TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت المدى يستذكر الشخصية الوطنية واليسارية عبد الفتاح إبراهيم

بيت المدى يستذكر الشخصية الوطنية واليسارية عبد الفتاح إبراهيم

نشر في: 28 أكتوبر, 2024: 12:05 ص

بسام عبد الرزاق

اقام بيت المدى في شارع المتنبي، الجمعة الماضية، جلسة استذكار للشخصية الوطنية والديمقراطية اليسارية المعروفة، عبد الفتاح إبراهيم، تحدث فيها الضيوف عن مناقب الراحل ودوره البارز في الفكر العراقي المعاصر ومؤلفاته، فضلا عن التحولات السياسة التي عاشها على مدى قرابة عقد من تاريخ العراق.
ميسر الجلسة الباحث رفعت عبد الرزاق، ذكر في مقدمته ان "الأستاذ عبد الفتاح إبراهيم، شخصية عراقية وطنية وديمقراطية رائدة وقدم للفكر العراقي والعربي الشيء الكثير، وهو من اسرة بغدادية نزحت من عانه الى بغداد وعمل بعض افراد العائلة في مهن دينية، وكان والده من علماء الدين في بغداد، وتدعى عائلة المدرس، وسكنوا محلة باب الشيخ".
وأضاف ان "عبد الفتاح ولد عام 1907 وانا شخصيا سألته عن مواليده وقال لي انا أكبر من حسين جميل بسنة واحدة، وحسين جميل من مواليد 1908، وأكمل الثانوية في بغداد ومن ثم التحق بالبعثة العراقية الأولى للجامعة الامريكية في بيروت ومن ثم الى أمريكا، ولم يكمل الدراسة لسبب عائلي، ولكنه قدم رسالة مهمة نشرت في بغداد بعنوان: (على طريق الهند) وهي الرسالة الأولى في الفكر العراقي الحديث عن الصراع الغربي في المنطقة".
وبين ان "الراحل من مؤسسي جماعة الأهالي وانسحب منها لاحقا، وفي عام 1944 أسس جمعية الرابطة الثقافية مع مجموعة من الشخصيات المعروفة، وعام 1946 أسس حزب الاتحاد الوطني وهو من الأحزاب الديمقراطية واليسارية في العراق، لكن الحزب تعرض لمضايقات السلطة وسحبت اجازته وعاد عبد الفتاح إبراهيم الى عمل غير سياسي مباشر، بتأسيس مطبعة الرابطة وفي عام 1963 صودرت المطبعة وانصرف عبد الفتاح الى حياته الخاصة حتى كانت وفاته في شهر تموز عام 2003".
بدورها قالت الاكاديمية د. لاهاي عبد الحسين، ان "عبد الفتاح إبراهيم شخصية عراقية يسارية علمانية بامتياز وماركسية الهوى، وكتاباته بنظري يمكن ان توضع في سياق التمهيد لعلم الاجتماع، وكتاباته التي ظهرت منذ ثلاثينيات واربعينيات القرن الماضي، يمكن ان توضع ضمن خانة الذين مهدوا لظهور علم الاجتماع وهذا عمل ساهمت فيه قافلة طويلة من المثقفين العراقيين، فمحمود احمد السيد في كتاباته وقصصه التي ظهرت في العقد الثاني من القرن العشرين تكلم بمغزى ودلالة اجتماعية واستشهد بعلماء الاجتماع، ومعروف الرصافي في كتابه (الشخصية المحمدية) يمكن ان نستشف ان هناك جوانب اجتماعية مهمة، فهل نستطيع ان نقول ان الرصافي رائدا من رواد علم الاجتماع؟ لا، يبقى شاعر وصاحب فكر ومثقف".
وأشارت الى ان "عبد الفتاح إبراهيم يمكن ان يوصف بدقة وعدالة انه من أنصار ثورة 14 تموز ومتحمس لها، ولكنه لم يكن متحمسا لشخص الزعيم، وهذا الذي عبر عنه د. كمال مظهر، بانه ربما لم يلق الاهتمام الكافي لكونه لم يتوجه الى شخصية الزعيم، وكتب كتابه (معنى الثورة) والذي وصفه مجيد خدوري باعتباره برنامج عمل لثورة 14 تموز ولكن هذا البرنامج لم يلق ما يستحق من الاهتمام وضاعت جهود عبد الفتاح". وذكرت ان "الكتاب الاخر المهم الذي يكاد يكون الأكثر شهرة (على طريق الهند) ويمكن ان ينظر له كأطروحة في مفهوم الاستقلال السياسي وهو صادر عام 1932 واعيد طبعه عام 1935 وقال عنه عبد الفتاح انه عندما أعاد قراءته شعر بان هناك حاجة الى كثير من التغييرات، واكد على أهمية الموقع الاستراتيجي للعراق وحذر من سيطرة القوى الدولية، أولا جناح بريطانيا وفرنسا، وألمانيا النازية، وروسيا، وكان يقدم نصيحة للسلطة ولكن للأسف نحن بلد الخسارات الكبرى".
من جانبه قال السياسي والشخصية الديمقراطية، د. علي الرفيعي، ان "عبد الفتاح إبراهيم شخصية وطنية ديمقراطية ويساري بارز لعب دورا ملحوظا في تاريخ حركة اليسار العراقي منذ باكورة شبابه وتأثر في الاجواء التي عاشها في الجامعة الامريكية في بيروت، وهي أجواء حرية وابداء رأي ونقاش".
ونوه الى انه "التقى في الجامعة الامريكية بمجموعة من الطلاب العراب والعراقيين وبالتالي هذه الفترة اهلت وساعدت وقوت طموح عبد الفتاح نحو الديمقراطية والمناقشة الحرة، واسسوا رابطة للعراقيين كان على رأسها يوسف زينل، وكان لديه طموح وقام بتأسيس الخلايا السرية وأطلق عليها تسمية الشعبية وكان لها دور في نشر الوعي الثقافي من خلال ما أصدرته في الثلاثينيات"
وأكمل الرفيعي، انه "إضافة الى كونه شخصية يسارية فهو مفكر وساهم بإصدارات عديدة خلال الثلاثينيات وما بعدها، ومنها (على طريق الهند) و(المهاتما غاندي) و(التربية والتعليم في الاتحاد السوفيتي) و(الأفكار الشعبية) و(مقدمة في علم الاجتماع) و(الاجتماع والماركسية) و(مشكلة التموين) و(حقيقة الفاشية) وبعد ثورة 14 تموز كتاب (معنى الثورة)".
الأستاذ بكر عبد الحق الراوي، قال: "نحن في صدد استذكار شخصية قد تكون هي تاريخ للعراق بحد ذاته، شهدت نهايات العهد العثماني لاسيما انه كان في جنوب العراق أي في اول المناطق التي احتلها البريطانيون، وشهد مرحلة الانتداب وقيام الحكم الوطني والجمهوري وحتى احتلال العراق من قبل أمريكا".
وبين ان "الراحل كان لنشأته فيصلا في هذه الشخصية، بدليل تأسيس جمعية النشر العراقية عام 1926 في الجامعة الامريكية في بيروت، وكان متأثرا بوالده رغم تخرجه على يد علماء الدين في الناصرية اذ كان من رواد الحركة الوطنية في مقاومة الاحتلال البريطاني مع الحبوبي".
وأضاف، انه "عند تأسيسه للحزب الوطني ورغم صرامته لم يكن هو زعيم الحزب انما رئيس اللجنة السياسية وهذا الحزب الذي رفض الانتخابات النيابية لتزويرها ورفضه تقسيم فلسطين، وكان تمهيدا لحله خوفا من مواقفه، ومع ذلك بقي عبد الفتاح محافظا على الأطر اليسارية في العراق".
من جانبه قال الكتبي زين النقشبندي، انه "من خلال الصديق عمار الزهاوي، التقيت بالأستاذ عبد الفتاح إبراهيم، في بيته بمنطقة شارع المغرب بعد العام 2003، وسألني عن الكتب ومن ضمنها كتبه التي جرى استنساخها في التسعينات، وكان زاهدا في الحياة ولا يملك مطامع خاصة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

بيت المدى يستذكر الشخصية الوطنية واليسارية عبد الفتاح إبراهيم

بيت المدى يستذكر الشخصية الوطنية واليسارية عبد الفتاح إبراهيم

بسام عبد الرزاق اقام بيت المدى في شارع المتنبي، الجمعة الماضية، جلسة استذكار للشخصية الوطنية والديمقراطية اليسارية المعروفة، عبد الفتاح إبراهيم، تحدث فيها الضيوف عن مناقب الراحل ودوره البارز في الفكر العراقي المعاصر ومؤلفاته،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram