متابعة/المدى

تشير تقارير حديثة إلى احتمالية انتشار مزارع غير قانونية للنباتات المخدرة في بعض المحافظات العراقية، ما يثير مخاوف كبيرة بشأن تزايد ظاهرة زراعة المواد المحظورة في البلاد.
وتأتي هذه المخاوف في ظل الوضع الأمني الهش الذي يشهده العراق، الذي قد يكون ساعد على نمو هذه الأنشطة غير القانونية في مناطق نائية بعيدة عن أعين السلطات.
ويرى متخصصون أن هذه الظاهرة قد تشكل تهديداً للأمن الاجتماعي والاقتصادي، حيث تسهم في زيادة نسبة تعاطي المخدرات وتجارة المخدرات داخل وخارج العراق. هذا، وقد دعت الجهات المعنية إلى تكثيف الجهود لمكافحة هذه الأنشطة والتصدي لها من خلال تعزيز المراقبة وتفعيل الإجراءات القانونية المناسبة بحق المتورطين.
وأعلن جهاز الأمن الوطني مؤخراً، ضبط 6 مزارع لنبات الداتورا المخدر وإتلافها موقعياً في محافظتي بغداد وديالى.
وذكر الجهاز في بيان تلقته (المدى)، أن "مفارزه في محافظتي بغداد وديالى تمكنت استنادًا إلى معلومات استخبارية مؤكدة وبعد متابعة ميدانية حثيثة من ضبط (6) مزارع للنباتات المخدرة".
وأضافت أن "هذه المتابعات أسفرت عن تنفيذ عمليات دهم وفق مذكرات قبض أصولية في مناطق المدائن وألبو عيثة وبلدروز التي على إثرها ضُبِطت (2305) نباتات".
وأكد الجهاز أنه "أُتْلِفت النباتات موقعياً بالتعاون مع شُعَب زراعة الدورة والمدائن وبلدروز".
وفي وقتٍ سابق، كشفت وزارة الداخلية، عن حقيقة زراعة وصناعة المخدرات في العراق.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية العميد، مقداد الموسوي، إن "عملية التمشيط والتدقيق التي استمرت لأشهر طويلة توصلت إلى عدم وجود أية عمليات زراعة أو تصنيع للمخدرات في العراق وما موجود هو مخدرات مهربة من دول عدة وبعضها قديم"، نافيا "ما يتردد بين فترة وأخرى عن وجود زراعة لبعض النباتات المخدرة في البلاد".
وأكمل: "خطر المخدرات تقلص بنسب كبيرة، بسبب جهود استثنائية لتشكيلات وزارة الداخلية ونشاطها في تعقب العصابات والخلايا"، لافتا إلى ان "قراءة موضوعية لحجم الكميات التي ضبطت التي يجري إتلافها بين فترة وأخرى تظهر حجم الجهود الكبيرة التي تبذل من أجل تحصين المجتمع من آفة خطيرة".
إلى ذلك، قال مدير إعلام المديرية العامة لمكافحة المخدرات حسين التميمي، إن "المديرية العامة للمخدرات والمؤثرات العقلية في وزارة الداخلية عملت بجهد استخباري كبير خلال عامي 2023 و2024".
وأضاف، أنه "أُلْقِي القبض على ما يقارب 10.000 متهم بجريمة المخدرات، فيما صدرت الأحكام القضائية بحق ما يقارب 5.500 منهم منذ مطلع العام الحالي"، مشيرا إلى، "تفكيك شبكات دولية عبر تبادل المعلومات وتكوين قاعدة بيانات بعمل دولي مشترك".
وفي عام 2008، كشف تقرير لصحيفة الاندبندنت عن وجود مزارع للخشخاش الذي يصنع منه الهيروين في العراق ولا سيما في محافظتي ديالى والديوانية، وفي 2016 أعلنت قوات إقليم كردستان عن ضبط مزرعة للمخدرات يديرها 8 أشخاص أجانب.