صلاح الدين / مصطفى سمير
احتضنت جامعة تكريت مهرجانها السنوي الثالث للتمور بمشاركة واسعة من المزارعين والمواطنين، حيث تم عرض ثمانين صنفًا من التمور، من بينها عشرة أصناف نادرة. يهدف المهرجان إلى التعريف بأنواع التمور المختلفة ودعم زراعة النخيل في محافظة صلاح الدين، التي تسعى إلى استعادة مكانتها التصديرية وزيادة الإنتاج المحلي.
وأوضحت التدريسية في كلية الزراعة بجامعة تكريت، اكتفاء أحمد، أن الهدف من هذا المعرض هو تعريف الطلبة والمهتمين بزراعة النخيل بالأصناف المختلفة التي يمكن استثمارها بشكل كبير في المستقبل. وأشارت إلى أن المعرض تضمن عرض أصناف شهيرة مثل البرحي والبربرن والبرحي الأحمر، بالإضافة إلى صنف نادر هو عجوة المدينة، الذي نجحت زراعته في العراق بعد أن كان مقتصرًا على المملكة العربية السعودية.
وشهد المهرجان إقبالًا كبيرًا من المزارعين والمواطنين، الذين أشادوا بفكرة المهرجان وأكدوا على دورها في إنعاش القطاع الزراعي وزيادة دخلهم من خلال زراعة الأصناف المميزة من التمور. وأكد الدكتور مقداد صالح، أستاذ في جامعة تكريت، أن هناك توجهًا لإحياء زراعة النخيل التي تراجعت في السنوات القليلة الماضية، حيث تبنت الجامعة إنشاء بستان جديد للنخيل كمحطة علمية لإجراء التجارب الزراعية المتعلقة بإنتاج التمور ووقاية النخيل من الآفات الزراعية.
وأضاف صالح أن المهرجان تضمن عرض منتجات التمور المتنوعة من محافظة صلاح الدين، مثل الدبس والشراب والخل، مما يعزز من قيمة التمور الاقتصادية ويحفز على إنتاج المزيد منها. وفي هذا السياق، تمكن المزارعون في محافظة صلاح الدين من زراعة أصناف نادرة على أراضيهم الزراعية، التي كانت مفقودة في الأسواق المحلية، وبدأت تُسوق إلى المحافظات العراقية وبعض دول المنطقة. وأكد المزارع صالح إسكندر، من مدينة سامراء، أنه نجح في زراعة 2000 نخلة من الأصناف النادرة التي لاقت رواجًا كبيرًا في السوق المحلية والدولية، حيث تتميز بأسعارها المرتفعة في بعض الدول العربية، بينما تباع في العراق بأسعار منخفضة نسبيًا لا تتجاوز 3000 دينار عراقي.
من جهتها، أشارت رغد أحمد، مسؤولة الأنشطة الطلابية في جامعة تكريت، إلى أن هذا المعرض يمثل درسًا عمليًا للطلبة، ويشجع على الاهتمام بالمنتج الوطني العراقي وتعزيزه في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي يمر بها البلد. وتعتبر مدن محافظة صلاح الدين، مثل سامراء، الضلوعية، بلد، والدجيل، من المناطق الزراعية الكبرى التي تنتج العديد من المحاصيل الزراعية، بما في ذلك التمور.
وأكد الفلاح زياد الجواري، من قضاء الضلوعية، أن البيئة الزراعية في صلاح الدين أصبحت خصبة، لكنها بحاجة إلى دعم حكومي من خلال توفير المبيدات الحشرية والأسمدة اللازمة لنجاح المواسم الزراعية.