بغداد / عامر مؤيد
في إطار الموسم المسرحي لعام 2024، عرضت مسرحية «تحولات الأحياء والأشياء» على خشبة المسرح الوطني، لتواصل بذلك سلسلة من الأعمال التي تعكس تطور المشهد المسرحي في العراق. المسرحية، التي ألفها الراحل قاسم محمد، قدمت رؤية فنية عميقة بتوقيع المخرج منعم سعيد، حيث جمعت بين السينوغرافيا الحديثة والتقنيات البصرية المتطورة، مع تركيز على الصراع الإنساني والتعايش.
رسالة العرض
تجسد المسرحية فكرة تحولات الأحياء، وهي رسالة أراد مخرج العمل منعم سعيد إيصالها، حيث يعرض كيف أن البشر يجدون صعوبة في التعايش مع بعضهم البعض في مختلف الظروف. عبر استخدام مجموعة من الدمى الافتراضية التي تتحول إلى بشر على خشبة المسرح، يحاكي العمل كيف أن هذه الدمى تجد نفسها غير قادرة على التأقلم مع عالم البشر، لتختار العودة إلى عالمها الافتراضي. إشارة رمزية إلى أن الخلافات وعدم التعايش بين البشر قديمة قدم التاريخ.
أسلوب بصري حديث
«تحولات الأحياء والأشياء» قدمت للمشاهدين تجربة بصرية مميزة، حيث اعتمد المخرج على استخدام تقنيات حديثة في العرض بأسلوب مستوحى من الفن الآسيوي المعاصر. شارك في العرض مجموعة من الممثلين الشباب الذين اعتمدوا بشكل كبير على تقنية الجسد للتعبير عن التحولات والانتقالات التي شهدها العرض.
وفي نهاية العرض، قدم الفنان حاتم عودة باقة من الورود لكادر العمل، تقديراً لجهودهم الكبيرة في تقديم هذا العمل المسرحي المميز.
جلسة حوارية ثرية
عقب العرض، عقدت جلسة حوارية أدارها الفنان حاتم عودة، مدير قسم المسارح، والناقد الفكري والفني د. سعد عزيز عبد الصاحب. تضمنت الجلسة مناقشة الأفكار والتساؤلات التي طرحها مخرج العمل، خاصة في ما يتعلق بالفن الصامت، وهو التخصص الذي تميز به المخرج. كما تطرقت الجلسة إلى الجزء الثاني من المتوالية التي كتبها الراحل قاسم محمد.
فريق العمل
العمل المسرحي تميز بتكامل فريقه، الذي شمل كلاً من:
تأليف: الراحل قاسم محمد
سينوغرافيا وإخراج: منعم سعيد
مساعد مخرج: د. إيمان فارس
إشراف فني: حاتم عودة
دراماتورج: زيدون داخل
مدير المسرح: محمد خليل
تصميم: ندى طالب
إشراف عام: د. جبار جودي
مسرحية «تحولات الأحياء والأشياء» تأتي كإضافة جديدة للمشهد المسرحي العراقي، مؤكدة على أهمية الفنون البصرية والتقنيات الحديثة في إيصال رسائل فكرية عميقة للمجتمع.