متابعة / المدى
في تجربته السابعة بالتواجد في مهرجان "البندقية"، قدم المخرج الإيطالي جياني أميليو فيلمه الجديد "ساحة المعركة"، الفيلم الذي يعود بنا إلى الوراء لأكثر من قرن، وتحديداً خلال الحرب العالمية الأولى.
كان الفيلم من بين العروض التي حازت ردود فعل إيجابية ضمن أفلام المسابقة الرسمية للمهرجان في نسخته الجديدة.
يقول جياني أميليو إن فكرة تقديمه لفيلم عن الحرب دون وجود ساحة الحرب ومشاهدها أمر لم يزعجه لعدة أسباب، منها أن هذه الصور واللقطات أصبحت أموراً مكررة نشاهدها بشكل شبه يومي على الشاشات، ويمكن رصدها في القنوات الإخبارية بسهولة مما يحدث في غزة أو أوكرانيا، مشيراً إلى أنه فضل أن يكون فيلمه يركز بشكل أكبر على العواطف، مما يجعله أكثر قوة في إيصال رسالته.
تدور أحداث الفيلم عام 1918 خلال الأشهر الأخيرة من الحرب العالمية الأولى داخل مستشفى في إيطاليا يصل إليه الجنود الذين لا يرغب أغلبهم في العودة لاستكمال القتال، بل يصيبون أنفسهم عمداً.
يؤكد المخرج الإيطالي أن قراره بأن يكون الفيلم عن الحرب كان نابعاً من التزام أدبي وموقف أخلاقي، نظراً لرؤيته أن أفلام الحرب عادةً ما تتحول إلى مغامرات وتصبح نوعاً أدبياً على غرار الأفلام الغربية التي لطالما استغلت البشر وأغفلت التركيز عليهم. مشيراً إلى أن هناك العديد من الطرق للحديث عن الحرب، وواحدة من هذه الطرق ما شاهده في فيلم "إنقاذ الجندي ريان" الذي ركز فيه على البشر وإظهار معاناتهم، وليس مجرد استغلالهم وتحويلهم إلى مشاهد هنا أو هناك.