TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت المدى يستذكر الفنان المسرحي الكبير سامي عبد الحميد

بيت المدى يستذكر الفنان المسرحي الكبير سامي عبد الحميد

في الذكرى السنوية الخامسة لرحيله

نشر في: 13 أكتوبر, 2024: 12:25 ص

 بسام عبد الرزاق

اقام بيت المدى في شارع المتنبي، أمس الأول الجمعة، جلسة بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لرحيل الفنان الكبير سامي عبد الحميد، قدمت فيها العديد من المداخلات النوعية عن تجربة الراحل المسرحية وحضوره الأكاديمي النوعي.

مقدم الجلسة د. سعد عزيز عبد الصاحب، قال انه "تعلمت منه اختصار المسافات والنوم في الفلوات واللا مبالاة حين ينكرك الادعياء، انه الفنان الكبير الراحل شيخ المجربين العراقيين سامي عبد الحميد، دكتورا واستاذا ومخرجا وأكاديميا وباحثا".
وأضاف، انه "نستذكر اليوم مآثره ومناقبه المسرحية والبحثية العلمية، لمرور 5 سنوات على رحيله، وهو من مواليد 1927 ودرس المسرح في إنكلترا وامريكا وجاء بشهادات عليا من هذين البلدين، وله اسهامات وافرة وجليلة في المسرح العراقي وله أكثر من 20 مؤلفا مسرحيا من ضمنها "مئة عام من المسرح العراقي" و"المسرح العراقي بين التجريب والتجديد" والكثير من المؤلفات الواقعية في المسرح العراقي".
وأوضح، ان "له أيضا العديد من المسرحيات التي اخرجها منها "النسر له رأسان" و"الثريات الزجاجية" ومرورا بمسرحياته العديدة التي اخرجها لفرقة المسرح الفني الحديث والفرقة القومية للتمثيل"، مشيرا الى ان "من مآثره الفنية كممثل مسرحي مهم جدا على صعيد الادائية التمثيلية، فقد فاق التوقعات وفاق الكثير من أبناء جيله على صعيد الأداء وحاز الجوائز والتكريمات العديدة في مهرجان قرطاج الدولي ومهرجان القاهرة ودمشق والدار البيضاء والجزاء، وفي مهرجانات عديدة شارك فيها".
من جانبه قال نقيب الفنانين السابق، د. صباح المندلاوي، انه "نشعر بالحزن العميق ان هناك عددا من الرواد الافذاذ الكبار الذين قدموا الكثير للمسرح العراقي، مع الأسف ان المؤسسات الفنية في ذكرى رحيلهم لا تستذكرهم، بدءا من معهد الفنون الى الاكاديمية ووزارة الثقافة، فهؤلاء قدموا الكثير ويستحقون كل معاني الاحتفاء الاصيلة بتجربتهم".
وبين انه "معرفتي بالأستاذ الراحل سامي عبد الحميد تمتد الى خريف عام 1968 حين تقدمت الى كلية الفنون الجميلة، وكانت لجنة الاختبار تضم كل من الأستاذ إبراهيم جلال والأستاذ جعفر علي والأستاذ سامي عبد الحميد والأستاذ اسعد عبد الرزاق، وسألني الأستاذ سامي بعض الأسئلة ومن ثم ناولني قصاصة ورق وقال لي اقرأ وكان يريد التأكد من إمكانية في الالقاء والصوت واللغة، وتأدية مخارج الحروف، ولاحظت الارتياح على ملامحه، وتولى تدريسنا فيما بعد لأربع سنوات".
ولفت الى انه "عندما أنجزت كتابي "مسرحيون راحلون" المسودة النهائية فضلت ان يكتب التقديم الأستاذ سامي، فأعطيته المسودة وكتب المقدمة خلال يومين، وانا اتباهى بهذه الكتابة عن الكتاب".
بدوره ذكر عميد كلية الفنون السابق، د. عقيل مهدي، ان "الأستاذ سامي عبد الحميد يتمتع بمعرفة تنظيرية كبيرة وممارسة إبداعية متفردة اخراجيا وبشكل أكاديمي ويتواصل مع تجارب أوروبية من إنكلترا وتفاعل مع خريجي المانيا وروسيا ودول اشتراكية أخرى ".
وأضاف، انه "حفز الرواد ومنهم سامي عبد الحميد، على التفرد في تجديد الرؤى والمنهج التجريبي بأبعاد تقدمية وحداثة جريئة تتناسب مع مبتكرات المسرح العالمي حينذاك، وكان يجد احيانا بالمقامات بديلا عن المسرح، ولديه وجهة نظر بان المقامة احداثها قليلة وغير معقدة قياسا بالمسرحية وغير متصاعدة وازماتها غير متوترة وافعال شخوصها ببعد واحد وليس فيها وحدة مكان وزمان".
وأشار الى انه "يمتلك نبلا كبيرا وتوعية تربوية كبيرة، واخرج لاحد طلبته مسرحية "الرحلة الأخيرة للسندباد"، وكان أستاذ كبير ويقدم اعمال لطلبته".
