TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > رحلات التخييم في واسط: تنمية المواهب واستكشاف الحياة البرية

رحلات التخييم في واسط: تنمية المواهب واستكشاف الحياة البرية

نشر في: 28 أكتوبر, 2024: 12:04 ص

 واسط/ جبار بچاي

مع حلول فصل الشتاء، بدأ أعضاء رابطة سفاري واسط، وهم مجموعة من الشباب المحبين للاكتشاف والتخييم والنزهة وممارسة مختلف الهوايات في البراري، بتنظيم رحلات إلى بعض مناطق المحافظة والتخييم فيها بمشاركة أصدقاء من المحافظات الأخرى.
الرحلات إلى البراري والمبيت هناك تستلزم وجود سيارات ذات الدفع الرباعي ومولدات كهرباء صغيرة مع الخيام وباقي مستلزمات النزهة البرية (الكشتة)، التي تظهر خلالها الكثير من المواهب مثل الصيد والتفنن بالطبخ والتصوير وممارسة رياضة المشي، إلى جانب الاهتمام بالبيئة والتحري عن الموروث الشعبي والتراثي والتعرف على الحياة البرية.
يحرص الكشاتة على تنظيم واجبات الحراسة ليلًا في بعض المناطق التي يُعتقد وجود حيوانات مفترسة فيها خوفًا من مهاجمتها لخيامهم العامرة بجلسات السمر ونار الشتاء التي تبقى طوال الليل مستعرة لإعداد الطعام والتدفئة، وحواليها تتثاءب دلال القهوة بينما تتراقص الفناجين بأيدي الشباب وهم يتبادلون العبارات المتداولة عند تقديم القهوة للضيف، لكنّ أشد ما يزعجهم أن تكون القهوة «صايدة»، أي وقع فيها شيء ما كأن يكون حشرة أو غيرها فأثر على طعمها. يقول رئيس رابطة سفاري واسط، أحمد ماجد الشمري، لـ(المدى): «تأسس الفريق شتاء 2020 مصادفة وليس بطريقة متفق عليها، من خلال وجود أكثر من مجموعة من الشباب يقومون بالتخييم في مناطق ناحية زرباطية القريبة من الحدود العراقية الإيرانية، حيث اتفقنا على تنظيم رحلات برية متكررة وهذا ما حصل فعلًا حتى صار أعضاء الفريق من مختلف المحافظات وليس من واسط فقط". وأضاف في حديثه لـ(المدى): «يضم فريقنا عشاق الطبيعة ومحبي البراري ممن يجدون في التخييم والمبيت في البرية فرصة للابتعاد عن صخب المدينة وضجيج الحياة هناك، إضافة إلى أن التخييم يتيح لهم فرصة المغامرة والاكتشاف وتنمية المواهب والقدرات خاصة فن الطبخ والشواء".
موضحًا أن «عدد أعضاء الفريق الأصليين نحو 15 شخصًا من مختلف الشرائح المجتمعية، لكن أبوابه مفتوحة للجميع وغير مقيدين بالحضور طالما أن التهيئة والإعداد وتجهيز مستلزمات التخييم مشتركة، لذلك يزيد العدد في بعض المرات عن الخمسين مشاركًا بينهم يفدون من محافظات أخرى".
ويكشف الشمري عن أن «رحلات النزهة والتخييم (الكشتة) تنظم غالبًا أيام الجمع والعطل وتكون في مناطق مختلفة بمحافظة واسط، منها منطقة الطعوس الرملية في ناحية شيخ سعد أو المناطق الجبلية في زرباطية أو في موقع مدينة واسط الأثرية وأحيانًا في هور الدلمج أو في البراري الأخرى".
مؤكدًا أن «الفريق حريص على حماية البيئة وعدم المساس بها أو الإساءة لها من خلال ترك مخلفاته كبقايا الطعام والنفايات أو مخلفات النار وغير ذلك، بل نرفع كل شيء باستخدام الأكياس المخصصة ونضعه في أقرب مكان مناسب". يقول عضو الفريق حيدر عمران: «نستثمر هذه السفرات لرياضة المشي وهواية التصوير والتوثيق للأماكن التي نقوم بزيارتها وتوثيقها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وحث الجهات المعنية للاهتمام بها، ونستفيد من وجود السفرات لإقامة فعاليات مشتركة نركز فيها على الجانب الترفيهي والمعلوماتي، إذ غالبًا ما ندعو أشخاصًا مهتمين بشؤون البيئة أو المناخ أو التراث أو في مجال الإعلام لتبادل الأفكار والاستفادة من الخبرات مبتعدين عن السياسة ومشاركة السياسيين معنا". وذكر عمران أن «المشاركة في رحلات التخييم تمنح فوائد أخرى غير الاستمتاع بالطبيعة، منها تكوين صداقات جديدة خاصة مع الشباب القادمين من المحافظات الأخرى وتعزيز الروابط بينهم، وتفيد في كشف المواهب والمهارات والتعرف على مدننا والقرى والصحارى العامرة بكل شيء".
يُذكر أن أعضاء رابطة سفاري واسط سبق وأن أقاموا جلسة تحاكي رمال الإمارات في منطقة الطعوس الرملية التي اكتشفوها مؤخرًا قرب الحدود العراقية الإيرانية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

بيت المدى يستذكر الشخصية الوطنية واليسارية عبد الفتاح إبراهيم

بيت المدى يستذكر الشخصية الوطنية واليسارية عبد الفتاح إبراهيم

بسام عبد الرزاق اقام بيت المدى في شارع المتنبي، الجمعة الماضية، جلسة استذكار للشخصية الوطنية والديمقراطية اليسارية المعروفة، عبد الفتاح إبراهيم، تحدث فيها الضيوف عن مناقب الراحل ودوره البارز في الفكر العراقي المعاصر ومؤلفاته،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram