TOP

جريدة المدى > سياسية > متظاهرو ذي قار: انتفاضة تشرين أسست لحركة احتجاجية ومطلبية في كل حي ومنطقة

متظاهرو ذي قار: انتفاضة تشرين أسست لحركة احتجاجية ومطلبية في كل حي ومنطقة

في الذكرى السنوية الخامسة لانطلاقها

نشر في: 1 أكتوبر, 2024: 12:28 ص

ذي قار / حسين العامل
بالتزامن مع الذكرى السنوية الخامسة لانطلاق تظاهرات تشرين، كشف ناشطون في الحراك الاحتجاجي في ذي قار عن استعدادات واسعة لتظاهرات اليوم (الثلاثاء). وفيما أشاروا إلى استمرار زخم التظاهرات حتى تحقيق أهداف تشرين، أكدوا أن تشرين أرست تقاليد ثورية لحركة احتجاجية ومطلبية في كل حي ومنطقة، وحفزت جميع الشرائح المظلومة على المطالبة بحقوقهم.
وقال الناشط المدني أحمد الهلالي لـ(المدى) إن «الاستعدادات متواصلة لإحياء الذكرى السنوية الخامسة لانطلاق تظاهرات تشرين، وسيجري التركيز في هذه المناسبة على الكشف عن مصير المختطفين والمغيبين، ومن بينهم الناشط المدني سجاد العراقي».
ورهن الهلالي مصير الحكومة المحلية في ذي قار بالكشف عن مصير الناشط المغيب، مشيراً إلى أن «المتظاهرين سيطالبون بإقالة مجلس المحافظة والمحافظ عند تجاهل هذا المطلب».
ومن جانبه، تحدث الناشط في تظاهرات ذي قار عادل عبيد فارس عن أثر تشرين في الحركة الاحتجاجية والمطلبية، وأوضح لـ(المدى) أن «تشرين صرخة المظلومين والفقراء بوجه الفساد والفاسدين الذين جعلوا من البلاد غنيمة لجشعهم الذي لا ينتهي»، وأضاف أن «تشرين تتجدد في مفهومها وطموحها وأهدافها التي لابد أن تكتمل، وأهمها المطالبة بتفعيل مؤسسات النزاهة والقضاء للتصدي لسرقات كارثية عرفت بسرقات القرن، والتي لا يزال مرتكبوها أحراراً يتنقلون من بلد لآخر».
ويرى فارس أن «متظاهري اليوم يسترشدون بتضحيات تشرين التي بذلها الشهداء من أجل إرساء أسس صحيحة لبناء دولة مدنية متحضرة وقوية تضمن حقوق الجميع دون تمييز»، مشدداً على أهمية تحقيق السلم المجتمعي في عراق يواكب التطور الحاصل في البلدان المتحضرة التي نبذت الطائفية والعنصرية.
وختم فارس حديثه قائلاً: «سيطول وقوفنا بعزم تشرين وهمّة شبابها حتى تحقيق جميع المطالب التي خرجنا من أجلها»، لافتاً إلى أن «تشرين واجهت تحديات كبيرة، أبرزها محاولات شق الصف وبعثرة الأهداف والتوجهات عبر تقديم رشى وإغراءات بمناصب وأموال جرت البعض إلى مغانمها»، وأضاف: «لكن تشرين باقية ثابتة بمبادئها وأشخاصها ممن لم يتلوث تاريخهم وأيديهم وأفكارهم».
ومن جانبها، قالت الناشطة في تظاهرات الذيقارية إيمان الأمين لـ(المدى) إن «تشرين، رغم ما واجهته من تحديات كبيرة متمثلة بالقمع الدموي من جميع الجهات، إلا أنها تمكنت من إرساء تقاليد ثورية أخذت تترسخ في كل المناطق والأحياء وبين الشرائح الاجتماعية، حيث التظاهرات المطالبة بالحقوق المشروعة».
وتحدثت الأمين عن التحولات المجتمعية التي أحدثتها تشرين بين أوساط الشباب والنساء، مشيرة إلى أن «تظاهرات تشرين ومطالبها المشروعة استقطبت وبصورة كبيرة شريحتي الطلبة والنساء، وفعلت دورهما في الحركة المطلبية بعد أن كانت مشاركتهما محدودة في هذا المجال»، معتبرة ذلك إنجازاً كبيراً يصب في استمرار زخم الحركة الثورية وتجديد دماء الثورة في عروق الشباب.
وأشارت الأمين إلى أن «الحكومات أخذت تحسب حساب التظاهرات والرقابة الشعبية عقب تشرين بعد أن كانت تتجاهل مطالبها قبل ذلك»، وأوضحت أن «الحكومة تخشى من تطور التظاهرات وعودة تشرين، ولهذا تبادر في كثير من الأحيان إلى الاستجابة لتلك المطالب والتعاطي معها بإيجابية»، مشيرة إلى أن «الوعي بالحقوق من شأنه أن يخلق حركة مطلبية فاعلة».