د. صالح الصحن، أشار الى ان "هذا التقليد الذي تسجله مؤسسة المدى هو المتنفس الثقافي والتصميم المعرفي والاستذكار الفكري والجمالي لشخصيات البلد واثاره وواقعه الثقافي"، لافتا الى ان "المعروف عنا اننا لا نجيد فن التوثيق ابدا، وليس لدينا برنامجا تقنيا الكترونيا معروفا بالتوثيق، لذلك تتهدد المعلومات والاثار والأفكار والوثائق بخيارات لا نعرفها، بسبب عدم التوثيق، وطرحت مشروع معين انه كيف نجعل من مقتنيات سامي عبد الحميد متحف ثقافي، وانا اكرر هذه الدعوة واطرح الى مؤسسة المدى ان تتبنى انشاء متحف للأستاذ الراحل".
ونوه الى انه "في تواصلي الشخصي مع الراحل وأجريت معه لقاءين على مدى اكثر من سنة، واحدى الاستضافات اسميتها (خمسين سؤال الى سامي عبد الحميد) وكشفنا الغبار عن المعلومات المسربة والغامضة وغير الدقيقة، ومن هذا انا اطرح على المدى ان تتبنى هذا المتحف، واعرف ان الراحل يمتلك وثائق كثيرة من علاقاته الكثيرة مع رجالات المسرح العالمي، وكذلك لديه الكثير من النصوص المحلية والعربية والمترجمة، وقرأ الكثير من نصوص الاخرين وابدى ملاحظاته، ولديه اشرطة مختلفة الاجناس ولديه وقائع ووثائق اعتقد ان الأجيال الثقافية يجب ان تطلع عليها".
د. زهير البياتي، ذكر ان "الفنان الراحل سامي عبد الحميد أحد الفنانين الكبار الذين ارسوا قواعد مهمة وراسخة لمسرح عراقي يعتمد الأسس العلمية وكل ما هو جديد تابع للمسرح عالميا وعربيا ومحليا".
وأوضح انه "عندما اعتلى المسرح لأول مرة في سامراء وأنهى العرض وسمع التصفيق قال انه استولى عليّ المسرح وها انا ذا صريع هذا الفن الراقي، وعندما انتقل الى الديوانية واعتلى المسرح مرة أخرى، وكان المخرج سلام عادل، أكد ان القراء اخذت من حياته الجزء الكثير والمسرح سيأخذ بقية حياته، وهذا ما حدث للراحل سامي عبد الحميد".
وبين انه "امتاز بكونه مخرج انتقائي، أي انه يختار النص المعين، ومن ثم يجد الأسلوب الاخراجي الذي يتلاءم مع هذا النص، وكذلك الميزة الأخرى انه فنان تجريبي واخرج اكثر من عمل وابدع فيه، وكذلك اعتماده على الطاقم الشبابي الطلابي، ومعظم مسرحياته اعتمدت على الطلاب، وذكر ان الطالب يستجيب لملاحظاته ومرن اكثر من بقية الممثلين كبار السن"، مبينا ان "الراحل من الفنانين الذين لن يتكرروا ويشرفني انني عملت معه في مسرحية "الزيارة" ومسرحية "عطيل في المطبخ"، وكذلك يشرفني ان أطروحة الدكتوراه عن الدكتور عقيل مهدي وكان الراحل هو من أشرف عليها.
الموثق والببليوغرافي بشار طعمه، ذكر انه "في 31/11/1959 كان اول نشاط للسينما بعنوان مصلحة السينما والمسرح وتم تعيين الأستاذ يوسف العاني مدير عام هذه المؤسسة، وكان اول مدير لقسم المسرح كان الراحل سامي عبد الحميد، واخرج عام 1966 اول مسرحية ولم تكن هناك فرقة قومية للتمثيل، وانما يتم التعاقد مع ممثلين لتقديم العمل وكان (تاجر البندقية) وكذلك في نفس العام اخرج مسرحية (انتغونا) وثم بعدها مسرحية (الحيوانات الزجاجية) و(النسر له رأسان)، وهذه المسرحيات بدأت بتكوين الفرقة القومية للتمثيل".
وتابع، ان "الأستاذ الراحل سامي عبد الحميد غادر السينما والمسرح في عام 1967 وذهب للتدريس في كلية الفنون الجميلة، والراحل مثل 27 مسرحية واخرج 15 مسرحية للفرقة القومية و15 مسرحية لفرقة الفن الحديث".
في ختام الجلسة، قال الأستاذ كافي لازم، انه "عندما تقدمت الى اكاديمية الفنون الجميلة عام 1971 كنت خائفا جدا وكانوا بحاجة الى 15 موهوبين من أصل 310 من المتقدمين، وكنت يائسا، والاختبار كان عصيبا وقدمت توليفة لمسرحية (انشودة انغولا) وفيها عدة شخصيات بحيث مثلت جميع الشخصيات بدقائق، ولاحظت الرضا على وجوه اللجنة".
وأكمل انه "كنت ملتزما بشكل مبالغ فيه واحضر الى الكلية اول واحد، وكنت أرى الأستاذ سامي عبد الحميد يرتدي التراكسوت ويركض في الكلية وكان يلعب مع الطلبة المنضدة وحين يحصل على نقطة يقفز كالأطفال فرحا، ومن ثم يذهب الى مكتبه ويرتدي الزي الرسمي ويذهب الى الصف قبل الطلاب، وكان يخرج متأخرا من الكلية ويذهب الى التلفزيون او الإذاعة او نقابة الفنانين".
ولفت الى ان "الفنانة الكبيرة فوزية عارف تقول عنه انه حين يأتي الى البيت يبدأ بالترجمة او القراءة وحتى القيلولة محروم منها، وهو رجل استثنائي استثمر عمره بشكل جيد ولم ينضب ابداعه، حتى العصا التي كان يستخدمها بعمر التسعين كان يقول انه لا يحتاجها".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

