بغداد / عامر مؤيد
تواصلت العروض المسرحية في بغداد، وكان من أبرزها مسرحية «تحولات الأحياء والأشياء» التي عُرضت على خشبة المسرح الوطني. هذا العمل المميز من تأليف الراحل قاسم محمد وإخراج منعم سعيد، قدم رؤية بصرية تجمع بين البشر والدمى الافتراضية، متناولًا فكرة عدم التعايش البشري عبر الزمن.
قدم المخرج منعم سعيد في هذا العرض رؤية فلسفية تحمل في طياتها رمزية قوية؛ إذ استخدم مجموعة من الدمى الافتراضية التي تحولت عبر فضاءات المسرح إلى بشر، لكنها سرعان ما فضلت العودة إلى عالم الدمى الافتراضي بعد أن فشلت في العيش مع البشر. هذا التحول يشير إلى استحالة التعايش بين البشر في ظروف معينة، وهو موضوع يعود إلى قرون طويلة.
«تحولات الأحياء والأشياء» هو عمل بصري بامتياز، يعتمد على تقنيات حديثة مُستلهمة من الأسلوب الآسيوي الحديث. تميز العرض بمشاركة مجموعة من الممثلين الشباب الذين اعتمدوا بشكل كبير على تقنية الجسد لإيصال الأفكار.
وفي ختام العرض، قدّم الفنان حاتم عودة باقة من الورود لكادر المسرحية تقديرًا لجهودهم. عقب العرض، عُقدت جلسة حوارية أدارها حاتم عودة، مدير قسم المسارح، إلى جانب الناقد الفني والفكري د. سعد عزيز عبد الصاحب، الذي أثرى الجلسة بأفكاره وتحليلاته حول العمل.
العمل جزء من متوالية مسرحية بدأها الراحل قاسم محمد، وتولى منعم سعيد استكمال الجزء الثاني منها. فريق العمل ضم د. إيمان فارس كمساعد مخرج، مع إشراف فني لحاتم عودة، بينما كان زيدون داخل مسؤولًا عن الدراماتورجيا. وقد شارك في الإشراف العام د. جبار جودي، فيما تولت ندى طالب تصميم المنقذ، ومحمد خليل إدارة المسرح.