وترى الأمين أن تشرين حققت جانباً من مطالبها، ولاسيما المتعلقة بتوفير فرص العمل وتأمين الخدمات، إذ أخذت الحكومات المتعاقبة تولي المزيد من الاهتمام في هذا الجانب الذي كان مهملاً في السابق، حيث توجهت إلى توفير آلاف فرص العمل وزيادة التخصيصات المالية الخاصة بتوفير الخدمات في الموازنات العامة التي أُقرت في الأعوام التي أعقبت انتفاضة تشرين.
وبدوره، يرى الناشط في تظاهرات ذي قار حسن هادي المدرس أن «تشرين ثورة دائمة ومستمرة لحين تحقيق كامل أهدافها التي طرحتها في ميادين التظاهرات»، مشيراً إلى أن «ثوار تشرين طالبوا بوطن معافى وحقوق شعب سلبتها طبقة سياسية فاسدة».
وأشار المدرس إلى أن «منطلقات تشرين لا تزال قائمة، لهذا نجد أثرها في كل فعالية مطلبية أو احتجاجية، رغم محاولات أحزاب السلطة لشيطنتها وتفكيكها وتشويه سمعة المشاركين فيها عبر دس أتباعهم بين صفوف تشرين وتسخير ذبابهم الإلكتروني لتحقيق هذا الغرض».
وتحدث المدرس عن استغلال البعض لتظاهرات تشرين والتسلق على أكتاف المتظاهرين لتحقيق مآربهم بالوصول إلى البرلمان أو الحصول على موقع وظيفي مرموق في الحكومة على حساب مطالب المتظاهرين، مشيراً إلى أن «هذا النوع من المتسلقين سرعان ما تكشفت نواياهم، وأخذ التشرينيون ينبذونهم بصورة واسعة».
وأكد أن «تشرين الحقيقية هي حركة مطلبية تتبنى مطالب الشعب، وليس من أولوياتها البحث عن مغانم السلطة أو المشاركة في تقاسم تلك المغانم مع الفاسدين».
واندلعت التظاهرات العراقية في الأول من تشرين الأول 2019، في 10 محافظات وسطى وجنوبية، وذلك عبر دعوات انطلقت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي للاحتجاج على تردي واقع الخدمات وتفاقم معدلات الفقر والبطالة، وإهانة الكفاءات العلمية، وتمادي الطبقة السياسية في انتهاج سياسة المحاصصة الحزبية والطائفية وهدر المال العام وحماية الفاسدين، ناهيك عن الولاءات الإقليمية التي جعلت من العراق حديقة خلفية لدول الجوار.
وشهدت التظاهرات عمليات عنف غير مسبوقة، لا سيما بعد دخول جماعات مسلحة وُصفت بـ«الطرف الثالث» على خط قتل وقمع واختطاف المحتجين والناشطين. وأدت أعمال العنف والقمع إلى مقتل نحو 800 متظاهر، وإصابة أكثر من 30 ألفاً، وأكثر من 3 آلاف معتقل ومختطف ومغيب، في وقت لم تُحاسب فيه أية جهة متورطة بهذه الأعمال.
وقدّر رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي إجمالي ضحايا تظاهرات تشرين بأكثر من 600 شهيد من المتظاهرين، وأكثر من 3500 إصابة تؤدي إلى الإعاقة، وأكثر من 24 ألف إصابة بسيطة، وذلك في لقاء صحفي منشور في صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 11 آذار 2023.
ويبلغ إجمالي حصيلة ضحايا التظاهرات في محافظة ذي قار أكثر من 140 شهيداً، فيما سجلت المؤسسات الصحية نحو 5000 إصابة بين صفوف المتظاهرين، معظمها ناجمة عن الرصاص الحي والقنابل الدخانية، هذا ناهيك عن جرائم الاختطاف والاغتيال التي استهدفت الناشطين في تظاهرات ذي قار، ولاسيما سجاد العراقي وفرج البدري.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

بغداد تتلقى طلباً أمريكياً بـ
سياسية

بغداد تتلقى طلباً أمريكياً بـ"حل الحشد".. و"الإطار" يناور

بغداد/ تميم الحسن عندما دعا مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري المعتكف عن السياسة منذ أكثر من عامين، إلى "دمج الحشد" في عام 2017 - وهو مطلب كرره لاحقًا عدة مرات - وُصف حينها مطلبه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram