متابعة/المدى
في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، تشير تقارير إلى أن إيران قد تدرس خيارات للرد على ما تصفه بجرائم إسرائيل، سواء على الصعيد العسكري أو الدبلوماسي.

وتأتي هذه التصريحات بعد سلسلة من الهجمات  لإسرائيل، واستهدفت مصالح إيرانية في سوريا والعراق، إلى جانب مواقف إسرائيلية معادية للنفوذ الإيراني في المنطقة.

وقد أكد مسؤولون إيرانيون أن طهران لن تتهاون في الدفاع عن أمنها القومي ومصالحها الإقليمية، مما يثير تساؤلات حول كيفية وطبيعة الرد الإيراني وما إذا كان ذلك سيزيد من حدة الصراع في المنطقة.
وقال نائب الرئيس الإيراني للشؤون الإستراتيجية محمد جواد ظريف، أن "إيران سترد في الوقت المناسب وحسب اختيارها ضد جرائم الكيان الصهيوني، وسيتم اتخاذ القرار بالتأكيد على أعلى مستوى، وعلى مستوى القائد الأعلى (علي خامنئي)".

وأضاف ظريف للصحفيين عقب خروجه من مجلس عزاء في مكتب حزب الله بطهران "بالتأكيد سيكون هناك رد، ولكن رد الفعل الإيراني سيأتي في الوقت المناسب ووفقا لاختيار إيران ضد جرائم الكيان الصهيوني"، مؤكدا: "القرارات ستتخذ بالتأكيد على المستوى القيادي (المرشد علي خامنئي) وعلى أعلى مستوى في الحكومة".

وفي وقت سابق، أعلن أحمد نادري، عضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، أن النواب قدموا في جلسة مغلقة بالبرلمان مقترحات حول كيفية الرد على إسرائيل، ومن المفترض أن يتم رفع هذه المقترحات إلى المجلس الأعلى للأمن القومي.

وأشار نادري إلى أن هذا الاجتماع غير العلني انعقد صباح الأحد في البرلمان، وأضاف: "هذا الاجتماع هو لتقصي أبعاد اغتيال السيد حسن نصر الله، وعدد من قادة المقاومة".

وكان موقع «أكسيوس» الأمريكي كشف السبت (28 أيلول 2024) نقلا عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، أن "إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة اتخاذ خطوات لردع إيران عن مهاجمة إسرائيل رداً على الغارة الجوية الإسرائيلية في بيروت التي قتلت زعيم "حزب الله" حسن نصر الله، وجنرالاً إيرانياً كبيراً".

من جهته، وجه وزير خارجية إيران، عباس عراقجي، اتهامات مباشرة لأمريكا بأنها شريكة في اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مؤكدا أن "اغتيال نصرالله لن يمر دون رد".
وقال وزير خارجية إيران في تصريحات صحفية، أن "إسرائيل لن تنعم بالهدوء، بسبب ما تفعله في لبنان".

وتابع عراقجي، "نحن في حالة تأهب، بسبب خطر نشوب حرب واسعة النطاق بالمنطقة"، محذراً من أن "المنطقة تمر بوضع خطير ومثير للقلق للغاية".
وأردف، "مجلس الأمن أثبت أنه غير قادر على حل هذه المشكلات".

ونعى حزب الله نصر الله بعد ظهر السبت، بعدما لزم الصمت لساعات طويلة، وبعدما كانت إسرائيل قد أعلنت نجاح عملية الاغتيال. وجاء في البيان: "التحق سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لـ (حزب الله) برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحواً من ثلاثين عاماً، قادهم فيها من نصر إلى نصر مستخلفاً سيد شهداء المقاومة الإسلامية عام 1992 حتى تحرير لبنان 2000، وإلى النصر الإلهي المؤزّر 2006 وسائر معارك الشرف والفداء، وصولاً إلى معركة الإسناد والبطولة دعماً لفلسطين وغزة والشعب الفلسطيني المظلوم".

وأضاف: "نبارك لسماحة الأمين العام لـ (حزب الله) السيد حسن نصر الله… محقّقاً أغلى أمانيه وأسمى مراتب الإيمان والعقيدة الخالصة، شهيداً على طريق القدس وفلسطين، ونعزّي ونبارك لرفاقه الشهداء الذين التحقوا بموكبه الطاهر والمقدس إثر الغارة الصهيونية الغادرة على الضاحية الجنوبية".