TOP

جريدة المدى > محليات > دعوات في ذي قار لتأهيل نزلاء سجن الأحداث وتقديم الرعاية اللاحقة لهم

دعوات في ذي قار لتأهيل نزلاء سجن الأحداث وتقديم الرعاية اللاحقة لهم

حذرت من انخراط المفرج عنهم في عصابات الجريمة

نشر في: 25 سبتمبر, 2024: 12:02 ص

 ذي قار/ حسين العامل

دعت منظمات مجتمعية عاملة في مجال رعاية وتأهيل السجناء في ذي قار الى تأهيل ودعم نزلاء السجون من الاحداث والعمل على تمكينهم من الاندماج بالمجتمع عند الافراج عنهم، وفيما شددت على اهمية تقديم الدعم القانوني والنفسي والرعاية اللاحقة، حذروا من انخراط المفرج عنهم في عصابات الجريمة.
يأتي ذلك في وقت تتنامى فيه الجريمة بين اوساط اليافعين والاحداث وصغار السن اذ تشير الارقام الرسمية الى تسجل 663 جريمة ارتكبها صغار السن خلال عام 2022.
وقال مسؤول احدى المنظمات الانسانية العاملة في مجال رعاية وتأهيل السجناء للمدى ان " متطلبات النزلاء في مراكز احتجاز الاحداث كثيرة من بينها الدعم القانوني والنفسي وتوفير الملابس والمنظفات ناهيك عن الرعاية اللاحقة التي تحول دون عودة الحدث الى بؤرة الجريمة بعد الافراج عنه".
وتطرق المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه الى تامين العلاج للأمراض التي يتعرض لها النزلاء في السجون ولاسيما الامراض التنفسية والجلدية "، مؤكدا تسجيل امراض خطيرة من بينها التدرن والجرب في مجمل السجون العراقية".
وتحدث مسؤول المنظمة الانسانية عن "اهمية تقديم الدعم القانوني والنفسي والاقتصادي وتوفير فرصة عمل للنزيل المفرج عنه ناهيك عن تجسير العلاقة بينه وبين اسرته والعمل على دمجه بالمجتمع واعادته الى مقاعد الدراسة او شموله بمنحة الحماية الاجتماعية الخاصة بالعاطلين "، كاشفا عن حالات يكون فيها النزيل منبوذا من اسرته او ان اسرته تعلن البراءة منه وترفض استقباله بعد خروجه من السجن".
وشدد المصدر على اهمية انتشال السجين المفرج عنه من بيئة الجريمة كي لا يُستغل من عصابات او مافيات الجريمة التي تعمل على توظيف خبراته في التخطيط لجرائم اخرى ربما تكون اكثر خطورة من جريمته السابقة"، مؤكدا على اهمية تبني برامج حكومية ومجتمعية واقامة دورات تأهيلية للسجناء كي تحول دون عودتهم الى الجريمة.
ودعا الى استحداث مدرسة لتأهيل الفتيان في مركز شرطة الاحداث في الناصرية لغرض تعليم النزلاء وتطوير مهاراتهم المهنية وتأهيلهم لمرحلة ما بعد السجن، مشيرا الى ان " النزلاء حاليا يُرحلون الى سجون بغداد لهذا الغرض.
ويجد مسؤول المنظمة الانسانية ان "الدورات والبرامج التأهيلية لا ينبغي ان تقتصر على السجين وحده وانما حتى الاشخاص المسؤولين عن ادارة السجن وذلك لاحتواء السجين ومعالجة مشاكله والعمل على تقويم سلوكه ضمن برامج اصلاحية معدة لهذا الغرض".
واشار المصدر الى ان "منظمة اليونيسف كانت تعمل على تامين جزء من الخدمات المذكورة وتقدمها للنزلاء عبر منظمات محلية غير انها توقفت عن ذلك في الوقت الحاضر"، مبينا ان " الجهات الداعمة للمنظمات الانسانية وخاصة اليونسيف اوقفت جزء كبير من برامجها لانشغالها في برامج دولية اخرى تتعلق بغزة واوكرانيا".
واسترسل ان "منظمة اليونيسف سبق وان اقامت عدة دورات لتأهيل السجناء وتعليمهم مهن كالحلاقة وصيانة اجهزة التبريد وغيرها من المهن وذلك ضمن برامج لتأهيلهم وتمكينه من الاندماج في المجتمع بعد الافراج عنهم".
ودعا المصدر الى أن "تتولى الجهات الحكومية ما كانت تقوم به منظمة اليونيسف او اعادة العمل ببرامج المنظمة المذكورة"، مشيرا الى ان " ذلك يدخل ضمن واجبات مؤسسات الدولة اتجاه رعاية الاحداث".
وحذر مسؤول المنظمة الانسانية من اهمال تلك الاجراءات كونه سيؤدي الى عودة النزيل المفرج عنه الى بؤرة الجريمة وارتكاب المزيد من الجرائم الخطيرة"، لافتا الى ان " النزلاء المفرج عنهم ان لم تقدم الرعاية المطلوبة لهم قد يلجؤون الى تشكيل مجاميع او عصابات للجريمة بالتعاون مع اقرانهم". وأردف المصدر "فالنزيل قد تعرف على مجرمين اخرين في السجن واطلع على تجارب اخرى في مجال الجريمة كون السجن يضم مدانين بجرائم سرقة وترويج مخدرات ومشاجرة وجرائم اخرى"، مؤكدا ان "أكثر من نصف السجناء من الاحداث متورطين بجرائم تعاطي او ترويج المخدرات وهذا مجال مفتوح قد يستقطب افراد تلك الشريحة ليكونوا من الضحايا القادمين".
واشار الى ان "الكثير من السجناء الاحداث الذين هم باعمار تتراوح ما بين 13 الى اقل من 18 سنة هم ضحايا مشاكل التفكك والعنف الاسري".
وكانت مؤسسات حكومية ومجتمعية في ذي قار كشفت في (اواخر تشرين الثاني 2022) عن ارتفاع معدلات الجريمة بين اوساط الاطفال والاحداث، مؤكدين تسجيل 663 جريمة منذ مطلع العام الجاري، نصفها تتعلق بالسرقة والمخدرات.
وتضم محافظة ذي قار عدداً من السجون من بينها سجن الأحكام الخفيفة الذي يضم نحو 1000 نزيل ومركز شركة الاحداث الذي يضم ما بين 55 الى 65 حدث وقسم سجن النساء فضلاً عن سجن الناصرية المركزي (الحوت) الذي يعد من أكبر السجون العراقية ويضم نحو 13 ألف نزيل، عدد غير قليل منهم محكومون بأحكام ثقيلة من بينها المؤبد والإعدام.
وكانت منظمة التواصل والإخاء الإنسانية في محافظة ذي قار اعلنت في منتصف كانون الاول 2022، عن تبني منظمة اليونيسف مشروع الوقاية والاستجابة لاحتياجات حماية الطفل في مراكز الاحتجاز في ذي قار وذلك تحت شعار (يونسيف لكل طفل).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التربية تعلن التصويت على نظام الانتساب
محليات

التربية تعلن التصويت على نظام الانتساب

أعلنت وزارة التربية، امس الأربعاء، التصويت على نظام الانتساب، فيما اعتبرت ذلك فرصة داعمة للطلبة وقاهرة للظروف الحرجة. وقالت الوزارة في بيان، إنه "صوتت وزارة التربية/ هيأة الرأي على إعادة العمل بنظام الانتساب للعام...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram