بسام عبد الرزاق
اقام بيت المدى بالتعاون مع معهد "غوته" الألماني، أمس الأول الجمعة، جلسة استذكار للفنان الموسيقار سامي نسيم، الذي فارق الحياة الأسبوع الماضي.
الباحث رفعت عبد الرزاق، ادار الجلسة وقال في مستهلها انه "قبل أيام رحل عنا الفنان الكبير سامي نسيم وهو من أشهر عازفي العود في تاريخ المشهد الموسيقي العراقي، ونكرس هذه الجلسة لإحياء وتأبين الفنان الراحل سامي نسيم".
وأضاف، ان "تاريخ الفن الموسيقي في العراق يفخر باسما كثيرة، منها من لفها النسيان والعقوق ومنها من بقيت في الذاكرة العراقية على مدى السنين، ولعل الأستاذ سامي نسيم كان في مقدمة اعلام الفن الموسيقي العراقي الذي نستذكره في كل وقت وكل مكان.
وأشار الى ان "الحفل الأخير الذي قدمه سامي نسيم كان في هذا المكان، عندما احتفلنا قبل أشهر بذكرى الفنان سلمان شكر، وقد جاء الأستاذ سامي نسيم وهو محملا بالمرض وقدم لنا الشيء الجميل والمبهر".
الناقد الموسيقي حيدر شاكر حيدر، ذكر ان هذه الجلسة تعتبر من الجلسات التاريخية لرمز من رموز العراق الموسيقية.
وأضاف انه "تعرفت على سامي نسيم في التسعينيات عندما كنا ندرس في قسم الموسيقى في الدراسة المسائية في معهد الفنون الجميلة، ونلتقي في غرفته المخصصة للدرس العملي وكان يحدثني عن نفسه وقد ذكر تلك اللحظات في كتابه".
وبين ان "طفولته في قرية أبو ذهب التي تقع على طريق التكية الرفاعية، ويقول انه كان يسمع صوت الدفوف من خلال الانشاد الديني والذي يعتبر ارثا كبيرا للموسيقى العراقية، واسمع بالجهة المقابلة صوت المطبج الذي يستخدمه الرعاة".
وتابع، ان "والده كان مزارعا وتطوع في الجيش العراقي وانتقلت العائلة الى قضاء الرفاعي، ودخل سامي للمدرسة وبدأ يتعلم، وفي مرة سأله المدرس عن امنياته المستقبلية فاخبره ان يريد ان يصبح فنانا"، مشيرا الى انه "في الرفاعي رأى آلة الكمان والاكورديون وأول آلة اعجب بها الكمان، وكان معلمه بالفطرة جاسم عليوي، وتخرج من الدراسة المتوسطة وقبل في معهد الفنون الجميلة عام 1980 في محافظة البصرة، ودرس على يد أساتذة كبار، وبعد 3 سنوات انتقل الى بغداد لإكمال دراسته الموسيقية".
ولفت الى انه "اكمل دراسته في بغداد وكان في تلك الفترة يبحث عن لقمة العيش فعمل مع الفنانين رياض احمد وفاضل عواد وغيرهم، بعدها تخرج من المعهد واستمر في العمل مع هذه الأسماء"، مبينا ان "الانتقالة المهمة في حياته حصلت عام 1990 من خلال الأستاذ جمال السماوي الذي قام بتعريفه على الموسيقار سالم عبد الكريم، وكان احد مدراء معهد الفنون الجميلة، وفي عام 1994 تم تعيينه في معهد الدراسات الموسيقية مع اساتذته، وكذلك لا ننسى دور منير بشير الذي اعجب به وساهم بدعمه".
وأشار الى انه "نهاية التسعينيات سافر الى القاهرة وقدم فيها معزوفات في دار الاوبرا بمصر، وخلال 30 سنة اغلب مؤلفاته تدخل للمستمع بدون تعقيد وذكر فيها كشاهده في حياته وكل ما نسمعه جميل في الحياة"، لافتا الى انه "طيب القلب ومؤدب ولا يعرف التكبر في حياته وباحث من الطراز الأول ونشرت بحوثه في نشرات مهمة".
من جهته قال سعد عبد الغفار العاني، ان "سامي نسيم هذا الاسم الذي ترك بصمة واضحة في تاريخ العزف العربي والعراقي وصولا الى العالمية، وعايشته في معهد الفنون الجميلة حين كنت رئيسا لقسم الموسيقى والانشاد، منذ عام 1994 ولغاية 2006، وكان رمزا للأخلاق العالية والنبل والنزاهة والرقي في ما قدم من اخلاص في تعليم طلبته وكانت النتيجة انه خرج رموزا رائعة، وبعض هذه الرموز حاضرة الان".
وأضاف انه، "في بداياته رأى المسميات الجميلة في مجال الفنون بشكلها العام وليس فقط الموسيقى، وهذا موضوع يضاف له بما هو جميل، كون مدينته لم تكن تحظى بالإرسال التلفزيوني، وكنا نرى التلفزيون الكويتي ونرى من خلاله الأفلام والاغاني، وهو لامس "الأصوات وتأثر بها، وتركت في مخيلته قضية استلهمها في مؤلفاته الموسيقية وكذلك في أدائه للاغاني".
وتابع، ان "سامي نسيم جمع بين المدارس الموسيقية وأبدع فيها، واي وصف بحقه قليل بسبب ما قدمه من مؤلفات واحتضانه للشباب وتكوين الفرق الموسيقية واهمها فرقة منير بشير التي جاب بها العديد من البلدان وقدم العديد من الحفلات، ومؤلفاته عكست خلجاته ومعاناته وصور طبيعة الوسط والجنوب وكذلك كردستان".
جل الراحل، اوس سامي نسيم حضر جلسة الاستذكار، وتحدث عن طلبة والده في الموسيقى ومن استمر معه في الفرقة، وأشار الى ان هناك نية لتأسيس فرقة باسم سامي نسيم، وكانت فترته الأخيرة مؤلمة بسبب المرض وكان يشعر ان البيت اشبه بسجن بسبب عدم امكانيته مغادرته.
وشارك في الجلسة بعض طلبة الراحل سامي نسيم، الفنانين محمد علي امام وجمال ناصر، وقدما مقطوعات موسيقية من مؤلفات الراحل في فواصل متنوعة بين الشهادات التي قيلت في الراحل.