TOP

جريدة المدى > محليات > ارتفاع سعر صرف الدولار يعمّق الركود الاقتصادي في أسواق كردستان

ارتفاع سعر صرف الدولار يعمّق الركود الاقتصادي في أسواق كردستان

نشر في: 15 أكتوبر, 2024: 12:20 ص

السليمانية / سوزان طاهر

عادت أسواق مدن إقليم كردستان إلى حالة من الركود الاقتصادي مجدداً، نتيجة تأخر صرف رواتب الموظفين لأكثر من 55 يوماً وارتفاع سعر صرف الدولار، ما أدى إلى شلل تام في حركة الأسواق وتراجع النشاط التجاري، خاصة بعد انتهاء موسم السياحة ودخول فصل الخريف.
ويقول الخبير الاقتصادي عثمان كريم إن الركود الاقتصادي له أسباب عديدة، وأزمة الدولار أثرت في الإقليم أكثر من المحافظات العراقية الأخرى.
وبيّن في حديث لـ(المدى) أن «من أسباب الركود الاقتصادي هو تخوف المواطن من الصرف على الأشياء الكمالية، والاكتفاء بالتسوق من الأشياء الأساسية، من الطعام والشراب فقط».
وأضاف أنه «نتيجة لعدم صرف رواتب الموظفين بطريقة منتظمة شهرياً، وأيضاً تراجع أعداد السياح مع دخول موسم الخريف، فإن الأسواق تتعرض لأكبر عملية ركود منذ سنوات، خاصة مع ارتفاع سعر صرف الدولار واقترابه من حاجز الـ154 ألف دينار».
وأشار إلى أن «عودة الحياة للأسواق تتطلب أولاً استقراراً في عملية صرف الرواتب شهرياً، والأمر الآخر استقرار صرف الدولار، فضلاً عن فسح المجال لاستثمار قطاعات أخرى، كتشغيل المصانع والاهتمام بالزراعة والسياحة، لأن كل تلك القطاعات ستؤدي إلى زيادة السيولة المالية للمواطن، وهذا يعود بالنفع على حركة الأسواق».
وبالرغم من صدور قرار من المحكمة الاتحادية بصرف رواتب الموظفين في إقليم كردستان بشكل شهري، لكن الأمر ما زال محل خلاف كبير بين بغداد وأربيل، حيث لم يستلم الموظف راتب شهر أيلول حتى الآن.

من يتحمل الأزمة
من جهة أخرى، يحمل النائب السابق في برلمان إقليم كردستان عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، صباح حسن، الحكومة الاتحادية مسؤولية تأخر صرف رواتب الموظفين في الإقليم.
ولفت خلال حديثه لـ(المدى) إلى أن «حكومة إقليم كردستان أوفت بجميع الالتزامات التي عليها، وسلمت 50% من الإيرادات غير النفطية لبغداد، كما أنها سلمت ديوان الرقابة المالية كل الأوراق والأرقام والبيانات المطلوبة».
وأوضح أن «السبب الرئيسي وراء الركود الاقتصادي في الأسواق، يأتي نتيجة لعدم انتظام توزيع الرواتب، وهذا تتحمله الحكومة الاتحادية، لأن حكومة الإقليم ليس لديها الأموال لصرف رواتب الموظفين، بعد توقف صادرات النفط، وإرسال 50% من الإيرادات غير النفطية وتسليمها إلى بغداد».
في فصل الصيف، تشهد مدن الإقليم ارتفاعاً كبيراً بمعدل السياح الذين يدخلون إلى مدن كردستان، لكن الأعداد تنخفض بشكل كبير مع دخول موسم الخريف وانطلاق العام الدراسي.
وكانت الهيئة العامة للسياحة في حكومة إقليم كردستان قد أكدت ارتفاع عدد السياح في الإقليم خلال عام 2023.
وقال المتحدث باسم المديرية، إبراهيم عبد المجيد: «زار 7 ملايين و500 ألف سائح المناطق السياحية في إقليم كردستان خلال 11 شهراً من عام 2023، بزيادة بلغت أكثر من مليون سائح عن عام 2022 والذي سجل زيارة 6 ملايين و35 ألف سائح».

نصف مليار دولار خلال صيف واحد
الخبير الاقتصادي نوزاد معروف يؤكد أن السياح في إقليم كردستان وخلال الصيف الماضي صرفوا حدود نصف مليار دولار.
وأوضح في حديثه لـ(المدى) أن «وجود السياح يعني نشاطاً في حركة الفنادق والمطاعم والأماكن السياحية، وسيارات الأجرة، وأسواق المكسرات والحلويات، فضلاً عن تزايد ارتياد المراكز التجارية الكبرى».
وأشار إلى أن «أسواق إقليم كردستان تمر بركود اقتصادي شبه تام، زاد من معدلات البطالة، كون الكثير من المحلات والمطاعم أغلقت أبوابها، بسبب الخسائر المالية، نتيجة عدم وجود السيولة المالية».
وتابع أن «الانتعاش الاقتصادي، والخروج من حالة الركود، يحتاج إلى إكمال الاتفاق بين بغداد وأربيل بخصوص صرف الرواتب شهرياً دون تأخير». تجار وأصحاب المحلات أعربوا عن أملهم بحل أزمة الرواتب، وعودة الانتعاش الاقتصادي، وإنهاء حالة الركود.
شالاو، وهو صاحب محل لبيع الحلويات والمكسرات، أكد في حديثه لـ(المدى) أنه «مع دخول فصل الخريف، فإن محلاتنا أصبحت شبه خالية من الزبائن، بسبب الأزمة المالية، وقلة أعداد السياح، والمواطن الكردي يفكر في شراء الأشياء الأساسية فقط».

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بغداد تسير على "خيط رفيع".. وارتياح من "رسائل عراقجي" رغم التصعيد

الزواج خارج المحاكم.. وسيلة لإخفاء الزيجات المتعددة!

غبار المشاريع المتعثرة يغطي آمال التنمية في صلاح الدين!

فنلندا تعلن إنهاء مهمتها العسكرية في العراق نهاية العام

أزمة الجفاف في ميسان تهدد بيئة المدارس وصحة التلاميذ

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

الصراع يشتد على رئاسة مجلس ذي قار: هجوم مسلح تقابله دعوى قضائية

الدعاوى الكيدية ومداهمات دور المتظاهرين تشعل التظاهرات في الناصرية

لماذا تأخرت السلة الغذائية؟

العراق على موعد مع "أمطار وبرد"

كبار السماوة يسترجعون ذكريات «الفرات» النظيف ويأسفون على تلوثه

مقالات ذات صلة

تحويل بحر النجف إلى صحراء: خطر على التنوع البيئي والتوازن الطبيعي
محليات

تحويل بحر النجف إلى صحراء: خطر على التنوع البيئي والتوازن الطبيعي

بغداد / خاصتواجه منطقة بحر النجف، التي تُعد من أبرز المناطق البيئية في العراق، خطرًا بيئيًا كبيرًا يتمثل في محاولات تحويلها إلى صحراء. هذه المنطقة الغنية بالتنوع البيولوجي والتاريخ الثقافي والديني، قد تتعرض لتدهور...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram