TOP

جريدة المدى > عام > هان كانغ صوت النساء والحقيقة وقوة الأدب

هان كانغ صوت النساء والحقيقة وقوة الأدب

نشر في: 13 أكتوبر, 2024: 12:02 ص

ترجمة نجاح الجبيلي
بمناسبة فوز الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ بجائزة نوبل للأدب عام 2024 كتبت المحررة الثقافية إيلا كريمر تقريراً عن الكاتبة وأدبها:
مُنِحت جائزة نوبل للأدب للكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ (مواليد 1970). وقالت لجنة نوبل أنّ"نثرها الشعري يمتاز بالكثافة إذ يواجه الصدمات التاريخية ويكشف هشاشة الحياة البشرية». ومن أهم مؤلفاتها:"النباتية»،"الكتاب الأبيض»،"أفعال إنسانية"،"دروس إغريقية».
وقال ماتس مالم، السكرتير الدائم للأكاديمية السويدية، بعد إعلان الفائزة:" تحدثت مع هان كانغ عبر الهاتف. كان يومها عادياً على ما يبدو إذ أنهت للتو العشاء مع ابنها. لم تكن مستعدة حقاً لتلقي الخبر، ولكننا بدأنا مناقشة مراسيم الاحتفال في شهر كانون الأول حين يتم منحها الجائزة"..
وقالت هان في مقابلة هاتفية مع الأكاديمية السويدية: "أنا جدّ مندهشة ويشرفني هذا التكريم تماماً. لقد نشأتُ مع الأدب الكوري، الذي أشعر أنني جدّ قريبة منه. لذا آمل أن يكون هذا الخبر مما يفرح قراء الأدب الكوري وأصدقائي والكتّاب".
ووفقا لتقارير إخبارية كورية، فقد تم إغلاق بعض المكتبات عبر الإنترنت بسبب ازدياد الطلب على مؤلفات الكاتبة في أعقاب الإعلان، وتم إيقاف العديد من جلسات الاستماع الحكومية مؤقتاً مع ابتهاج المسؤولين بالفوز. وفي بيان، هنأ الرئيس الكوري يون سوك يول هان قائلا: "لقد حوّلتِ الجروح المؤلمة لتاريخنا الحديث إلى أدب عظيم. أرسل لك تقديري لرفع سمعة الأدب الكوري."
استكشفت روايات هان وقصصها القصيرة ومقالاتها بشكل مختلف الثيمات مثل النظام الأبوي والعنف والحزن والإنسانية. وقد فازت روايتها "النباتية" الصادرة عام 2007، والتي ترجمتها إلى الإنجليزية عام 2015 ديبورا سميث، بجائزة البوكر العالمية عام 2016.
وتُعدُّ هان أول كاتبة كورية جنوبية والمرأة الثامنة عشرة التي تفوز بالجائزة. وقال أندرس أولسون، رئيس لجنة جائزة نوبل، إن "تعاطفها مع حياة المستضعفين، ومعظمهم من النساء، واضح، ويعززه نثرها الغني بالمجازات. فهي لديها وعي فريد بالروابط بين الجسد والروح، والأحياء والأموات، وبأسلوب شعري وتجريبي أصبحَ مبتكراً في النثر المعاصر."
وقالت الروائية ديبورا ليفي: "لقد عرفتُ منذ زمن طويل أن هان كانغ هي إحدى أكثر الكاتبات عمقاً ومهارة اللاتي يعملن على منصة الأدب العالمي المعاصر. أحسنتِ، عزيزتي هان كانغ، أنا جدّ سعيدة لأنكِ حصلتِ على جائزة نوبل لعام 2024".
وقال الروائي ماكس بورتر، الذي قام بتحرير ترجمة سميث لكتاب "النباتية" إنّ هان "صوت حيوي يتمتع بإنسانية غير عادية. مؤلفاتها هي هدايا لنا جميعا. أشعر بسعادة غامرة لأنه جرى الاعتراف بها من قبل لجنة نوبل. سوف يكتشف القراء الجدد عملها المدهش ويتأثرون به".
ولدت هان في غوانغجو، وهي مدينة تقع في جنوب غرب كوريا الجنوبية، في عام 1970. وعندما كانت في العاشرة من عمرها، انتقلت عائلتها إلى حي سويو دونغ في سيول. درست الأدب الكوري في جامعة يونسي بالعاصمة.
في عام 1993، ظهرت هان لأول مرة في الأدب بسلسلة من خمس قصائد نُشرت في المجلة الكورية "الأدب والمجتمع". في العام التالي فازت في مسابقة سيول شينمون الأدبية بقصة بعنوان "المرسى الأحمر".
نُشرت مجموعتها القصصية الأولى بعنوان "حب يوسو" في عام 1995. وفي عام 1998 شاركت في برنامج الكتابة العالمي بجامعة أيوا لمدة ثلاثة أشهر، بدعم من مجلس الفنون الكوري.
وكانت رواية "النباتية" أول رواية لها تُترجم إلى اللغة الإنجليزية. على الرغم من الانتقادات التي تعرضت لها الترجمة، إلا أنها فازت بجائزة البوكر العالمية وساعدت في كسب قراء هان في جميع أنحاء العالم.
كتب الكاتب بويد تونكين، الذي ترأس لجنة تحكيم جائزة البوكر الدولية لعام 2016، في منشور على موقع "أكس" أنه قبل ثماني سنوات، "سخر البعض في وسائل الإعلام من اختيارنا لكورية مجهولة. لكن القراء أحبوها. الآن، سيكتشف الكثيرون رؤيتها وصوتها الفريدين".
تدور روايتها الصادرة عام 2014، بعنوان "أعمال إنسانية"، حول مذبحة غوانغجو في مايو/أيار 1980، حين قام الجيش بقمع الانتفاضة بوحشية. "تتناول الرواية مذبحة غوانغجو وتعيد سردها من خلال المعاناة في هذا الحدث التاريخي وتأثيره على الحياة اليومية وأجساد الضحايا والشهود والناجين، واستكشاف ذلك من وجهة نظر ستة أشخاص تأثروا بشكل مباشر وغير مباشر بهذا الحدث.
سيتم نشر رواية هان الأخيرة، "نحن لا نفترق"، باللغة الإنجليزية في عام 2025، بترجمة إي ياوون وبيج أنيا موريس. تتناول القصة كاتبة تكتشف تأثير انتفاضة جيجو 1948-1949 على عائلة صديقتها. وقد فازت الترجمة الفرنسية للرواية بجائزة Médicis Étranger لعام 2023.
وقال سايمون بروسر، مدير النشر في دار نشر"هاميش هاميلتون»، في المملكة المتحدة:"يا لها من لحظة رائعة بالنسبة لهان كانغ ولكل من يحب مؤلفاتها. ففي كتابتها ذات الجمال والوضوح الرائعين، تواجه بلا تردد السؤال المؤلم حول ما يعنيه أن تكون إنساناً، و أن تكون من نوع قادر في الوقت نفسه على ارتكاب أفعال القسوة وأعمال العطف. إنها ترى وتفكر وتشعر بأنها لا تشبه أي كاتب آخر».
تُعد هان"أحد أعظم الكتاب الأحياء»، وفقًا للروائي إيمير ماكبرايد."إنها صوت النساء والحقيقة، وقبل كل شيء، صوت قوة الأدب. و فوزها مستحق تماماً.»

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بغداد تسير على "خيط رفيع".. وارتياح من "رسائل عراقجي" رغم التصعيد

الزواج خارج المحاكم.. وسيلة لإخفاء الزيجات المتعددة!

غبار المشاريع المتعثرة يغطي آمال التنمية في صلاح الدين!

فنلندا تعلن إنهاء مهمتها العسكرية في العراق نهاية العام

أزمة الجفاف في ميسان تهدد بيئة المدارس وصحة التلاميذ

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

روائيون ونقاد: رواية التاريخ تراهن على المعيش ومحكي التاريخ على فرضية أن المصادر التاريخية مصادر سردية

هان كانغ صوت النساء والحقيقة وقوة الأدب

بسبب الحروب " هان كانغ " ترفض الاحتفال بجائزة نوبل

العمل الدؤوب والمثابر في سيرة جان لوك غودار..

قبل فوزها بجائزة نوبل "هان كانغ" كانت في القائمة السوداء

مقالات ذات صلة

هل يمكنُ أن يخلو عالمُنا حقاً من الصراع العنيف؟
عام

هل يمكنُ أن يخلو عالمُنا حقاً من الصراع العنيف؟

جَسْتِنْ وِلبي*ترجمة: لطفية الدليمي في خضمّ جحيم الحرب العالمية الثانية وجد الملازم الالماني كورت روبر -الذي عمل قسّاً وطبيباً في الجيش الالماني الذي يقاتل في ستالينغراد السوفييتية- نفسه وهو يرسمُ لوحة سيّدة، ثمّ بعد...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram