TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > «صابوان كران»: حي تراثي يعكس روح السليمانية

«صابوان كران»: حي تراثي يعكس روح السليمانية

نشر في: 17 أكتوبر, 2024: 12:07 ص

السليمانية / سوزان طاهر

تحتضن مدينة السليمانية العديد من المناطق القديمة التي تحمل إرثًا تاريخيًا وموروثًا شعبيًا، ومن بين تلك المناطق حي «صابوان كران» الذي يعني باللغة العربية «باعة الصابون».
يعد هذا الحي واحدًا من أقدم الأحياء في السليمانية، ويعكس تاريخ المدينة العريق ويروي حكايات أهلها منذ القرن الثامن عشر، مع تأسيس المدينة في عهد الإمارة البابانية.

التعايش السلمي
يقول المؤرخ الكردي عبد الخالد صابر إن منطقة «صابوان كران» تعني روح السليمانية وقلبها النابض. وأكد في حديثه لـ (المدى) أن «حي صابوان كران يضم مجموعة من الحارات القديمة، كما أنه رمزٌ للتعايش السلمي، ففيها كنيسة مريم العذراء، وتضم مجموعة من المساجد القديمة».
وأضاف أن «أغلب أهل السليمانية وبيوتها القديمة يعود تاريخهم لمنطقة صابوان كران، وهي منطقة تضم حارات ضيقة وبيوتات صغيرة، وشوارع وتفرعات تعكس التاريخ القديم للمدينة».
وأشار إلى أن «تاريخ المنطقة يعود إلى القرن الثامن عشر، وتضم حمام المفتي، أقدم الحمامات الشعبية في المدينة، والذي تأسس في السليمانية عام 1797، حيث كان يجمع الرجال أيام المناسبات والأعياد، حيث يغتسلون ويجلسون في المقاهي القريبة لشرب الشاي والأركيلة».

أقدم أحياء المدينة
تحدث مواطنون عن الأهمية التي كانت تشكلها منطقة «صابوان كران»، وكيفية احتضانها للمكونات الدينية المختلفة.
آزاد عثمان، وهو من أهالي المنطقة، تحدث لـ (المدى) قائلاً إن «صابوان كران تعتبر روح السليمانية، وهي أقدم أحياء المدينة، وما يميزها هو وجود المكونات الدينية المختلفة فيها».
وأشار إلى أن «المنطقة كانت تسكنها عوائل مسيحية في الجزء الشرقي، وأيضًا مجموعة عوائل من ديانات أخرى، وتضم مجموعة من التكايا التي تُمارس فيها الطقوس الصوفية».
وأردف أن «تلك العوائل، ومن جميع الأديان والمكونات، كانت تعيش بسلام وأمان، وهنالك اختلاط وتزاوج فيما بينهم، ويحيون المناسبات والأعياد، ويتبادلون التهاني».
تُعتبر «صابوان كران» مركز السليمانية القديمة، حيث تمتد مع فلكة السراي ومبنى الحكومة المحلية أيام الإمارة البابانية، وصولاً إلى مداخل شارع كاوة، وشارع كوران، أو ما يُعرف مؤخرًا بشارع الأورزدي.
وجاءت تسمية «صابوان كران» لكونها تضم مجموعة من معامل صناعة الصابون، حيث كانت شحوم المواشي والأغنام تصل إلى هذه المنطقة ويتم استخدامها في اتجاهين:
الأول هو صناعة الصابون، حيث كانت تضم المنطقة مجموعة من معامل صناعة الصابون المحلي؛ والثاني هو استخدام الشحم في إنتاج الكبة الكردية المحلية.
من جانب آخر، أشار ميران علي، وهو صاحب محل في منطقة «صابوان كران»، إلى أن أكثر المحلات القديمة أغلقت أبوابها، ومنها حمام المفتي، الذي تحول لاستقبال النساء فقط وفي أيام محددة.
وأوضح في حديثه لـ (المدى) أن «أغلب الحارات القديمة في المنطقة هجرها أصحابها بسبب ضيق الأفرع، وانتقالهم إلى مناطق أخرى حديثة في السليمانية، ولكن مع ذلك ما تزال المنطقة تحافظ على تقاليدها وموروثها القديم».

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نتنياهو: قتلنا السنوار لكن الحرب لم تنته

الحكومة تعتزم المضي بجولة تراخيص جديدة للغاز العراقي.. ماذا ستضيف؟

لوك أويل" تقدم إيجازاً للسوداني عن عملها في حقلي غرب القرنة وأريدو

الطلاق يشتت الأسر العراقية: 9 حالات كل ساعة!

الإعلام الأمني: إعداد خطة في 7 محافظات خاصة بانتخابات برلمان الإقليم

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

انطلاق فعاليات مهرجان الهايكو الثاني في اتحاد الأدباء

تحولات الأحياء والأشياء: عرض مسرحي يجسد صراع البشر عبر الزمن

بيت المدى يستذكر الفنان المسرحي الكبير سامي عبد الحميد

"نوبل السلام" لمنظمة يابانية مناهضة لـ"النووي"

(حوار مع بغداد) أعمال من الغرانيت في المعرض التاسع للنحات علي نوري

مقالات ذات صلة

مواقع أثرية عراقية ستدخل لائحة التراث العالمي: خطوة للحفاظ على التاريخ

مواقع أثرية عراقية ستدخل لائحة التراث العالمي: خطوة للحفاظ على التاريخ

 خاص/المدى تقترب مواقع أثرية عراقية جديدة من الانضمام إلى لائحة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، في خطوة تعزز مكانة العراق كموطن لحضارات عريقة تمتد لآلاف السنين.وتأتي هذه الخطوة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram