واسط / جبار بچاي
بعد توقف دام ست سنوات نتيجة شرخ في العلاقة بين الحكومة المحلية السابقة في واسط والاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق خلال النسخة الخامسة عشرة لمهرجان المتنبي الشعري (20 – 21 كانون الأول 2017)، التي قاطعها الاتحاد لأسباب فنية، تسعى النخب الثقافية في واسط، وفي مقدمتهم الأدباء، إلى إحياء المهرجان الشعري لمالئ الدنيا وشاغل الناس.
مَنْ جفا مَنْ؟ واسط جَفَتْ المتنبي أم مالئ الدنيا وشاغل الناس جفاها؟
هذا التساؤل طرحته (المدى) أمام عدد من أعضاء اتحاد أدباء واسط، وكان أولهم رئيس الاتحاد، الدكتور فيصل هادي الدنيناوي، لكنّ الرجل التزم الصمت ولم يجب، في وقت يقود حراكاً فاعلاً لإقامة المهرجان.
بينما قال رئيس الاتحاد الأسبق، القاص والروائي صالح مطروح السعيدي: «الذي جفا هي الظروف التي أوجدت حالة غير متفاعلة بين الأطراف ذات الصلة».
وأضاف لـ (المدى): «وفرت دورات مهرجان المتنبي السابقة ظروفاً مناسبة لتفاعل الجمهور مع الشعر، ومهدت الطريق لتواصل بعض شابات وشباب المحافظة مع اتحاد الأدباء، مع ملاحظة توزيع مطبوعات بعض المهرجانات مجاناً بعد أن تبنت إدارة المحافظة طباعة الكتب التي وثقت فعاليات قسم من المهرجانات السابقة».
وأكد أن «الأخبار متضاربة بشأن إقامة المهرجان في واسط أم لا؟ مع وجود تسريبات تفيد بنقله إلى بغداد، لكن هناك أصوات معارضة».
ويقول القاص والمترجم الدكتور علي عبد الأمير صالح: «لم يكن هنالك جفاء بين واسط وبين أبي الطيب المتنبي، وكانت دورات مهرجان المتنبي المنعقدة في واسط والنعمانية بعد 2003 ناجحة ولاقت صدى وترحيباً في الأوساط الأدبية والثقافية المحلية، كما استقطبت اهتمام المثقفين والصحفيين والإعلاميين، سيما أنها عُقدت بالتعاون بين الحكومة المحلية واتحاد أدباء واسط، والاتحاد العام للأدباء والكتاب – المركز العام، ووزارة الثقافة والسياحة والآثار».
وأضاف: «لا تزال هنالك نية لعقد دورات جديدة من المهرجان، ويحاول أدباؤنا أن يذللوا الصعوبات التي تمنع انعقادها، وقد أبدى محافظ واسط محمد جميل المياحي ترحيبه بذلك غير مرة، لكن العقبة الرئيسة هي الفندق المناسب لإقامة الضيوف، والقاعة المناسبة لعقد الجلسات الشعرية والحلقات النقدية». لافتاً إلى أن «اتحاد الأدباء – المركز العام ووزارة الثقافة لديهما الاستعداد لدعم المهرجان مالياً وإدارياً ولوجستياً».
ويذكر القاص إسماعيل سكران أن «مهرجان المتنبي هو مهرجان واسطي بامتياز، ولا نية لإقامته في بغداد، لكنه لن يُقام هذا العام لعدم توفر فندق يتناسب مع عدد المدعوين، وتم تأجيله لهذا السبب، ولا علم لي بإلغائه أو نقله إلى بغداد، لكن معلوماتي أن رئيس فرع الاتحاد بذل جهداً كبيراً لإقامة المهرجان ولم يفلح».
بينما يؤكد الشاعر حسين جنكير أن «الاتحاد العام للأدباء متفاعل جداً مع فرع واسط بشأن إقامة المهرجان ومستعد لمخاطبة وزارة الثقافة، الشريك الآخر في المهرجان، أو لدعمه بأي شيء يستطيعه، ولكن في الكوت هناك أمور تتعلق بالسكن ولا بد لنا من أن نعذرهم».
ودعا القاص والشاعر سعد الموسوي الأطراف والجهات التي كانت متعاضدة لإقامة مهرجان المتنبي الشعري (ديوان المحافظة، مجلس واسط، اتحاد الأدباء – وزارة الثقافة وجامعة واسط) إلى «التكاتف مجدداً وعدم الجفاء لإحياء هذا العرس الثقافي الكبير». مؤكداً أن «مهرجان المتنبي كان يعطي صورة إيجابية عن واسط، ثقافة وكرماً وأمناً وعمراناً، ونحن نريد أن يتكرر ذلك».
وطالب الشاعر حميد شغيدل بإقامة مهرجان المتنبي الشعري في واسط قائلاً: «المهرجان هو حق لواسط كلها وللأدباء والنخب الثقافية فيها، والاتحاد داعم بقوة لإقامته في واسط. وكان من المفترض أن يقام في شهر أيلول، لكن لا أعرف ما حصل بالضبط، هل تأجل أم أُلغي أم سيقام في بغداد؟»