ترجمة / حامد أحمد
تناول تقرير لمجلة فوربس Forbes، الأميركية موضوع تسليح قوات البيشمركة الكردية في إقليم كردستان والاعتراضات التي صدرت من بعض الاطراف بعد تجهيزها من قبل الولايات المتحدة بمدفعية هاوتزر في آب الماضي، مشيرا الى ان الصفقة جاءت بموافقة الحكومة السابقة وان تحديث ترسانة جيش الإقليم هي بالتالي ستكون منفعة للعراق في وقت ما تزال فيه قوات البيشمركة تنسق مع الجيش العراقي في ملاحقة داعش.
وأشار التقرير الى ان قسم من مسؤولين عراقيين أعربوا عن اعتراضهم مرة أخرى حول تسليح ترسانة قوات البيشمركة بصفقة مدفعية هاوتزر مقطورة مجهزة من الولايات المتحدة، كما حصل في انتقاد سابق لحيازة البيشمركة مدفعية روسية ثقيلة قد عقد من السنين، مؤكدا بان هذه الانتقاد الأخير مبالغ فيه ولا صحة له.
رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، قال خلال مراسيم تخرج ضباط بيشمركة في 17 تشرين الأول "البيشمركة ليست تهديدا، البيشمركة هي مدافعة عن العراق وكردستان والإنسانية".
وفي حديثه قال الرئيس بارزاني أيضا إن إقليم كردستان "يأمل من العراق ان ينجز تعهداته القانونية بدعم وتسليح البيشمركة"، طالما ان هذه القوات هي جزء من دفاعات العراق.
وكان الرئيس بارزاني قد أدلى بهذه الملاحظات عقب ورود انتقادات علنية من بعض المسؤولين في العراق حول تجهيز الولايات المتحدة قوات البيشمركة في آب بمدفعية هاوتزر خفيفة طراز M119 مقطورة عيار 105 ملم، وتضمنت الانتقادات دعوات لبغداد بمصادرة هذه الأسلحة الثقيلة. وكان رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، قد أعرب في منتصف ايلول عن اعتراضه تسليح قوات محلية بسلاح ثقيل، مؤكدا بان مثل هكذا أسلحة "يستوجب ان تكون بيد الجيش العراقي حصرا".
وفي الوقت الذي لم يشر فيه الحلبوسي لاسم البيشمركة في كلامه، فانه بلا شك كان يقصد صفقة تجهيز البيشمركة بالمدفعية في شهر آب. وادعى بان مثل هكذا تسليح قد يشعل صراعات عرقية في مناطق مثل كركوك.
وأكدت وزارة الدفاع العراقية عقب ذلك بان الحكومة السابقة قد وافقت على هذه التجهيزات قبل سنوات، هذا يعني ان الولايات المتحدة لم تتجاهل بغداد عندما ارسلت المدفعية لكردستان في آب. ويذكر ان واشنطن دائما ما تنتظر موافقة بغداد قبل نقل أسلحة للبيشمركة، وان بغداد غالبا ما منعت تجهيزات مثل طائرات مسيرة. وأنها قد تفعل نفس الشيء فيما يتعلق بدفاعات جوية من المتوقع ان تجهزها الولايات المتحدة، وهي قدرة أخرى تفتقر لها كثير قوات البيشمركة. ويذكر التقرير ان التسليح الافضل للبيشمركة قد يساهم فعلا بتعزيز أمن العراق ودفاعاته بدلا من تقويضها. وكانت قد مرت عشر سنوات منذ ان تسلل تنظيم داعش للأراضي العراقية وسيطر على مساحات واسعة في شمالي وغربي البلاد، وكان للبيشمركة دور في منع توغل داعش لمدينة كركوك، وكانت قوات البيشمركة في حينها تمتلك سلاحا قديما من العهد السوفيتي وبضع دبابات T-55 تركها الجيش السابق اثناء الغزو الأميركي عام 2003 وبعض قطع من المدفعية من نفس العهد، وتعتبر هذه أسلحة قديمة قد عفى عليها الزمن.
وأشار التقرير الى الدور الذي لعبته قوات البيشمركة في الدفاع عن منطقة الإقليم من تنظيم داعش ومشاركة الجيش العراقي في الحاق الهزيمة به. وكانت القيادة الكردية قد اثنت على التنسيق بين الجيش العراقي والبيشمركة مع بداية معركة تحرير الموصل في 2016 واصفة إياه بانه " تاريخي “.
في هذه الاثناء تواصل البيشمركة بتنسيقها مع الجيش العراقي ضد داعش في المناطق المتنازع عليها وفي الثغرات الأمنية التي يستغلها داعش وتساعد قوات البيشمركة بالعمل مع القوات العراقية في تحقيق الاستقرار في تلك المناطق. ويذكر ان العراق قد توصل لصفقة مع فرنسا لتجهيزه بمدفعية سيزر هاوتزر ذاتي الاطلاق، وهو من الأسلحة المتطورة التي لا تمتلكها البيشمركة. ويذكر التقرير انه يتوجب على بغداد ان لا تعارض او تعرقل صفقات أسلحة تعمل على تعزيز قدرات قوات الإقليم في حفظ الامن ضد داعش وضد تهديدات أخرى، مشيرا الى ان صفقة مدفعية M119 هي مجرد أسلحة خفيفة ولا يستوجب اعتبار تسليح البيشمركة وتطوير ترسانته من قبل آخرين بأنه ضد المصلحة الوطنية بل إنه معها.
- عن مجلة فوربس الأميركية