واسـط / جبار بچاي
أطلقت قائممقامية قضاء الكوت في محافظة واسط حملة صارمة لمنع تربية وبيع الماشية داخل الأحياء السكنية ومركز المدينة، متوعدةً المخالفين بمصادرة مواشيهم وفرض عقوبات قانونية عليهم. وأكدت أن تربية الماشية ورعيها يجب أن يكون في الأرياف، وأن هناك أماكن مخصصة ومرخصة لبيعها عند أطراف المدن.
وقال قائممقام الكوت عادل حمزة الزركاني: «قررنا إطلاق حملة صارمة جدًا لمتابعة ظاهرة وجود الماشية في الأحياء السكنية لما لها من مخاطر صحية وبيئية وحضارية بعد أن تزايدت أعدادها في بعض المناطق والأحياء السكنية، خاصة الأطراف».
وأضاف في حديثه لـ(المدى): «من أجل إتاحة الفرصة أمام المربين وباعة المواشي تم منحهم خمسة أيام لنقل مواشيهم من مناطق تواجدها في المدينة إلى أماكن أخرى شريطة أن تقع خارج الحدود البلدية، ولن نسمح لهم بعد انتهاء المدة المحددة مطلقًا».
وأشار إلى أن «الفرق المختصة ستقوم بمصادرة جميع المواشي المتواجدة داخل حدود المدينة وفرض عقوبات قانونية بحق الأشخاص المخالفين، ذلك لأن أماكن وجود المواشي هو الريف وليس المدينة، وما يقوم به البعض من خلال تربية عدد معين من المواشي باختلاف أنواعها في المدينة مخالفة قانونية صريحة ولابد من التصدي لها».
وقال: «نحن مع الناس في تأمين متطلبات حياتهم اليومية ومعيشتهم، لكن ليس على حساب جمالية المدينة وانتشار الفوضى والمخالفات فيها، لذلك ندعو المواطنين من مربي الماشية إلى نقل مواشيهم إلى المناطق الريفية والقرى المحيطة بالمدينة قبل انتهاء الموعد المحدد لتجنب مصادرتها واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين».
وأوضح الزركاني أن «الحملة تهدف إلى الحفاظ على النظافة العامة داخل الأحياء السكنية، وكذلك على جمالية الحدائق والمتنزهات التي بات جزء كبير منها مرتعًا للمربين دون أي شعور بالمسؤولية. كذلك تهدف الحملة إلى الحد من انتشار الأمراض والروائح غير المرغوبة الناتجة عن مخلفات الحيوانات، إلى جانب تعزيز البيئة الصحية والآمنة لسكان المدينة».
وأكد على «القيام بعمليات تفتيش بصورة مفاجئة ليلًا ونهارًا في المناطق التي تتواجد فيها الماشية والتي وردت عنها بلاغات من الأهالي، وسيكون المختارون على رأس فريق التفتيش وعدم السماح بأي مخالفة تحول دون تطبيق القرار».
من جانبه، قال أبو أحمد، مختار أحد الأحياء السكنية الشعبية في مدينة الكوت، إن «أهالي الحي قدموا بلاغات وشكاوى عديدة نتيجة لوجود أعداد كبيرة من المواشي في منطقتهم، خاصة الأغنام والماعز التي يشكل بعضها قطعانًا كبيرة تجوب الشوارع وتترك مخلفاتها فيها، مما يسبب روائح كريهة تؤدي إلى مخاطر صحية».
وأضاف: «هناك من لجأ إلى تحويل بعض الساحات العامة إلى أماكن لبيع وشراء المواشي في وسط المدينة، وهذه مخالفة كبيرة خاصة مع وجود علوة مخصصة لهذا الغرض تقع خارج الحدود البلدية، لكن ما يؤسف له أن البعض لم يلتزم بذلك».
وقال: «سنقف بقوة مع قرار القائممقامية ولن نسمح بعد الآن بوجود المواشي ضمن المنطقة التي نتولى شؤونها الاختيارية، وفي نفس الوقت ندعو جميع المختارين إلى القيام بدورهم وإبلاغ الجهات المعنية عن المخالفين من مربي الماشية».
ويقول حسن سعدون من حي الفلاحية بمدينة الكوت إن «البعض من سكان الحي يمتهنون تربية المواشي في الريف، لكنهم نقلوا ذلك إلى المدينة وهذا غير صحيح، فأصبحت بعض الشوارع تغص بقطعان الماشية التي خرّبت الأشجار والنباتات التي تمت زراعتها مؤخرًا وحولت الجزرات الوسطية إلى مناطق جرداء، إضافة إلى ترك المخلفات في الشوارع والساحات العامة».
وأوضح أن «بعض المربين يقومون بإنشاء سياج من السكراب والحديد المشبك وبعض المخلفات يطلق عليه "محصار"، يجعلونه مكانًا لتربية المواشي ويقدمون لها العلف في هذا المكان، مما يشكل خطرًا صحيًا وبيئيًا لابد من زواله»، لافتًا إلى «أهمية أن تكون حملة منع انتشار المواشي في الأحياء السكنية بالمدينة حملة جادة ومستمرة وليست إعلامية لا تقود إلى نتائج فعالة وتنتهي بمجرد تطبيقها ليومين أو ثلاثة وربما أسبوع كأقصى حد».
