متابعة/المدى
تشهد العاصمة بغداد اختناقاً سكانياً غير مسبوق، حيث يقطنها حالياً أكثر من ثمانية ملايين نسمة، الأمر الذي فاقم من الضغوط على البنية التحتية والخدمات الأساسية.
ويتجلى هذا الاختناق في تكدس الطرقات الرئيسية بالسيارات لساعات طويلة، وارتفاع معدلات التلوث، إلى جانب أزمات الإسكان والكهرباء والمياه التي تعاني منها الأحياء في قلب المدينة.
ويرجع الخبراء سبب هذه الأزمة إلى تركز الخدمات والفرص الاقتصادية والتعليمية والصحية في مركز العاصمة، ما يدفع العديد من المواطنين للإقامة داخل المدينة، في حين تعاني المناطق الطرفية من نقص شديد في المشاريع التنموية والخدمات الحيوية.
ويؤكد المتخصصون في شؤون التخطيط العمراني أن الحل لهذه المعضلة يتطلب استراتيجية شاملة لتطوير أطراف بغداد، تشمل تحسين وسائل النقل، وتوزيع الخدمات الأساسية، وإنشاء مشاريع إسكانية جديدة، وتوفير فرص العمل، وذلك لتخفيف العبء عن المركز، وتوجيه النمو العمراني نحو الأطراف بشكل متوازن ومستدام.
وأعلنت مديرية بلديات أطراف بغداد التابعة لمحافظة بغداد، عن خطة تدريجية لتنفيذ الفعاليات الخدمية الخاصة بمناطق أطراف العاصمة، فيما أكدت سعيها للرقي بالمناطق المحيطة في بغداد لتكون جاذبة لسكان المركز.
وقال مدير بلديات أطراف بغداد ياسر القريشي إن "مديرية بلديات أطراف بغداد بدأت حركتها العمرانية منذ عام 2019 بعد توقف دام من 10 إلى 11 سنة؛ بسبب عدم وجود بنى تحتية في مراكز المدن التابعة لبلديات محافظة بغداد وللمؤسسات البلدية".
وتابع "حيث بدأت النهضة المعمارية فيها عند إنجاز مشاريع المجاري في مناطق (المحمودية واليوسفية واللطيفية وجسر ديالى والمدائن وناحية الرشيد) وكانت هذه أول المناطق مكتملة البنى التحتية من شبكات ماء وشبكات مجاري".
وأضاف القريشي، أن "المديرية بدأت بعد ذلك بالأعمال الفوقية من تعبيد الطرق والأرصفة حتى وصلنا الآن إلى مرحلة تهيئة (اللاند سكيب) أي التشجير وإنشاء الحدائق والمتنزهات"، موضحاً أن "المديرية وضعت خطة تدريجية لكونها لا تستطيع تغطية المبالغ المالية للفعاليات الخدمية في مناطق أطراف بغداد بوقت واحد".
ولفت إلى أن "الخطة تضمنت: أولاً البدء بالبنى التحتية ومن ثم البنى الفوقية وبعدها المتنزهات والحدائق لتكون خاتمة الأعمال الخدمية للمناطق جميعا"، مؤكداً أن "بلديات بغداد تعمل للرقي بالمناطق المحيطة في بغداد لتكون جاذبة لسكان المركز للبدء بالهجرة العكسية من مركز المحافظة إلى أطرافها".
المصدر: وكالات