TOP

جريدة المدى > اخبار وتقارير > تلوث هواء بغداد: رائحة الكبريت تهدد صحة الملايين وسط غياب التحرك الحكومي!

تلوث هواء بغداد: رائحة الكبريت تهدد صحة الملايين وسط غياب التحرك الحكومي!

نشر في: 11 أكتوبر, 2024: 03:26 م

خاص/المدى
تشهد بغداد تفاقمًا خطيرًا في مشكلة تلوث الهواء، حيث تنتشر رائحة الكبريت بشكل متكرر، مما يثير المخاوف حول تأثيرها على الصحة العامة.

مصادر التلوث تشمل الانبعاثات الصناعية، عوادم السيارات، واحتراق النفايات، وسط غياب واضح للإجراءات الحكومية لمعالجة هذه الكارثة البيئية.

والخبراء يحذرون من عواقب صحية وخيمة إذا استمر الوضع على حاله دون تدخل فعّال.

وقال المختص البيئي، عبدالخالق رؤوف، خلال حديث لـ(المدى)، إن "الوضع البيئي في بغداد أصبح مصدر قلق متزايد في السنوات الأخيرة، وخاصة فيما يتعلق بتلوث الهواء، وتُعد بغداد واحدة من أكثر المدن تعرضًا للتلوث في العراق، حيث تنتشر بشكل متزايد رائحة الكبريت في الأجواء، خاصة في مناطق محددة، مما يثير مخاوف حول مصادر هذا التلوث وتداعياته على الصحة العامة والبيئة".

ووفقًا للمختص البيئي، فإن هناك عدة مصادر رئيسية للتلوث في بغداد منها: "المصانع القريبة من المناطق السكنية، والتي تعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري، تعتبر مصدرًا رئيسيًا لانبعاث الغازات الملوثة مثل ثاني أكسيد الكبريت (SO₂) وأكاسيد النيتروجين (NOx)، وعدم وجود رقابة صارمة على هذه المصانع يجعل الانبعاثات تزداد دون رقابة حقيقية".

وأوضح، أن "معظم محطات توليد الطاقة في العراق تعتمد على الوقود الثقيل، الذي يحتوي على نسبة عالية من الكبريت، وعند احتراقه ينتج كميات كبيرة من الغازات الملوثة مثل ثاني أكسيد الكبريت، الذي يتسبب في تلوث الهواء بشكل كبير".

وبين، أن "بغداد تشهد ازدحامات مرورية كثيفة يوميًا، ومعظم السيارات المستخدمة قديمة وتفتقر إلى تقنيات الحد من الانبعاثات، وهذه العوادم تعتبر من المصادر الرئيسية لتلوث الهواء في المدينة، إذ تطلق كميات كبيرة من أول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين والجسيمات الدقيقة، التي تؤثر بشكل كبير على جودة الهواء".

وأكد رؤوف، أنه "في غياب نظام فعال لإدارة النفايات، يتم في كثير من الأحيان حرق النفايات في العراء، مما يؤدي إلى إطلاق مواد كيميائية سامة مثل الديوكسينات والفيورانات، إلى جانب الكبريتات والملوثات العضوية".

وأكمل، أن "انتشار رائحة الكبريت بشكل دوري في بغداد هو مؤشر خطير على وجود انبعاثات عالية من مركبات الكبريت في الجو، ثاني أكسيد الكبريت، الذي يُعتبر من الغازات الرئيسية المنبعثة من احتراق الوقود الذي يحتوي على الكبريت، يمكن أن يؤدي إلى تشكيل أمطار حمضية عند تفاعله مع بخار الماء في الجو، وهذه الأمطار تلحق أضرارًا بالنباتات والمباني والبنية التحتية، وتؤثر سلبًا على الصحة العامة"..

وأشار المختص البيئي إلى أن "التعرض المستمر لتلوث الهواء، خاصة ثاني أكسيد الكبريت والملوثات الأخرى، يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل: "يمكن أن يتسبب استنشاق الهواء الملوث في تفاقم حالات الربو، والتهاب الشعب الهوائية المزمن، وتهيج الحلق والرئتين"، مشيراً إلى "التعرض الطويل الأمد للهواء الملوث يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، خاصة بين الفئات العمرية الكبيرة والمصابين بأمراض مزمنة".

ورغم تفاقم الوضع، انتقد المختص، غياب التحرك الحكومي الجدي لمعالجة هذه المشكلة، مؤكداً أنه "لا توجد برامج فعالة لرصد مستويات التلوث في الهواء أو لتنظيم الانبعاثات من الصناعات ومحطات الطاقة، كذلك، لا يتم تشجيع استخدام السيارات الصديقة للبيئة، مثل السيارات الكهربائية أو التي تعمل بالغاز الطبيعي، ولم تتخذ الحكومة أي خطوات جادة لإنشاء بنية تحتية حديثة للتعامل مع النفايات بشكل مستدام".

وتابع المختص أن "الحلول موجودة، لكنها تتطلب إرادة سياسية واستثمارات كبيرة في التكنولوجيا النظيفة، وتنفيذ قوانين بيئية صارمة لضمان سلامة البيئة وصحة السكان".

وانتقد نشطاء البيئة في بغداد ما وصفوه بـ”البرود الحكومي” في التعامل مع مشكلة تلوث الهواء التي تزداد سوءًا، خاصة مع انتشار رائحة الكبريت بشكل متكرر. وأكدوا أن السلطات لم تتخذ أي خطوات جادة لمعالجة هذا الخطر الذي يهدد صحة الملايين، رغم التحذيرات المتكررة من الخبراء حول العواقب الصحية الوخيمة.

وشدد النشطاء على ضرورة التحرك السريع لتطبيق إجراءات صارمة للحد من الانبعاثات وتنظيم النشاطات الصناعية، محذرين من أن استمرار الإهمال سيؤدي إلى تفاقم الوضع البيئي والصحي في العاصمة بغداد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بغداد تسير على "خيط رفيع".. وارتياح من "رسائل عراقجي" رغم التصعيد

الزواج خارج المحاكم.. وسيلة لإخفاء الزيجات المتعددة!

غبار المشاريع المتعثرة يغطي آمال التنمية في صلاح الدين!

فنلندا تعلن إنهاء مهمتها العسكرية في العراق نهاية العام

أزمة الجفاف في ميسان تهدد بيئة المدارس وصحة التلاميذ

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

أخطار تحويل بحر النجف إلى صحراء.. تهديد للتنوع البيئي!

أخطار تحويل بحر النجف إلى صحراء.. تهديد للتنوع البيئي!

خاص/المدىتعدّ منطقة بحر النجف واحدة من المناطق البيئية الهامة في العراق، فهي تحوي على تنوع بيولوجي نادر وتاريخ غني بالأهمية الثقافية والدينية. ومع ذلك، تواجه المنطقة تحديًا بيئيًا خطيرًا يتمثل في محاولات تحويلها إلى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram