ترجمة / حامد أحمد
كشفت صحيفة، أن أل تايمز NL Times، الهولندية في تقرير لها اليوم عن ان القضاء الهولندي سيشهد هذا الأسبوع أول قضية من نوعها بمحاكمة امرأة هولندية من تنظيم داعش احتجزت نساء ايزيديات في معقل التنظيم في سوريا عام 2015 مارست التعذيب والاستعباد ضدهم وصفت بانها جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية.
وقال المحامي، بريشتي فوسينبيرغ، الموكل بالترافع عن ضحايا هذه القضية في حديث للصحيفة "على الرغم من ان النساء العائدات من داعش قد تمت محاكمتهن أكثر في السنوات الأخيرة، الا ان هذه القضية خاصة جدا. ستمثل هذا الأسبوع المتهمة، حسناء أ، من مدينة هينجيلو امام المحكمة بدعوى استعباد امرأتين ايزيديتين لدى تنظيم داعش في سوريا، وهي المرة الأولى في هولندا يتم فيها مقاضاة شخص هولندي من تنظيم داعش لارتكابه جرائم ضد المجتمع الايزيدي". وكانت المتهمة حسناء قد غادرت هولندا عام 2015 مصطحبة معها ابنها المعوق. وتمكنت الحكومة الهولندية فيما بعد من إرجاعها الى هولندا من مخيم الهول في سوريا في تشرين الثاني عام 2022 ضمن مجموعة من 12 امرأة واطفالهن البالغ عددهم 28 طفلا وذلك بعد سقوط آخر معقل لداعش في سوريا عام 2019، وانتهى الأمر بالعديد منهم هناك في معسكرات الاعتقال مع أطفالهم ونسائهم.
ويذكر انه خلال تلك الفترة التي غادرت فيها حسناء هولندا، فقد غادر مئات الرجال والنساء الاخرين البلد الاوروبي وحتى عائلات بأكملها للانضمام الى صفوف تنظيم داعش في العراق وسوريا. وكانت امرأتان ايزيديتان محتجزتان لدى داعش قد بينتا في افادتهما بان المتهمة، حسناء، قد استعبدتهما واجبرتهما على العمل في بيتها ورعاية ابنها الصغير المعوق.
وأضاف المحامي قائلا "انها متهمة بارتكاب جريمة ضد الإنسانية. الاستعباد يعاقب عليه القانون في هولندا. ولكن السمة التي تميز الجريمة ضد الإنسانية هي ان هذه الجريمة ترتكب كجزء من هجوم واسع ومنهجي ضد مجتمع مدني. هذه القضية موضوع النقاش هي متمثلة بشكل خاص بالهجوم الذي نفذه تنظيم داعش ضد الطائفة الايزيدية شمالي العراق في مستهل شهر آب".
وقال المحامي فوسينبيرغ "خلال حملة الابادة الجماعية لداعش ضد الايزيديين تم قتل الآلاف خصوصا الرجال والأولاد مع اختطاف واسر آلاف أخرى من نساء وفتيات وامهات مع اولادهن وفتيات بأعمار 9 أعوام وأقل، حيث تم استعبادهم ونقلهم من قبل مسلحي داعش لمناطق أخرى من العراق والى سوريا".
واكد المحامي بان كل سياسة داعش كانت تهدف الى اذلال هؤلاء الضحايا. وكانوا يفعلون كل ما يريدوه بهم، حيث تم استعباد النساء والفتيات جنسيا وذلك لاجبارهم على خدمتهم داخل بيوتهم. لقد مر هؤلاء الضحايا بتجارب مروعة.
فضلا عن ذلك فإن المتهمة تتم مقاضاتها أيضا بمشاركتها بجرائم إرهابية وتعريض طفل صغير، وهو ابنها، لمواقف خطرة. وتحذو هولندا حذو ألمانيا التي سبق ان حاكمت نساء أعضاء بتنظيم داعش بارتكاب جرائم حرب.
الناشطة، دلال غامين 28 عاما، نشأت في المجتمع الايزيدي في سنجار شمالي العراق ولكنها هربت من عنف داعش وتتابع القضية عن قرب.
تقول غامين "هذه القضية والمحاكمة تعتبر مهمة جدا بالنسبة لنا. من جانب انها انه شيء عظيم ان نشاهد متهما يمثل امام القضاء. من جانب آخر نحن نعتقد انه مجرد سيكون احتجاز لبضع سنوات في السجن كأقصى شيء، ونحن نعتقد بان هذا سوف لن ينصفنا".
وأضافت الناشطة غامين بقولها "الكل رأى مدى الظلم الذي تعرضنا له. آلاف الأشخاص قد تم قتلهم. وأكثر من 6 آلاف امرأة وطفل قد تم اسرهم واستخدامهم كعبيد. وهناك أكثر من مليون شخص قد لاذوا بالفرار كنازحين. ليست هناك عقوبة مناسبة وموازية لما قد اقترفه هؤلاء. ولا ينبغي محاكمتهم على ذنب واحد فقط بل على الإبادة الجماعية بأكملها".
ولا تعتقد الناشطة، غامين، انه من الصحيح ان تتم محاكمتهم على جريمة العبودية فقط. وتقول "سواء كانوا نساء أو رجالا، فان هؤلاء الأشخاص اختاروا بإرادتهم ان يذهبوا الى العراق او سوريا وارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد شعب بريء".
وكانت السويد قد شهدت الأسبوع الماضي ايضا اول محاكمة تشهدها البلاد بمثول امرأة سويدية من أعضاء تنظيم داعش تدعى، لينا إسحاق 52 عاما، امام قاضي إحدى محاكم العاصمة السويدية ستوكهولم بتهم ارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية بعد احتجازها 9 أشخاص من نساء ايزيديات وأطفال في الرقة بسوريا كعبيد. وكانت المانيا والمملكة المتحدة وفرنسا قد اجرت سابقا أيضا محاكمات ضد افراد من رعاياهم من تنظيم داعش بتهم ارتكابهم جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية بحق مواطنين من الطائفة الايزيدية كانوا محتجزين لديهم كعبيد.
- عن صحيفة NL Times الهولندية