بسام عبد الرزاق

اقام بيت المدى في شارع المتنبي، بالتعاون مع معهد "غوته" الألماني، يوم الجمعة الماضي، جلسة عن فن المصغرات، استضاف فيها الفنان طلال محمود للحديث عن تجربته في هذا المجال، والمساحة التي يوفرها هذا الفن وتداخله مع الكثير من الاحتياجات الحديثة، والتي تشهد تطورا رقميا كبيرا.

وقال طلال في حديثه عن هذا الفن، ان "التصميم عنصر أساسي بالنماذج المصغرة، كون الحاجة الى مشهد مصغر اول خطوة للتنفيذ هي التصميم، ويجب ان يصبح لديك تصور ماذا ستضع من نماذج، وان الدايوراما تعتبر مشهد مصغر يدخل فيه عوامل مثل مواد البناء والبلاستك والكثير من العناصر التي تجتمع لتكوين الدايوراما".
وأضاف، ان "هذا الفن قديم ومن عصور غابرة وفي الدول الأوروبية تقام معارض ضخمة ولها جمهورها، اما في العراق الاهتمام بهذا الموضوع جاء بشكل فردي"، مبينا ان "عدد الفنانين الذين يعملون بفن المصغرات في العراق من النخبة لا يتجاوزون عشرة اشخاص، وهناك هواة أيضا لهذا الفن، وموضوع المصغرات فيه بعد نفسي ولغة محببة تنشأ بين المتلقي والنموذج، واقتناء هذا النموذج يرتبط بالذكريات او أشياء من الصعوبة اقتناءها، وتوفر إرضاء نفسي، وهذه الهواية تسمى هواية الملوك كونهم يميلون للمصغرات التي فيها حرفة عالية".
وأشار الى ان "اغلب المواد الأولية لهذا الفن متوفرة في الأسواق، والمواضيع التي يتناولها فن المصغرات تعنى بالحياة الاجتماعية والجانب العسكري أيضا، والكثير من طلاب الكلية العسكرية والبحرية أصبحت اطروحات تخرجهم على شكل النماذج المصغرة، ومنها معارك بحرية وبرية، وفي احدى المرات نفذت دايوراما ضخمة لامرية المدفعية وفيها تأثيرات الأرضية واستخدام الانارة".
ولفت الى ان "المصغرات كعنصر أساسي في السينما بدأت في نهاية القرن 19 لكن الأفلام السينمائية الطليعية استخدمت النماذج المصغرة ونها فيلم "كينغ كونغ" وبنسبة 40 بالمئة تم استخدام النماذج المصغرة، وتمت إضافة مهارات في الحركة وانتفت حاليا في عصر الديجيتال الموضوعات التي تتعلق بالتحريك اليدوي".
وتابع طلال انه "لا توجد صعوبة في تعلم فن المصغرات، وهناك محاضرات متوفرة على الانترنت وبعدة لغات، لكن لا توجد مؤسسات رسمية تحتضن هذا الفن، وهناك تجمع لاستقطاب هذه المواهب"، لافتا الى ان "الطباعة الرقمية موضوع واسع ودخل عليه حاليا الذكاء الاصطناعي وآلية التنفيذ اخذت مدى أوسع من قبل، وساهمت الطباعة الرقمية من خلال المعالجة الحرارية ببناء الاشكال حسب النموذج المجسم المراد تنفيذه، وبعد سنوات ظهرت تقنية اكثر دقة وبتقنيات الحزم الليزرية وفيها مستوى عالي من الدقة على عكس الطباعة الحرارية التي بدأت بالانقراض، وهناك مستوى اعلى لكنها لم تصلنا الى الان، وبدأت باستخدام الألوان".
وأوضح انه "توجد طابعات فيها خزانات من الاسمنت، وتنفذ بناء منازل، وهناك إمكانية لتجزئة العمل وطباعته على مراحل وهي عمليات تقنية تحتاج مهارات رقمية، ودور الفنان يقتصر على الإخراج، من خلال الاستعانة بالتقنية وتصبح مكملات لعمله"، مشيرا الى ان "الصين لديها توجه نحو العالم، ومن ضمن فعاليات هذا الانفتاح وجهوا دعوات للفنانين من العالم لإقامة نشاطات للرسم والنحت، واستضافوني عام 2013 وقدمت في المعرض 7 لوحات".
وأكمل، انه "في مشروع بغداد عاصمة الثقافة عام 2011 كان هناك توجه لإقامة تماثيل لشخصيات تاريخية واجتماعية ودينية، لغرض اظهار بغداد برونقها، وجرت مسابقة من مرحلتين للتنافس من قبل النحاتين على شخصيات معينة، وحين وصلنا الى مرحلة توقيع العقود تم اهمال الموضوع".
وبين انه "لا توجد أية مؤسسة رسمية تبنت فن المصغرات وغالبية المعارض هي من مشاركات فردية، والمتحف المتجول موجود في منطقة القشلة والكثير من المبدعين يشاركون فيه".