 واسط / جبار بچاي

بالتزامن مع بداية العام الدراسي، سجلت محافظة واسط أول حادثة دهس لطالبين أثناء عبورهما الطريق العام في ناحية جصان، ما هزّ المدينة الصغيرة التي تحتوي على شارعين رئيسيين فقط. هذان الشارعان يرتبطان بالطريق العام الذي يصل المدينة باتجاه الكوت وبدرة، ويُعدّ الطريق العام أكثر خطورة من الطرق الداخلية.
وطالب مراقبون بتكثيف المفارز المرورية أمام المدارس مع بداية الدوام ونهايته لتسهيل حركة السير والمرور ومساعدة التلاميذ والطلبة في العبور. كما طالبوا بإنشاء جسور لعبور المشاة على الطرق الرئيسة والخارجية، تكون قريبة من المدارس المتواجدة هناك.
يقول عبد الكريم الموسوي، من ناحية جصان: «المدينة صغيرة وهادئة وعدد المدارس فيها قليل، لكن المشكلة تكمن في بعض سائقي المركبات، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، الذين يستخدمون الطريق العام دون الالتزام بقواعد السير والمرور، خاصة قرب المدارس».
وأضاف: «نحتاج إلى تكثيف المفارز المرورية قرب المدارس، ولا بأس من الاستعانة بمنتسبي الشرطة المحلية عند بداية الدوام المدرسي ونهايته في حال وجود نقص في الكوادر المرورية. الأهم من ذلك هو مراقبة الطريق العام الذي شهد حادثة دهس أودت بحياة الشابين باقر مهدي وحسن رائد غدير، الذين دهسهما سائق شاحنة كبيرة». مشيراً إلى أهمية إنشاء جسور لعبور المشاة أمام المدارس.
من جانبه، يقول مدير مرور محافظة واسط، العميد الحقوقي جعفر داخل نعيّس: «نقوم يوميًا بالإشراف الميداني على حركة السير والمرور في مدينة الكوت، ويقوم جميع ضباط المديرية بتنظيم حركة السير عند بداية الدوام المدرسي لتسهيل عبور التلاميذ والطلبة ومنع وقوع الحوادث».
وأضاف أن «من أهم الأمور التي نقوم بها توعية سائقي المركبات والدراجات النارية بضرورة الالتزام بقانون المرور للحفاظ على أرواح مستخدمي الطريق. لدينا تنسيق كبير مع رجال النجدة الذين يشاركون مع المفارز المرورية في تسهيل عبور الطلبة حتى دخولهم المدارس».
وأكد نعيّس على أهمية دور أولياء الأمور والكوادر التدريسية في توجيه الطلبة لتجنب الحوادث المؤسفة. وحثهم على اختيار الأماكن الأكثر أمانًا لعبور الشارع، ويفضل العبور من جسور المشاة إذا توفرت. كما شدد على ضرورة الوقوف بعيدًا عن حافة الطريق والنظر إلى الاتجاهات والانتباه إلى حركة المرور والإشارات الضوئية والالتزام بها.
وأضاف: «يجب حث الطلبة على العبور بسرعة ويقظة مع الاستمرار في مراقبة جوانب الطريق. كما ينبغي العبور من المناطق المخصصة لذلك، وعدم السماح للأطفال دون سن التاسعة بعبور الشارع دون مرافقة بالغ. يمكن أيضًا الاستعانة برجال المرور أو رجال القوات الأمنية لضمان عبور آمن».
ودعا سائقي المركبات إلى «الالتزام بالتعليمات والأنظمة المرورية وقواعد السير، وتوخي الحذر عند القيادة بالقرب من المدارس، والالتزام بالسرعة المحددة وإعطاء الأولوية للطلبة أثناء عبورهم الطريق».
وتابع: «ندعو إدارات المدارس إلى توعية الطلبة بالقواعد الأساسية للسير على الطرق، منها استخدام خطوط العبور المخصصة للمشاة وعدم العبور العشوائي. كما نحث على الاستعانة برجال المرور أو رجال القوات الأمنية لمساعدتهم أثناء العبور. على إدارات المدارس كذلك متابعة وتنظيم دخول وخروج الطلبة من المدارس».
في كل عام دراسي، تشهد محافظة واسط تسجيل العديد من الحوادث المرورية التي يذهب ضحيتها طلبة من مختلف المراحل الدراسية. لا فرق في أماكن وقوع تلك الحوادث، إذ تحدث داخل المدن وعلى الطرق الخارجية، حيثما كان هناك تهور أو عدم انتباه من السائقين، مع غياب المفارز المرورية وجسور عبور المشاة.
وفي هذا السياق، يقول مدير عام صحة واسط، الدكتور جبار الياسري: «تتجاوز خسائر حوادث الطرق في واسط الحوادث الجنائية وحوادث العنف والإرهاب، حيث شهدت المحافظة عشرات الحوادث خلال العام الحالي. وبلغ عدد المصابين خلال النصف الأول من هذا العام أكثر من ثلاثة آلاف شخص، إضافة إلى تسجيل 198 وفاة».
وأكد الياسري أن «السرعة الزائدة، وتهالك الطرق الخارجية، وتهور السائقين، تعد من الأسباب الرئيسية لهذه الحوادث. لابد من تأهيل تلك الطرق وتجهيزها بعلامات مرورية متنوعة للحفاظ على حياة الجميع».