المدى/مصطفى محمد
تشهد مدينة سامراء بمحافظة صلاح الدين تصاعدا لم يسبقه مثيل للغبار نتيجة توقف العمل بشوارع المدينة من قبل الجهات المعنية وعدم تبليط الطرق الرئيسة التي أنجزتها الشركة المنفذة لمشروع مجاري سامراء.
مواطنون أكدوا ان توقف العمل بمشاريع التبليط وإعادة المسارات في الطرق وشوارع المدينة منذ أكثر من شهر ونصف تسبب بانتشار غير مسبوق للأتربة وتصاعد الغبار في أغلب شوارع المدينة ما تسبب بحالات اختناق كثيرة لديهم.
وقال حازم السلمان وهو مواطن من أبناء المدينة، خلال حديث لـ(المدى)، إنه "بات مضطرا لمراجعة مستشفى سامراء باستمرار لغرض تلقي بعض العلاجات التي يحتاج إليها لكونه من المصابين بمرض الربو ما يتطلب عليه أخذ التدابير اللازمة، بسبب تصاعد الغبار في المدينة"، مشيراً إلى أن "الكوادر الطبية تبذل قصارى جهدها لإسعاف المرضى المصابين بمرض الربو والأمراض التنفسية الأخرى الذي يقصدون المستشفى باستمرار خصوصا خلال الأسابيع القليلة الماضية".
وطالب حازم، رئيس الوزراء ومحافظ صلاح الدين بالوجود في المدينة للاطلاع عن أحوال سكانها عن كثب وتوجيههم بحلول عاجلة تنقذ المواطنين مما اسماه بعمليات الموت البطيء.
من جهته، عبر الأكاديمي، حكمت الباز، خلال حديث لـ(المدى)، "عن امتعاضه الكبير، بسبب توقف الأعمال التي من المؤمل ان تنجز قبيل حلول فصل الشتاء مؤكدا ان توقف أعمال إعادة الطرق الرئيسة في المدينة تسبب بإرباك للوضعين الصحي والاقتصادي للكثير من المواطنين"، مؤكدا ان "دور دوائر الدولة والمتابعة الحكومية أصبح شبه معدوم لأن الدوائر المعنية لم توفر ابسط الاحتياجات، ومنها رش الطرقات بالمياه بات للتخفيف عن معاناة المواطنين نتيجة تصاعد الأتربة".
بدورها عزت الشركة المنفذة لمشروع مجاري سامراء توقف العمل بإعادة إكساء شوارع المدينة إلى عدم توفر مادة الأسفلت لدى المقاولين الذين يتم تجهيزهم عن طريق وزارة النفط.
وأكد المهندس المقيم على المشروع، أوس، خلال حديث لـ(المدى)، أن "الشركة أكملت، ومنذ ما يقارب أربعين يوما أعمالها التي تسبق مراحل التبليط في سبعة شوارع رئيسة من مدينة سامراء لكن توقف تجهيز مادة القير من قبل وزارة النفط وقف عائقا أمام إعادة تلك المسارات الحيوية في المدينة".
وأردف، أن "الشركة جاهزة لتنفيذ الأعمال المناطة بها حال توفر الأسفلت وتجهيزه للمقاولين الذين تعاقدت معهم الشركة لتهيئة شوارع المدينة".
وكان المجلس الوزاري للاقتصاد اتخذ في أب الماضي قرارا يقضي برفع سعر النفط الأسود المجهز للمعامل الأهلية وفرض بعض القيود على تجهيز معامل الأسفلت بالوقود ما تسبب تلكؤ مشاريع إكساء الشوارع وارتفاع أسعار الأسفلت بنسبة تقدر بعشرين بالمئة.
إلى ذلك، عد جاسم العريف، وهو صاحب شركة للمقاولات، ان "الضوابط التي فرضت على معامل الأسفلت من قبل وزارة النفط والمصافي المنتجة للقير اربكت وإلى حد بعيد أعمال إكساء وتبليط الشوارع خصوصا المهيئة منها"، معربا عن أمله "بتفادي هذه المشكلات التي من شأنها استئناف العمل بالمشاريع الحيوية لكي تخفف عن معاناة المواطنين قبيل حلول فصل الشتاء".
وتوقفت كثير من معامل الأسفلت عن العمل نتيجة لعدم تجهيزها بالوقود اللازم لتشغيل الآليات العاملة فيها.
في السياق، أشار سالم احمد، وهو صاحب معمل للأسفلت، خلال حديث لـ(المدى)، إلى "أبرز المشكلات التي يواجهها أصحاب المعامل في الفترة الحالية هو عدم توفر مادة القير في مصافي النفط بالإضافة إلى عدم توفر النفط الأسود"، مؤكداً "عدم توفر زيت الغاز أيضا الأمر الذي تسبب بتوقف أغلب الآليات العاملة في مجال التبليط والإكساء منذ أكثر من شهر ونصف".
ومع اقتراب فصل الشتاء يخشى سكان مدينة سامراء استمرار توقف العمل في المشاريع الحيوية خصوصا في شوارع سوق الرشيد الشعبي والرزاق وحولي الجبيرية التي توقف العمل بها منذ أكثر من شهر ما تسبب بحالات اختناق للسكان الذين باتوا في وضع مأساوي وسط تحذيرات لمختصين من استمرار الوضع على ما هو عليه الأمر الذي قد ينعكس سلبا على مصالح المواطنين وطلبة الجامعات والمدارس وموظفي دوائر الدولة في المدينة.
وتوقف العمل في تبليط الكثير من شوارع مدينة سامراء بمحافظة صلاح الدين، وذلك نتيجة أعمال مشروع المجاري الكبير الذي أحيل لشركة أثار الوركاء منذ عام 2021 التي من المؤمل ان تنجز أعمالها نهاية العام الحالي بحسب المدة العقدية للمشروع.