متابعة / المدى
شهدت تونس أدنى نسبة مشاركة في الانتخابات الرئاسية منذ ثورة 2011، حيث لم تتجاوز نسبة المصوتين 27.7% خلال الانتخابات التي جرت يوم أمس الأحد. المنافسة انحصرت بين الرئيس الحالي قيس سعيّد، النائب السابق زهير المغزاوي، ورجل الأعمال العياشي زمال، في ظل أجواء انتخابية اتسمت بالبرود السياسي وانعكاسات الوضع الاقتصادي المتدهور على المشهد العام.
وتعد هذه الانتخابات اختباراً للرئيس الحالي قيس سعيّد، الذي يواجه انتقادات واسعة بتهم "الانجراف السلطوي" واحتكار السلطات، بعد إقدامه على حل البرلمان وتعديل الدستور في الفترة ما بين 2021 و2022. ومع ذلك، لا يزال سعيّد يحتفظ بشعبية كبيرة بين التونسيين، حيث تمكن في انتخابات 2019 من الحصول على 73% من الأصوات في الجولة الثانية.
تركيبة الناخبين
مثّلت الفئة العمرية بين 36 و60 عاماً 65% من إجمالي المشاركين في الانتخابات، فيما لاحظت وكالات الأنباء المحلية والدولية أن غالبية المقترعين كانوا من كبار السن في العاصمة التونسية. مع تراجع الإقبال على مراكز الاقتراع في ساعات المساء، أُغلقت أكثر من 5,000 مركز في تمام السادسة مساء بالتوقيت المحلي بعد أن فتحت أبوابها منذ الثامنة صباحاً.
المتنافسون الرئيسيون
إلى جانب سعيّد (66 عاماً)، يتنافس في هذه الانتخابات النائب السابق زهير المغزاوي (59 عاماً)، ورجل الأعمال العياشي زمال (47 عاماً)، الذي يواجه اتهامات بتزوير تواقيع تزكياته الانتخابية. وأوضح رئيس الهيئة فاروق بوعسكر في مؤتمر صحافي أن نتائج الأصوات ستأخذ بعين الاعتبار الأحكام القضائية الصادرة ضد زمال.
انتقادات لسعيّد
تأتي هذه الانتخابات في ظل انتقادات لاذعة لسعيّد من قبل خصومه السياسيين ومنظمات المجتمع المدني. ويتهم المعارضون سعيّد بتوجيه طاقته نحو تصفية الحسابات مع خصومه، لا سيما حزب النهضة الإسلامي المحافظ، الذي هيمن على المشهد السياسي التونسي بعد الإطاحة بنظام بن علي في 2011.
وتدعو المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية والمحلية إلى وقف ما تسميه "الانجراف السلطوي" في البلاد، في ظل تزايد الرقابة على القضاء، التضييق على الصحافة، واعتقال ناشطين ونقابيين.
في خطابه الأخير قبل الانتخابات، حثّ سعيّد التونسيين على المشاركة بكثافة في التصويت، داعياً إلى "موعد مع التاريخ" وواصفاً العملية الانتخابية بأنها "عبور إلى بناء جديد".
ومع اختتام عمليات التصويت وبدء عمليات الفرز، تشير المؤشرات الأولية إلى احتمال تحقيق الرئيس سعيّد "فوزاً ساحقاً" رغم تدني نسب المشاركة.