TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمودالثامن: حكاية علي الوردي وشباب الناصرية

العمودالثامن: حكاية علي الوردي وشباب الناصرية

نشر في: 21 أكتوبر, 2024: 12:05 ص

 علي حسين

أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر باخبار الموت والفجائع، والصمت العالمي، في كل يوم تواجه بهذا السؤال الأزلي: لماذا تكتب عن فلان وتستثني"علان"، لماذا أنتم معشر الكتاب تناصبون النائبة "الشجاعة" العداء ، فيما تغضّون الطرف عن نائب يحرض على متظاهري الناصرية؟!
ماذا نكتب ياسادة في بلد يرفع سيف القانون في وجه حرية التعبير، ويعتبر الحديث عن الفساد والمفسدين رجساً من عمل الشيطان، في موسوعته الكبيرة لمحات اجتماعية من تاريخ العراق يروي علي الوردي نقلا عن مؤرخ تركي: أن صحفياً في إسطنبول وجد مقالاته كثيراً ما تمنع من قبل الرقابة، فذهب إلى مدير الرقابة يسأله عن الحدود التي يستطيع أن يكتب فيها من دون أن تُمنع مقالاته، فأجابه المدير بأريحية قائلاً: "تستطيع يا عزيزي أن تكتب في كل شيء"، ولمّا أبدى الصحفي استغرابه من هذا الجواب، أخذ مدير الرقابة يوضّح له المقصود من عبارة "كل شيء" وقال له: "طبعاً! عن كل شيء سوى، الحكّام والحكومات الأجنبية الصديقة والثورة والاضطرابات والفوضى والحرية وحقوق الشعب والسياسة الخارجية والسياسة الداخلية والدين والتفكير الحر والسلطات وحريم السلطان والوطن والأمة والقومية والنواب والشيوخ والدستور والمؤامرات ومدحت باشا ونظمي بك والسلطان مراد والإصلاحات وموسم الجراد وبعض المواضيع الأخرى المتصلة إلى حد ما بهذه المواضيع".
يخبرنا الكاتب التركي الحائز على نوبل أورهان باموق انه بدأ حياته صحفيا، ضاربا بعرض الحائط بنصيحة والديه اللذين حذراه من السجن أو الموت مشردا في مهنة تقلق السلطات حتى الديمقراطية منها.. فكيف وأنت في إسطنبول التي تصحو كل صباح على خطاب جديد من خطابات الجنرالات؟ ، يكتب باموق: "إن الأسوأ هو الخوف.. ألاحظ أن الجميع خائفون وهذا ليس طبيعيا حرية التعبير تدنت حتى أصبحت في الحضيض" .
ماذا يفعل بعض اللذين يلبسون رداء المدنية ويوهمون انفسهم انهم كتاب مع درس باموق هذا.. سيضحك البعض من سذاجتي ويقول ياسيدي ان هؤلاء يجيدون التعلّق بأذيال المسؤول والسياسي ، ويصمتون على ما يجري من انتهاك لحرية الشباب المحتج في ذي قار ، بل البعض منهم يحرض على استباحة دماء هؤلاء الشباب .
هل تنفع حكاية علي الوردي مع كاتب عمود مثلي يرى أنّ البعض لا يريد للعراق أن يعبر هذه الكيانات التي يسميها عشّاقها أحزابا وكتلا سياسية، من أجل العيش دولة يشعر فيها الفرد بالحرية والكرامة والامان، لا يصطاده مدون " قابض " بالدولار في مواقع التواصل الاجتماعي ليتهمه بالخيانة ، ولا يساومه نائب"مخادع" يتعشى مع الفساد ليلا ، ويرتدي ملابس النزاهة امام الفضائيات !.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: الكاتب الحقيقي

العمودالثامن: جمهورية قص اللسان

العمودالثامن: مطاردة الرأي الآخر!!

ضجيج الدجاجة:عندما يتحول الصخب إلى أداة لتسويق الوهم

العمودالثامن: حكاية علي الوردي وشباب الناصرية

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر باخبار الموت والفجائع، والصمت العالمي، في كل يوم تواجه بهذا السؤال الأزلي: لماذا تكتب عن...
علي حسين

باليت المدى: في مرسم غوستاف كليمت

 ستار كاووش ما أن وضعتُ قدمي في مدينة فيينا، حتى بدأتُ أفكر بمرسم غوستاف كليمت الذي يقع في ضاحية هيزتنخ خارج فيينا. قمتُ بجولة صغيرة ثم تبضعتُ بعض الاشياء التي أحتاجها، وانتظرت حتى...
ستار كاووش

كيف ساهمت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والبرمجة التجسسية في هذه الحرب؟

د. محمد حسين الرفاعي ضمن فرضيات تفسيريَّةٍ فاهِمَة، هي تحيا وتعيد بناء ذاتها من تحت القصف، ومعاينة أحوال نازحين والمشردين، في مواجهة الموت على نحو وجودي عميق؛ هذه المواجهة التي كنتُ قد جرَّبتها ببغداد...
محمد حسين الرفاعي

بينما يحترق الشرق الأوسط، ما الذي يتطلبه إنهاء الصراع؟

بول آدامز* ترجمة: عدوية الهلالي مع الهجوم على إسرائيل ومعاناة غزة من التفجيرات المدمرة، شعرنا وكأننا نشهد نقطة تحول.لقد انفجر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مرة أخرى، بعد أن غاب لسنوات عديدة، ويبدو أن الأمر فاجأ...
بول آدامز
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram