثيل المحافظات.. ورواتب البرلمان سترتفع إلى نحو 50 ملياراً سنوياً
سياسية

التعداد: تغيير متوقع بتمثيل المحافظات.. ورواتب البرلمان سترتفع إلى نحو 50 ملياراً سنوياً

بغداد/ تميم الحسن قد يفجر التعداد السكاني ازمة في العراق، بسبب تغييرات متوقعة في "حجوم السكان" في بعض المحافظات.وستدفع هذه المتغيرات الى استبدال اولويات التشريعات القانونية، كما يمكن ان تحقق طفرة في عدد أعضاء...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram