متابعة/ المدى
"طرق الموت" كما يصفها سالكيها، واحدة من أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطن في العراق، سواء الداخلية منها بين المدن او حتى الطرق الخارجية، فهي لا ترتقي الى المستوى المطلوب من العمل حسب المواصفات الفنية، وغالبا ما يرى المواطن ان العديد منها تجرى عليها اعمال صيانة وهي لم تكمل عامها الاول بعد الانجاز .
محافظة ديالى وهي حلقة وصل تربط العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية من جهة، وبين المحافظات الشمالية التابعة لإقليم كردستان من جهة اخرى تسجل حوادث سير شبه يومية تسفر عن وقوع عشرات الضحايا بشكل يومي او شبه يومي.
احصائيات صادمة خلال 9 أشهر
في هذا الصدد يقول المتحدث باسم دائرة صحة ديالى فارس العزاوي، انه منذ بداية العام ولغاية نهاية شهر ايلول سجلت المحافظة وفاة أكثر من 220 شخص وأصيب من 5300 آخرين إثر حوادث السير.
ويضيف العزاوي أن "أغلب الضحايا هم من أصحاب الدراجات والتكاتك، الى جانب ضحايا حوادث الطرق الرئيسية في مقدمتها طريق بغداد كركوك"، لافتا الى أن "المؤسسات الصحية في حالة استنفار دائم لتقديم الرعاية الصحية لضحايا حوادث الطرق والمرضى، ولابد من وضع حلول حقيقية تسهم بالحد من تلك الحوادث للحفاظ على أرواح المواطنين".
الهواتف وحزام الامان والسرعة أبرز الأسباب
بدوره يؤكد مدير العلاقات والاعلام في مديرية مرور محافظة ديالى العقيد عباس حسين، أن اهم اسباب الحوادث المرورية تتخلص بعدم الالتزام بالإرشادات والقواعد المرورية، والانشغال بالهاتف النقال وعدم السيطرة على المركبة، فضلا عن عدم وجود صيانة دورية للمركبات ناهيك عن وقوع بعض الحوادث بفعل تقلب المناخ.
ويلفت حسين إلى، أن "ديالى شهدت خلال فترة تطبيق ارتداء حزام الامان في العام الحالي، تراجعا بمعدلات الاصابات بشكل كبير لعدد من الحوادث، مقارنة بالسنوات الماضية التي كانت تسجل حالات وفاة اكثر نتيجة عدم ارتداء حزام الامان من قبل سائق المركبة والشخص الذي بجانبه".
وبشأن الطرق غير الصالحة والتي تحتاج الى صيانة يوضح حسين أن "الأمر يتعلق بالحكومة المحلية والمشاريع التي تخصص من قبلها او من قبل الوزارات المعنية لان بعض الطرق هي امتداد لبعض المحافظات وتتجزأ صلاحية كل محافظة بالطريق الذي يمر بحدودها الادارية فقط".
التخطيط غائب والطرق لا تتحمل الشاحنات الكبيرة
من جانبه، يذكر ناجح عباس -سائق شاحنة لنقل البضائع-، يتنقل بين المحافظات الشمالية والجنوبية، أن "هنالك طرقا متعبة جدا للشاحنات، والبعض منها لا تحمل هكذا حمولات كبيرة فضلا عن عدم وجود تخطيط للشوارع يساعد السائق اثناء الليل بعدم تجاوز خط سيره على الطريق".
ويقول عباس إن "السير والتنقل على الطرق في ديالى يمثل مجازفة ومن يذهب ربما لن يعود لعائلته باعتباره في مواجهة مستمرة مع موت قد يتحقق في أي لحظة نتيجة غياب التأثيث والعلامات المرورية والسرعة الفائقة التي يقود فيها البعض".
طريقان يتحولان "مسرح للموت"
من جهته، يقول احمد سلمان - سائق مركبة صالون - إن "الكثير من سائقي الشاحنات لا يلتزمون بالقواعد المرورية فيما يخص الحمولات الزائدة، وان هناك منهم من يفضل السير اثناء الليل بدل النهار وشهدنا حالات حوادث كثيرة يكون السائق بها خرج عن السيطرة لمركبته نتيجة حاجته للنوم".
ويشير سلمان إلى أن "الكثير من الشركات المنفذة لمشاريع الطرق تكون مهملة عادة لتخطيط الشوارع التي تساعد السائق في تحديد الاتجاه وعدم التجاوز على المسارات الأخرى لاسيما في الاجتياز الذي يتسبب بحوادث مميتة بشكل يومي".
الى ذلك، يرى ابراهيم العبيدي - موظف حكومي يسافر بين فترة واخرى الى المحافظات الشمالية- أن "الطريق الرابط بين ديالى وكركوك، والطريق الرابط بين بعقوبة والمنصورية، يعتبران مسرحا للمجازر البشرية نتيجة حوادث الطرق عليهما".
ويضيف العبيدي أن "الحوادث على هذين الطريقين ناتجة عن ضيق المسارات والتخسفات والمطبات في المناطق والرونك سايد لاسيما في الحدود الادارية لناحية العظيم التي تكثر فيها الحوادث".
وتابع أن "الطريقين أعلاه أوقعا ضحايا تضاعفت عدة مرات عن الأرواح التي ارتقت خلال العمليات العسكرية لتحرير مناطق المنصورية والعظيم"، مبينا أن "السبب الأول للموت في ديالى حاليا هي حوادث الطرق ويجب على الجهات الحكومية انهاء هذه المخاطر عبر صيانة الطرق بشكل نموذجي وتأثيثها ونصب رادارات تحدد السرعة وترصد المخالفين لمحاسبتهم للحد من أعداد الضحايا خاصة وان هناك عوائل كاملة تواجه مصير الموت بشكل دائم".
"طرق الموت" تقلق أهالي ديالى: أكثر من 5500 ضحية خلال 9 أشهر!
نشر في: 14 أكتوبر, 2024: 09:42 م