علي حسين
كنت أنوي أن أخصص عمود اليوم للحديث عن الراحل سامي عبد الحميد لمناسبة ذكرى رحيله الخامسة ، الفنان والمثقف الذي عشق الوطن وأدرك أن الفن جزء من حياة ستظل شاخصة تهز وجدان الناس ومشاعرهم ، إلا أن ما يفعله مجلس نوابنا في مجال سن بعض القوانين التي لا ترتبط بحياة الناس وتنمية قدراتهم ، يجعلنا نعتقد بل ونجزم أن البرلمان يسعى للسخرية من العراقيين ، سيقول البعض إنكم معشر الكتاب أصحاب النفوس الضعيفة تتصيدون في الماء العكر ، وتحاولون الاقتراب من قلعة البرلمان الحصينة التي ساهمت برغم حسد الحسّاد بإنقاذ العراق من الضياع والمضي في تحقيق التنمية والازدهار التي بدأت بشائرها بإخراج نور زهير من السجن ، وانتشار البطالة ، وتعطيل عمل البرلمان التشريعي ، لأن مزاد إقرار قانون الأحوال الشخصية أهم عند السيد محسن المندلاوي من سن قوانين للضمان الاجتماعي والصحي .
ما يحدث في البرلمان من معارك على الامتيازات ، وعدم انتخاب رئيس للمجلس يفضح مخططات بعض القوى السياسية ويثبت للجميع أن النواب لا يضعون الخطط لبناء مؤسسات الدولة ، ولايسعون إلى إقرار قوانين تصب في خدمة المواطن ، وإنما خطتهم الأساسية تحويل العراق إلى شركة استثمارية تصب أموالها في جيوب السادة السياسيين وأقاربهم وأحبابهم ، وإلا ماذا نسمي ما جرى تحت قبة البرلمان من حديث عن بدلات إيجار ومخصصاصات حمايات وتحسين معيشة للسادة النواب ؟ ماذا نسمي ما فعله رئيس مجلس النواب بالوكالة محسن المندلاوي عندما رفض سماع أصوات النواب الذين اعترضوا على مناقشة تعديل قانون الأحوال الشخصية؟ .
دعوني أسأل نواب البرلمان ، ما هي الرسالة التي يريدون أن يوصلوها للعراقيين من خلال خطابات وأفعال لا تنتمي للواقع؟ للأسف بعد 21 عاماً لم يعط البرلمان ، العراقيين ما يمكن أن يتعلّقوا به أكثر من مصطلحات عن الانبطاح والتوازن والأغلبية والتوافقية.
21 عاماً يريدون أن نقضياها معهم بمعارك جانبية ، ليست بينها معركة واحدة من أجل التنمية والأمان والرفاهية والمستقبل.
21 عاماً من العمر.. والعمر به كم عشرين عاماً ياسادة حتى تريدون منّا أن نستبدل خطاب محمد الحلبوسي بخطاب محمود المشهداني .
ماذا سيقول المواطن الذي لا يملك ثمن عشاء لأطفاله ويسكن في بيوت من الصفيح في الوقت الذي تحول فيه العديد من النواب السابقين إلى أصحاب ثروات وفضائيات وشركات في دول الجوار وقصور وشقق في بيروت ودبي ولندن ، ولم يسألهم أحد من أين لكم هذا ؟ .
يملأ البرلمان للأسف حياتنا بالبيانات والخطب ، ويحاول أن يُحول الأنظار عن القضايا التي تهم الوطن والمواطن .