ديالى / محمود الجبوري
هدد موظفو تربية خانقين التابعون لوزارة التربية في إقليم كردستان بتنظيم احتجاجات واسعة وإضراب شامل عن الدوام، بسبب استمرار تذبذب وتأخر صرف رواتبهم، وما خلفه هذا التأخير من أضرار معيشية جسيمة على مر السنوات الأخيرة.
وشهدت مدن إقليم كردستان والمناطق المشمولة بالمادة 140 في المحافظات خلال الفترات الماضية احتجاجات وإضرابات واسعة، بسبب مشاكل تأخر صرف رواتب الموظفين، حيث تحمل حكومة الإقليم الحكومة الاتحادية مسؤولية تأخير صرف الرواتب لموظفي الإقليم.
وشهد إقليم كردستان خلال الأشهر الماضية موجة غضب جماهيرية نتيجة أزمة الرواتب، أسفرت عن مظاهرات في السليمانية ومدن أخرى، استمرت لأشهر مطالبة بالحقوق، وربطهم مباشرة بالحكومة المركزية.
ورغم بدء العام الدراسي للمدارس التابعة لتربية كردستان في قضاء خانقين (105 كم شمال شرق بعقوبة)، إلا أن تأخر صرف رواتب شهري آب وأيلول ينذر بأزمة كبيرة وتصعيد احتجاجي، وإضراب مُعد من قبل موظفي التربية لاستحصال حقوقهم.
حبيب فرج جمور، موظف في تربية خانقين، أوضح في حديثه لـ(المدى) أن الرواتب متذبذبة ولم يتسلم الموظفون رواتب شهري آب وأيلول حتى الآن، بالإضافة إلى تأخر صرف الرواتب الشهرية لمدة تتجاوز أسبوعًا إلى أسبوعين عن الموعد الشهري المقرر. وأكد جمور أن الموظفين والكوادر التربوية يستعدون لتنظيم احتجاجات وإضراب شامل خلال الفترات القادمة ما لم تتحقق مطالبهم المشروعة، مشيرًا إلى أن أزمة الرواتب تسببت في كوارث معيشية صعبة للموظفين، وألحقت بهم ديونًا كبيرة لتلبية متطلبات الحياة اليومية.
وطالب جمور، باسم موظفي التربية، بحلول جذرية لأزمة الرواتب في المناطق المتنازع عليها أو المشمولة بالمادة 140، عبر توطين رواتبهم ضمن المصارف الاتحادية، أسوة بموظفي الحكومة الاتحادية الذين يتسلمون رواتبهم بانتظام.
من جانبه، أكد حسن طالباني، مدير تربية خانقين التابعة لإقليم كردستان، أن وزارة التربية ومديريات التربية في المناطق المشمولة بالمادة 140 لا علاقة لها بأزمة الرواتب، حيث حصر المشكلة بين حكومتي المركز والإقليم. وأعرب عن أمله في أن تنتهي الأزمة قريبًا، وتُوضع حلول ناجعة وحاسمة لتأخير الرواتب. كما أوضح أن المفاوضات جارية بشأن نقل موظفي التربية وموظفين آخرين في المناطق المتنازع عليها، بما فيها خانقين، من حكومة الإقليم إلى الحكومة الاتحادية، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي خطوات حتى الآن.
وأشار طالباني إلى وجود أكثر من 3550 موظفًا ضمن تربية خانقين الكردستانية، بالإضافة إلى 32 مدرسة بين أساسية وثانوية وروضات أطفال. وأكد انتظام العام الدراسي الحالي منذ الخامس والعشرين من أيلول الماضي، دون أي مشاكل أو معوقات تُذكر، مع وجود تنسيق عالٍ في جميع المجالات مع مديرية التربية التابعة للحكومة الاتحادية في خانقين.
من جهته، أقر دارا أحمد سمين، مدير تربية كرميان الكردستانية، في حديثه لـ(المدى) بتأخر الرواتب وتأثيره السلبي على الموظفين، مشيرًا إلى أن ملف الرواتب محصور بين حكومتي المركز والإقليم. وأكد سمين أيضًا تأخر صرف رواتب شهري آب وأيلول، موضحًا أن الحلول والمعالجات لهذه الأزمة خارج صلاحيات مديريته.
ويطالب موظفو كردستان إلى جانب انتظام صرف الرواتب بإطلاق الترفيعات الوظيفية المتوقفة منذ عام 2014، إثر الأزمة المالية التي اندلعت بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان.
يُذكر أن وزارة التربية الاتحادية قدمت في 17 أيلول الماضي طلبًا لوزارة المالية للموافقة على نقل معلمين من إقليم كردستان إلى عدد من المحافظات التابعة للحكومة الاتحادية، دون الدرجة والتخصيص المالي.