المرور تصدر تنويهاً بشأن قطع جسر في بغداد

نتنياهو: قتلنا السنوار لكن الحرب لم تنته

الحكومة تعتزم المضي بجولة تراخيص جديدة للغاز العراقي.. ماذا ستضيف؟

لوك أويل" تقدم إيجازاً للسوداني عن عملها في حقلي غرب القرنة وأريدو

الطلاق يشتت الأسر العراقية: 9 حالات كل ساعة!

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

انطلاق فعاليات مهرجان الهايكو الثاني في اتحاد الأدباء

تحولات الأحياء والأشياء: عرض مسرحي يجسد صراع البشر عبر الزمن

بيت المدى يستذكر الفنان المسرحي الكبير سامي عبد الحميد

"نوبل السلام" لمنظمة يابانية مناهضة لـ"النووي"

(حوار مع بغداد) أعمال من الغرانيت في المعرض التاسع للنحات علي نوري

مقالات ذات صلة

مواقع أثرية عراقية ستدخل لائحة التراث العالمي: خطوة للحفاظ على التاريخ

مواقع أثرية عراقية ستدخل لائحة التراث العالمي: خطوة للحفاظ على التاريخ

 خاص/المدى تقترب مواقع أثرية عراقية جديدة من الانضمام إلى لائحة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، في خطوة تعزز مكانة العراق كموطن لحضارات عريقة تمتد لآلاف السنين.وتأتي هذه الخطوة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram