 بغداد / المدى

يعاني العراق من نقص حاد في خدمات النقل النهري على الرغم من امتلاكه أنهارًا مهمة ومنافذ بحرية حيوية. هل تمتلك البلاد القدرة على تصنيع الزوارق البحرية لتطوير هذا القطاع؟
يقول المتحدث الرسمي باسم وزارة النقل، ميثم الصافي، في تصريح خاص لـ(المدى): «يوجد لدينا مصنع لصناعة الزوارق وهو شركة ابن ماجد في محافظة البصرة، وهو واحد من تشكيلات وزارة الصناعة».
من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي مصطفى فرج في حديث لـ(المدى): «للزوارق أهمية اقتصادية كبيرة، خصوصًا أن العراق لديه إطلالة على الخليج العربي، ويجب أن يكون له اهتمام بالزوارق النهرية، حيث أن هذا الاهتمام يعزز من تنمية المجتمعات الساحلية، ويوفر فرص عمل، ويدعم النمو الاقتصادي، سواء كان المحلي أو الإقليمي».
ويوضح فرج: «إن للزوارق أهمية كبيرة في العديد من المجالات، ويمكن أن يكون لها دور في تعزيز الصيد التجاري، كذلك الصيد له أهمية اقتصادية كبيرة على العراق، فضلاً عن التجارة والنقل النهري. كما في بعض الأحيان تستخدم الزوارق لنقل البضائع والأشخاص في النقل النهري، حيث يكون النقل النهري ذا خصوصية عالية وأهمية كبيرة في البلدان التي تطل على ضفاف الأنهار والبحار، كما هو الحال في موقع العراق المطل على الخليج العربي».
ويتابع فرج: «تدخل الزوارق البحرية في السياحة وتكون لها أهمية كبيرة، خصوصًا المتعة التي يتمتع بها السائح أثناء التنقل في هذه الزوارق، كما أنها توفر الوقت والأموال في آن واحد. حيث انطلقت هذه التجربة قبل عام أو عامين في العراق، ولاقى هذا المجال نجاحًا، ولكن نجاحًا بسيطًا بسبب عدم الترويج له، وعدم إكمال هذا المشروع بصيغة كاملة».
ويضيف فرج: «يجب إعادة النظر في النقل البحري وتطوير السياحة البحرية، لأن السياحة البحرية في العراق تكاد تكون معدومة أو شبه معدومة. كما لو تطورت صناعة الزوارق ودخلت في السياحة لكان لها مورد اقتصادي لا يقل عن السياحة الدينية في العراق».
ويعد النقل النهري ذو أهمية كبيرة، وهو من أقسام الشركة العامة للنقل البحري، كما أن العراق يتميز بوجود المياه والأنهار في جميع المحافظات تقريبًا، لذلك يجب أن تكون هناك وسيلة من وسائل النقل وهي النقل النهري، لغرض فك الازدحامات ومشاكل المرور، وكذلك في بعض الأحيان اختصار المسافات عند استخدام النقل النهري، هذا ما أفادت به رئيسة لجنة النقل النيابية النائبة زهرة البجاري في حديثها لـ(المدى).
وتتابع البجاري: «هناك لجنة مشكلة في مكتب رئيس الوزراء لإدارة هذا الملف، وكذلك لبناء مراسي، لأن العراق لحد الآن لا توجد لديه مراسي رسمية، ولا زوارق رسمية، حيث إن اللجنة في بداية عمل حقيقي لإحياء النقل النهري. أما الاستخدام النهري بالنسبة للمحافظات ومنها محافظة البصرة، كان هناك تطور في هذا الموضوع، حيث تم فتح مرسى في المحافظة، حيث استقبل المواطنين خاصةً في وقت الزيارة، كما استقبل الزوار الإيرانيين من الجانب الإيراني إلى الجانب العراقي عبر الزوارق العراقية».
وتوضح البجاري: «إن هذه المراسي تعتبر فرصة جيدة لتقليل حجم الازدحام والاختناقات المرورية، حيث طالبنا نحن كلجنة نقل في البرلمان شركة النقل البحري بأن يكون التأكيد على مثل هكذا مشاريع باعتبارها من المشاريع المهمة في العراق، وسوف تتركز هذه المشاريع في العاصمة بغداد، والموصل، والحلة، هذه المحافظات التي تتمتع بالأنهار والتي تطل على نهري دجلة والفرات».
وتضيف البجاري: «إن موضوع النقل النهري يتعلق بثلاث وزارات، وهي كل من وزارة الموارد المائية، ووزارة النقل، ووزارة البلديات، حتى يتم تنسيق هذا الموضوع بصورة صحيحة، حيث تم عقد عدة اجتماعات بخصوص هذا الموضوع، والانطلاق به، كذلك هناك مفاهيم حتى تكون آلية العمل فيها موحدة ومشروع يستحق الاهتمام».