ترجمة / حامد أحمد
تناول تقرير لموقع، ذي ناشنال، الاخباري مرور الذكرى السنوية الأولى لفاجعة حريق قاعة عرس الحمدانية التي وقعت في 26 أيلول من العام الماضي في سهل نينوى وراح ضحيتها أكثر من مئة شخص وتعرض 150 آخرين لحروق وجروح عميقة، مشيرا الى ان أكثر ما يحتاجه ضحايا الحادث الان هو عمليات تجميل ترقيعية ساندة ومساعدة مالية لأطفال أيتام ونساء ارامل.
سمير نوئيل، أحد الناجين من حريق قاعة العرس، وصف مشهد الحادث بانه شبيه بكابوس، وقال لموقع ذي ناشنال "تمكنت من الإفلات من النيران المتساقطة من سقف مبنى القاعة ولكنني رأيت اشخاص قد طالتهم النيران وبدت لحومهم تتساقط. وكنت قد انقذت امرأة ويداها قد تلاشت من النيران، ورأيت أشلاء جثث محترقة على الأرض".
يذكر ان ما يقارب من ألف شخص مدعو قد حضر حفل زواج العروسين ريفان وحنين في قاعة الهيثم للأعراس في قرة قوش بقضاء الحمدانية في سهل نينوى شمالي العراق حيث يقطنها غالبية مسيحيي العراق من كلدان وآشوريين وسريان، حيث تمتد جذورهم في البلاد لأكثر من 5 آلاف عام.
مؤسسة سلامة الخيرية غير الحكومية في عين كاوة بمحافظة أربيل كرست جهودها لتقديم المساعدات لأبناء الطائفة المسيحية هناك. وبعد وقوع فاجعة الحريق في قاعة العرس تحركت المنظمة الخيرية بسرعة لتقديم المساعدة لضحايا من خلال توفير الخدمات الطارئة والتطبيب والعلاج وإسعاف ونقل الجرحى للمستشفيات. نور متي وهيثم جريش عضوين من هيئة إدارة المؤسسة الخيرية تحدثا لموقع ذي ناشنال عن التقدم الذي تم إحرازه لمساعدة الضحايا طوال السنة الماضية وعن العمل الذي ما يزال يستوجب تنفيذه لمواصلة خدمة الضحايا. وقال الناشطان ان كثير من الضحايا تلقوا خدمات طبية أساسية وتمت معالجتهم من مشاكل طبية كانوا يعانون منها من حروق وكسور في الأطراف. ولكنهم ذكروا بان الذين فقدوا احبائهم والآخرين الذين تعرضوا لجروح وحروق عميقة، فانهم ما يزالون بحاجة لمزيد من المساعدة والدعم.
وقال الناشط جريش "الغالبية العظمى من نوعية المساعدة المطلوبة لهم في الوقت الحالي تشتمل على اجراء عمليات جراحية ترقيعية، وكذلك توفير دعم واسناد مالي للأطفال الذين أصبحوا أيتام والأمهات اللائي ترملن".
وأضاف قائلا " كما هو معلوم ان كل من هذه الاحتياجات تتطلب تقييمات ودعم مستمرين على مدى طويل، وما يتعلق بحالات الجراحات التجميلية الترقيعية فانه يجب توفير دعم للمحتاجين لها من الضحايا ويتطلب قسم منها اجاء هذه العمليات في مستشفيات خارج البلاد لعدم توفير إمكانية في الداخل".
وكانت المؤسسة الخيرية قد شكلت وحدات طبية متنقلة لزيارة الضحايا في منازلهم لتوفير الرعاية الصحية لهم والتي تتضمن إجراءات علاجية تسارع في تعافيهم وتخفف من الآلام لديهم. وقامت بتمويل عمليات جراحية في مستشفيات في الموصل واربيل مع تغطية نفقات أطباء يزورون الضحايا لبيوتهم لغرض تقديم المعالجة لهم بالإضافة الى توفير دعم علاج نفسي لهم وامداد العوائل التي فقدت معيلها بمساعدات مالية.
وأضاف الناشط جريش بقوله "نحن مستمرون بالحديث عن هذه المأساة مع تقديم الدعم، ومؤخرا قمنا بشراء كمادات لمعالجة الحروق والجروح وتوزيعها على المحتاجين من الضحايا".
اما بخصوص مسيحيي المهجر من العراقيين من كلدان وسريان وآشوريين المقيمين في الولايات المتحدة فانهم لهم أقارب من الضحايا المصابين في حادث الحريق وقاموا بتقديم وارسال مساعدات شخصية لهم. ووفقا للناشطين متي وجريش فان مؤسسة سلامة الخيرية قد جمعت تبرعات من مهاجرين في الولايات المتحدة من كلدان وسريان وآشوريين لضحايا حريق قاعة العرس وصلت الى أكثر من 125 ألف دولار.
وفي ولاية ميشيغان، حيث الغالبية العظمة من الجالية المسيحية العراقي هناك، تم اصدار قرار يحث الكونغرس لجمع مبلغ مناسب لمساعدة بتوفير دعم لضحايا الحريق.
ومن المتوقع ان يقام نشاط الأربعاء في كنيسة السريان الكاثوليك في مدينة فارمنغتون هيلز في ميشيغان لتأبين ذكرى ضحايا الحريق.
وقال الناشط جريش "كثير من الضحايا فقدوا احبائهم، والأكثر تأثيرا هم الذين فقدوا معيلهم واضطر قسم منهم مغادرة البلدة. وقسم من العوائل الذين لم يفقدوا أحد ولكن تعرضوا لحروق وجروح فانهم تركوا البلدة أيضا بسبب العامل النفسي الذي يذكرهم بالحادث المروع".
المسؤول عن قاعة العرس كان قد هرب من المدينة بعد حدوث الفاجعة، ولكن تم القاء القبض عليه في النهاية ووجهت له تهم بالتقصير وعدم اتباع إرشادات السلامة.
ويقول الناشط جريش "بينما ما يزال تعداد أهلنا المسيحيين في بلدة قرة قوش عالي نسبيا وكثير منهم ما يزالون متمسكين بموطنهم، فان الامر مختلف مع الذين تضرروا من فاجعة حريق قاعة العرس".
- عن موقع ذي ناشنال الإخباري