ذي قار / حسين العامل
أعلنت الحكومة المحلية وقسم السياحة في محافظة ذي قار عن خطط ومشاريع جديدة تهدف إلى تطوير السياحة الأثرية والدينية والطبيعية في المحافظة، بالتزامن مع انطلاق الموسم السياحي الشتوي واستقبال مجاميع من الوفود السياحية والدينية عقب زيارة بابا الفاتيكان لمدينة أور الأثرية وبيت النبي إبراهيم قبل بضعة أعوام. وتشير إلى مشاريع وزارية ومحلية قيد التنفيذ وأخرى مستقبلية لتطوير البنى التحتية.
وتستقبل مناطق قضاء الجبايش، مركز الأهوار العراقية، مع انطلاق الموسم السياحي الشتوي، مجاميع من الوفود السياحية، رغم ما تواجهه من زحف قاسٍ للجفاف الذي طال مساحات واسعة من مسطحاتها المائية. فيما تستقبل مدينة أور الأثرية بين آونة وأخرى وفودًا ومجاميع من السياح المحليين والأجانب للاطلاع على المعالم الأثرية والحج إلى بيت النبي إبراهيم الخليل (ع).
وقال مدير قسم السياحة في ذي قار، أسعد حسين القره غولي، في تصريح إلى (المدى)، إن «إدارة المحافظة تتبنى حاليًا خطة لتطوير القطاع السياحي في المحافظة، تتضمن عددًا من المشاريع السياحية، من بينها المدينة السياحية في موقع السايفون بالناصرية، ومدينة أور السياحية، ومشروع آخر يتبناه صندوق إعمار ذي قار في قضاء الجبايش».
وعن خطة تطوير البنى التحتية للسياحة في مناطق الأهوار، قال مدير قسم السياحة في ذي قار إن «هيئة السياحة تتبنى مشروعًا لإنشاء قرية سياحية في مناطق أهوار الجبايش بمساحة 10 دونمات، ومن المقرر أن تشتمل على 40 شاليه»، وأوضح أن «مشروع القرية السياحية حاليًا في طور استكمال الموافقات الرسمية، ومن ثم المباشرة بعملية إنشاء القرية».
ويرى القره غولي أن «أي مشروع يدخل ضمن تأهيل وتطوير البنى التحتية من شأنه أن يسهم في تطوير القطاع السياحي في المحافظة، ولا سيما ما يتعلق منها بالأماكن الترفيهية والمرافق والمنشآت السياحية كالفنادق والمطاعم»، مشيرًا إلى أن «تنفيذ هذه المشاريع، سواء عبر القطاع العام أو الخاص، يصب في خدمة الحركة السياحية وإنعاش القطاع السياحي».
وأعرب مدير قسم السياحة في ذي قار عن أمله بأن يكون الموسم السياحي الحالي أفضل من الموسم السابق، داعيًا إلى رفد مناطق الأهوار بكميات من المياه المطلوبة لإنعاشها، مبينًا أن «الموسم السياحي الشتوي في محافظة ذي قار ينطلق في تشرين الأول وينتهي في نيسان».
ومن جانبه، أعلن معاون محافظ ذي قار لشؤون التخطيط الاستراتيجي، رزاق العلي، عن تقدم ملحوظ في إنشاء ثلاثة مشاريع سياحية وترفيهية ضمن الخطة الاستثمارية لرئاسة الوزراء.
وأوضح العلي، في تصريح إعلامي تابعته (المدى)، أن «المشروع الأول يتضمن إنشاء متنزه واسع بمساحة 250 دونمًا يقع عند المصب العام، ليكون متنفسًا لجميع السكان والزوار»، وأردف: «أما المشروع الثاني فيشمل إنشاء حديقة خاصة لاستقبال السياح الأجانب والسكان المحليين بمساحة 24 دونمًا، فضلًا عن إنشاء دار ضيافة مخصصة لاستقبال الوفود الرسمية المشاركة في الحج المسيحي».
ويرى العلي أن «المشاريع المذكورة تهدف إلى تحويل ذي قار إلى وجهة سياحية مميزة، عبر توفير بيئة جاذبة للسياح المحليين والأجانب».
وكانت إدارة محافظة ذي قار أعلنت (أواخر شباط 2023) عن إحراز تقدم في مراحل تطوير مدينة أور السياحية التي يجري تنفيذها على مساحة 400 دونم، وفيما أشارت إلى المباشرة بأعمال البنى الفوقية التي تتضمنها مشاريع المرحلة الثالثة من أعمال التطوير، أعربت عن رغبتها باستقطاب الاستثمارات الأجنبية لتنفيذ مشاريع السكن السياحي التي تدخل ضمن مشاريع المرحلة الرابعة.
وتجمع محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) ما بين السياحة الدينية والآثارية والطبيعية، لما تمتلكه من مواقع أثرية ودينية تقدر بأكثر من 1200 موقع أثري، أبرزها مدينة أور الأثرية ومقام النبي إبراهيم الخليل (ع)، فضلًا عن مناطق الأهوار التي تشكل خمس مساحة المحافظة والتي تواجه مخاطر الجفاف وتذبذب مناسيب المياه الناجمة عن أزمة المياه.
ووصل البابا فرنسيس إلى مطار الناصرية في السادس من آذار عام 2021، قادمًا من النجف التي التقى فيها سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني، وفور وصوله توجه إلى مدينة أور الأثرية وأقام هناك صلاة مشتركة وقداسًا دينيًا ورعى لقاء الأديان حضره عدد من أتباع الديانات الإسلامية والمسيحية والإيزيدية والصابئة المندائيين وغيرهم.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) وافقت في منتصف عام 2016 على ضم الأهوار والمناطق الآثارية فيها إلى لائحة التراث العالمي بعد تصويت جميع الأعضاء بالموافقة. وبموجب قرار منظمة اليونسكو، فإن الأهوار والمواقع الآثارية التي أدرجت على لائحة التراث العالمي هي أور، وإريدو، وهور الحمار، والحويزة، والأهوار الوسطى في ذي قار وميسان، والوركاء في المثنى، وهور الحمار الشرقي في البصرة.