 ذي قار / حسين العامل

في وقت أعلنت فيه قيادة شرطة ذي قار عن إلقاء القبض على شخص متورط في إطلاق النار على خيمة اعتصام والدة الناشط المدني المغيب سجاد العراقي، الذي اختُطف منذ 4 سنوات، أكدت أسرة العراقي استمرار الاعتصام حتى الكشف عن مصيره.
وشهدت المدينة حادثة إطلاق نار فجر السبت (21 أيلول 2024)، حيث أقدم مجهولون يستقلون دراجة نارية على إطلاق رشقة من الرصاص على خيمة الاعتصام التي أقامتها والدة المغيب سجاد العراقي أمام ديوان محافظة ذي قار.
وذكر بيان صادر عن قيادة شرطة ذي قار، تابعته (المدى)، أن "شرطة ذي قار ألقت القبض على متهم أطلق العيارات النارية أمام ديوان المحافظة"، واصفةً ما قام به المتهم بأنه "محاولة فاشلة لأرباك الوضع الأمني في المحافظة". وأوضح البيان أن قائد شرطة ذي قار، اللواء مكي شناع الخيكاني، وجه بتشكيل فريق عمل برئاسته شخصيًا، وبمشاركة مكافحة الإجرام وخلية الصقور الاستخبارية. وأضاف: "بناءً على معلومات استخبارية دقيقة وتتبع تحركات المتهم، تمكن فريق العمل من القبض على المتهم (م.ع.ع) وأُحيل إلى القضاء العادل للوقوف على الأسباب والدوافع".
وأكد البيان توقيف المتهم استنادًا إلى أحكام المادة 194 لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة. وأضاف: "تؤكد القيادة أنها لن تتخلى عن مسؤوليتها القانونية والمهنية والشرعية تجاه تحقيق السلم المجتمعي وتوفير الأمن والاستقرار لأهالي المحافظة".
من جانبه، كشف عباس ستار، شقيق الناشط المغيب سجاد العراقي، عن علاقة المتهم الذي أُلقي القبض عليه بالمدانين باختطاف شقيقه. وأوضح لـ(المدى) أنه "تم التعرف على المتهم بإطلاق النار على خيمة الاعتصام، وهو ابن أخ أحد المدانين باختطاف سجاد والمحكوم عليه بالإعدام غيابيا". وأشار إلى أنه سبق وأن أقام دعوى قضائية ضد المتهم الموقوف حاليًا في مديرية مكافحة إجرام ذي قار.
وأكد شقيق العراقي استمرار الاعتصام حتى الكشف عن مصير شقيقه، كاشفًا عن تصعيد محتمل يتزامن مع الذكرى السنوية الخامسة لانطلاق تظاهرات تشرين. كما أعرب عن استيائه من موقف الحكومة المحلية تجاه الاعتصام، مشيرًا إلى أن "أي مسؤول من المحافظة لم يتخذ أي إجراء بشأن قضية سجاد، ولم يكلف نفسه حتى معرفة أسباب الاعتصام، رغم أن الخيمة لا تبعد سوى بضعة أمتار عن ديوان المحافظة".
من جانبها، تستمر والدة سجاد العراقي في الاعتصام، بمشاركة مجموعة من الناشطين منذ يوم الخميس (19 أيلول 2024)، في تصعيد جديد يهدف للكشف عن مصير ابنها المختطف. وأوضحت والدة العراقي في حديث سابق للمدى أن "سجاد جرى اختطافه في 19 أيلول 2020 من قبل جهات وأشخاص معروفين لدى القضاء والجهات الأمنية، وقد صدرت بحقهم أحكام قضائية غيابية، إلا أنهم لم يُعتقلوا حتى الآن". وأشارت إلى أن دوافع اختطاف سجاد تتعلق بمشاركته في التظاهرات المطلبية والكشف عن ملفات فساد خطيرة.
يُذكر أن محكمة استئناف ذي قار أصدرت في أواخر أيلول 2020 مذكرتي اعتقال بحق اثنين من المتهمين باختطاف سجاد العراقي، وهما إدريس كريدي حمدان الهصاري وأحمد محمد عبود الإبراهيمي. وتشير مصادر المتظاهرين إلى انتمائهما إلى أحد الفصائل المسلحة، إلا أن المتهمين لم يُلق القبض عليهما حتى الآن.
وفي (أواسط آذار 2023)، أصدرت محكمة جنايات ذي قار حكمًا بالإعدام غيابيًا بحق مجرمين اثنين عن جريمة اختطاف الناشط سجاد العراقي. وفقًا لبيان صادر عن مجلس القضاء الأعلى، فإن الحكم استند إلى أحكام المادة 421 / ج / من قانون العقوبات، وبدلالة المواد 47 و48 و49 منه.
وفي مؤتمر "الحرية لسجاد العراقي" الذي عُقد يوم (24 حزيران 2022)، دعا المشاركون إلى الكشف عن مصير جميع المغيبين قسريًا، وتشكيل لجنة وطنية مستقلة لمتابعة حالات الاختفاء القسري. وأوضح البيان الختامي للمؤتمر أن جرائم الاختفاء القسري التي تعرض لها الناشطون المدنيون تعد ملفًا سياسيًا مفتعلًا من قِبل قوى سياسية متنفذة داخل أروقة الأنظمة الحاكمة.
وأفاد تقرير صادر عن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق في حزيران 2022 بأن "الإفلات من العقاب" لا يزال مستمرًا في العراق، فيما يتعلق بالهجمات التي تستهدف متظاهرين وناشطين. وأشار التقرير إلى أن "المعلومات تشير إلى أن المحتجزين والمدانين قد ينتمون إلى جماعات مسلحة معروفة تعمل خارج سيطرة الدولة".