خاص/المدى
تتزايد الدعوات والنداءات للسلطات العراقية من أجل تسريع عملية عودة المواطنين العراقيين من مخيم الهول في سوريا، الذي يضم آلاف النازحين من عائلات عناصر تنظيم داعش.
وتشكل عودة العراقيين إلى بلادهم خطوة حيوية في إطار تعزيز الاستقرار في المنطقة، إذ أن التعامل مع هذه الأوضاع الإنسانية يعد جزءًا من جهود الحكومة العراقية لإعادة تأهيل العائدين وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم، ثم أنَّ استعادة هؤلاء المواطنين تسهم في تفكيك الشبكات المتطرفة، وتعزيز الأمن الداخلي للعراق، مما يساعد على بناء مجتمع أكثر تماسكًا وتعاونًا.
وقال الناشط في مجال حقوق الإنسان، أحمد الكربولي، خلال حديث لـ (المدى)، إن «مخيم الهول في سوريا يعد واحداً من أكثر الأماكن تعقيداً في المنطقة، حيث يضم عشرات الآلاف من النازحين والمحتجزين، بمن فيهم عراقيون وأفراد من عائلات يشتبه في انتمائهم لتنظيم داعش»، مشيراً إلى «ضرورة عودة العراقيين من المخيم لأسباب إنسانية وأمنية».
وأكد، أن «الظروف في المخيم صعبة جداً، مع نقص في الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والمياه النظيفة، مما يعرض حياة المحتجزين هناك، ولا سيما الأطفال، للخطر».
أما من الناحية الأمنية، فـ «وجود هؤلاء الأفراد في المخيم قد يشكل تحديات أمنية على المدى الطويل، إذ أن المخيم يعد بيئة خصبة للتطرف إذا لم تتم معالجة وضعهم».
وطالب الكربولي، «الحكومة العراقية والمنظمات الدولية بتكثيف الجهود لإعادة هؤلاء الأشخاص إلى العراق، حيث يمكن أن تتم إعادتهم على نحو منظم مع برامج إعادة تأهيل اجتماعية ونفسية تهدف إلى إعادة دمجهم في المجتمع».
ومن المقرر أن يعيد العراق العشرات من مواطنيه الذين يعيشون في مخيم الهول شرق مدينة الحسكة السورية.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، علي عباس، في تصريحات صحافية، وتابعتها (المدى)، إنه «من المتوقع إعادة نحو 700 عراقي خلال اليومين المقبلين».
وأضاف أن «نحو 10 آلاف عراقي أعيدوا من مخيم الهول حتى الآن، ولا يزال 18 ألفاً آخرين في المخيم».
ويقع مخيم الهول في محافظة الحسكة بروجآفا، وهو يخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ومعظم الذين يوجدون في المخيم هم من نساء وأطفال مقاتلي داعش.
ويتم نقل العائلات العراقية التي تعود من مخيم الهول إلى مخيم الجدعة في محافظة نينوى، الذي خصص لإعادة تأهيل عوائل وأقارب مقاتلي داعش الذين عادوا من مخيم الهول، لإعادتهم بعد ذلك إلى مناطقهم الأصلية في المحافظات العراقية.
وبحسب الأمم المتحدة، يوجد نحو 42 ألف شخص من دول مختلفة في مخيم الهول الذي يعتبر أكبر مخيم يضم عوائل مقاتلي تنظيم داعش.
«ضرورة ملحة».. عودة العراقيين من مخيم الهول لتعزيز الأمن واستعادة الهوية
نشر في: 10 أكتوبر, 2024: 12:38 ص