بغداد / أيوب سعد
تشكل حملات التشجير في العراق عنصرًا حيويًا في مواجهة التحديات البيئية التي تواجه البلاد، مثل التصحر وتدهور جودة الهواء.
وقال المختص في الشأن البيئي، عبدالرحمن الجنابي، خلال حديث لـ (المدى)، إنه "في ظل التحديات البيئية التي يواجهها العراق، فأن هذه الحملات تمثل حلاً فعّالًا للتصحر وارتفاع درجات الحرارة، حيث تعمل على استعادة التوازن البيئي وتعزيز التنوع البيولوجي".
ويؤكد أن "الأشجار تلعب دورًا رئيسيًا في تحسين جودة الهواء، من خلال امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأكسجين، كما تسهم في تقليل الغبار وتحسين المناخ المحلي، مما يعكس أثرًا إيجابيًا على صحة المجتمع".
وتابع الجنابي، أن "التشجير يساعد أيضًا في حماية التربة من التآكل، ويعزز من استدامة الموارد المائية من خلال تقليل التبخر وزيادة الاحتفاظ بالمياه"، مشيراً إلى أن "هذه المبادرات تعزز الوعي البيئي لدى المجتمع، وتسهم في بناء ثقافة الحفاظ على الطبيعة".
ودعا المختص في الشأن البيئي، إلى "أهمية دعم هذه الحملات من قبل الحكومة والمجتمع المدني"، مؤكدًا أن "الاستثمار في البيئة هو استثمار في مستقبل الأجيال القادمة".
وأعلنت أمانة بغداد، أمس الثلاثاء، بالمباشرة بتنفيذ حملة التشجير الوطنية، فيما أكدت أن الحملة ستتضمن زراعة أكثر من 100 ألف شجرة.
وقال وكيل أمين بغداد للشؤون الفنية علي حسن، في حديث للإعلام الرسمي، وتابعته (المدى)، إنه "تنفيذاً لتوجيهات دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بزراعة خمسة ملايين شجرة بدأت أمانة بغداد حملتها لزراعة الأشجار وتوسيع المساحات الخضراء"، مبيناً أن "أمانة بغداد، وفي كل موسم زراعي تبدأ حملة قوية بهذا الشأن اليوم إطلاق الحملة الوطنية للتشجير على مستوى العاصمة بغداد وباقي المحافظات وأمانة بغداد أولى السباقين بحملات التشجير".
وأردف، أنه "وبحسب المخطط له فإنه ستتم زراعة أكثر من 100 ألف شجرة على طول فترة الموسم"، لافتاً إلى أن الحملة انطلقت بعد دعوى جميع الجهات التابعة لأمانة بغداد فضلاً عن الدوائر البلدية في الرصافة وأيضاً شركاء أمانة بغداد، وهي الفرق التطوعية والمؤسسات الحكومية، وحتى أهالي العاصمة ممن لديه رغبة في المشاركة في حملة الزراعة الذين سيتم توزيعهم على القواطع البلدية، وستستمر إلى نهاية الموسم الزراعي".
وبحسب مختصين فأن "العراق بحاجة إلى زراعة أكثر من 11 مليار شجرة، في وقت لا تصل مساحاته الخضراء الرسمية "الغابات" إلى نسبة 2 في المئة، فيما تبلغ المساحات المعرّضة للتدهور، بسبب زيادة التصحر وتجريف البساتين نحو 59 في المئة".
ويرى مختصون أن "إعادة إحياء وتأهيل الغابات وزراعة المساحات بهذه الأعداد من الأشجار خلال السنوات المقبلة يمكن أن يُعيد جزءاً من الهواء النقي إلى الأجواء العراقية، بعد تلوّثها بالنفايات الضارة من العوادم والمصانع وغيرها".
ويحتل العراق المرتبة الثانية بأكثر دول العالم تلوثاً، فيما جاءت العاصمة بغداد بالمرتبة 13 من بين المدن العالمية خلال عام 2022، وذلك وفق مسح عالمي سنوي أجرته شركة سويسرية لتصنيع أجهزة تنقية الهواء.
ويفقد العراق سنوياً 100 ألف دونم (الدونم 1000م مربع)، جراء التصحر، ثم إنَّ أزمة المياه تسببت بانخفاض الأراضي الزراعية إلى 50 في المئة وفق تصريحات رسمية.
حملات التشجير في العراق.. خطوة حيوية لمواجهة التحديات البيئية
نشر في: 2 أكتوبر, 2024: 12:16 ص